وتنشئة الأولاد فى البادية ، ليمرحوا فى كنف الطبيعة ، ويستمتعوا بجوها الطلق وشعاعها المرسل ، أدنى إلى تزكية الفطرة ، وإنماء الأعضاء والمشاعر ، وإطلاق الأفكار والعواطف .
إنها لتعاسة أن يعيش أولادنا فى شقق ضيقة من بيوت متلاصقة كأنها علب أغلقت على من فيها ، وحرمتهم لذة التنفس العميق والهواء المنعش .
ولا شك ان اضطراب الأعصاب الذى قارن الحضارة الحديثة يعود - فيما يعود إليه - إلى البعد عن الطبيعة ، والإغراق فى التصنع .
ونحن نقدر لأهل مكة اتجاههم إلى البادية لتكون عرضاتها الفساح مدارج طفولتهم .
وكثير من علماء التربية يود لو تكون الطبيعة هى المعهد الأول للطفل حتى تتسق مداركه مع حقائق الكون الذى وجد فيه .
ويبدو أن هذا حلم عسر التحقيق .
___________________________
فقه السيرة (ص:56) للشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى
الخريطة : أطلس السيرة النبوية للدكتور شوقي أبوخليل رحمه الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق