ومما يحكى عن السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله تعالى أنه هو الذي اقترح على غليوم إيمبراطور ألمانيا التخلص من داهية السياسة بسمارك المشهور.
وذلك أن الإيمبراطور غليوم لما زار استانبول في المرة الأولى تحدث مع السلطان عبد الحميد عن نفوذ بسمارك في أوربا.
فقال له السلطان: أنا لا أحب أن يكون خادمي قوي النفوذ كهذا، أترغب جلالتكم أن ترى كيف أعامل خدمي؟
فقال غليوم: نعم.
وحينئذ لمس السلطان الجرس المنبّه.
ولما دخل الحاجب قال له: ادع كاملا (وكان كامل يومئذ صدرا أعظم) فأرسل الحاجب الخيّالة يبحثون عن كامل باشا فأحضروه، ولما دخل إلى المثول بين يدي السلطانين وقف مطرقا برأسه إلى الأرض مكتوف اليدين كأنه واقف في صفوف المصلين، فلم يلتفت إليه السلطان.
وبعد برهة من الزمن قال له: لا لزوم للانتظار فالمسألة بسيطة.
فسلّم الصدر سلام الخلافة وذهب ماشيا القهقرى حتى غاب عن نظر العاهلين.
وقد انتبه الإيمبراطور غليوم إلى ما كان يراه من وزيره بسمارك من التوسع في الحرية حين مقابلته ومحادثته، فعزله عن وظيفته وحرم منه ذلك الدهاء الذي كان سياجا لسلطانه وملكه.
_________________________________
نهر الذهب في تاريخ حلب 3 / 387
للغزي (المتوفى: 1351هـ)بسمارك (1815-1895) صاحب مقولة: “لقد وزع الذكاء و الدهاء في العالم على هذه الشاكلة، 95% للسلطان عبد الحميد و 4% لي و 1% لبقية رجال السياسة”.
https://ar-ar.facebook.com/Turkey.Ottomany/photos/يقول-السياسي-الالماني-الشه�/775126972656101/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق