الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
فهذه وقفة مختصرة مع الكشوفات الجغرافية الأولى للبحرية الصليبيَّة .
لو نظرنا إلى الكشوفات الجغرافية والتي قامت بها البحرية الصليبية ـ خاصة التابعة للبرتغال وإسبانيا ــ لوجدنا أنها أعادت الروح الصليبية جذعه للبابوية والدول الغربية بعد ما خفتت بسبب قوة الخلافة العثمانية الإسلامية وما حصل من انشقاقات بابوية وانقسامات بين الدول الصليبية .
وكان من أهم أهداف هذه الكشوفات البحرية ، هي :
1) تطويق العالم الإسلامي والالتفاف على الخلافة الإسلامية وإضعافها تمهيداً لضربها من الداخل وتمزيق الأمة الإسلامية المترامية الأطراف براً وبحراً .
2) البحث عن طريق تجاري لا يمر بديار يتحكم فيها المسلمون لضربهم تجارياً واقتصادياً مما يؤدي في المستقبل إلى ضعفهم عسكرياً .
3) نشر النصرانية في تلك البلاد الْمُكتَشفة ، وتوسيع نطاق الدعوة إلى النصرانية ، ليتمكنوا من مواجهة الأمة الإسلامية سريعة الانتشار[1] .
لذلك عندما ظهرت هذه الكشوفات الجغرافية فرحت بها البابوية فرحاً شديداً واهتمت بمعاونة ومكافأة الدول التي برعت فيها وهي البرتغال والأسبان ، فقد أصدرت البابوية مراسيم عديدة تُخوِّل ملوك البرتغال وإسبانيا الحق في ملكية كل إقليم جديد، كما أنّ البابويّة وصفت في مراسيمها الإسلام بأنه طاعون ، وطالبوا ببذل الجهود لتنصير سُكان المناطق التي أُكتشِفت والتي ستُكتشف فيما بعد ، والحيلولة بينهم وبين إصابتهم بطاعون الإسلام ـــ على زعمهم ـــ كما أن البابوية أصدرت وعوداً بالعفو والمغفرة يوم القيامة للمشاركين في هذه الرحلات الكشفية.
كما أن البابا نيقولا الخامس ((1447م ــ 1455م)) أشرف بنفسه على خطة تُنفّذ مع الكشوف الجغرافية ، لضرب المسلمين ضربة قويَّة يكون فيها القضاء على الإسلام قضاءً مبرماً ، كما أنه أرسل مرسوماً بابوياً إلى ملك البرتغال في عام 1454م تضمن ما يُعرف باسم ((خطة الهند)) تقوم على إعداد حملة صليبية نهائية تشنها أوروبا الكاثوليكية على الإسلام . كما أنه اتصل بملوك الدول الأوروبية يطالبهم بتمويل الحملة الصليبية البرتغالية بالأموال والرجال والعَتاد ليتم تطويق البلاد الإسلامية بنجاح .
ثم إنّ بابا روما اسكندر السادس ((1492 ــ 1503م)) في عام 1494م ـ 894هـ ، وفي اجتماع صليبي عمد إلى خريطة للكرة الأرضية ، ورسم فيها خطّاً رأسياً يقطع المحيط من الشمال إلى الجنوب ، لتوزيع الأراضي بين المكتشفين الأوروبيين وفي ذلك الوقت كان التنافس على أشده بين أسبانيا والبرتغال ، فأقام البابا اسكندر السادس بينهما معاهده في عام 1494م عرفت بمعاهد توردسيلاس .
فانطلقت الدول الصليبية في الكشوفات الجغرافية البحرية بإذن وشد أزر من البابوية الحاقدة على الإسلام والمسلمين ، لتطويق الأمة الإسلامية وإضعاف قوتها عسكرياً واقتصادياً ونشر النصرانية .
يقول القائد الصليبي البحري (البوكرك) الذي خلف فاسكو دي غاما ـ والذي يعود إليه الفضل في توطيد دعائم الإمبراطورية البرتغالية ـ إنه يريد إنجاز مشروعين من مشروعاته قبل موته ، وهما :
1) تهديم المدينة المنورة في شبه جزيرة العرب ، ونبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخذ كنوزه حيث كان يتصور أن ضريحه مليء باللآلي والمجوهرات شأن الفاتيكان ، وسرق رفات الرسول صلى الله عليه وسلم ويجعلها رهينة حتى يتخلى المسلمون عن الأماكن المقدسة في فلسطين .
2) تحويل مياه نهر النيل إلى البحر الأحمر ليحرم مصر من ري أراضيها . ومن المعلوم أن مصر كانت في ذلك الوقت من أهم الدول الإسلامية .
وقد ألقى البوكرك هذا الخطاب ـ والذي يقطر حقداً على المسلمين ـ قبل هجومه الثاني على مدينة ملقا في شبه جزيرة الملايو عام 917هـ / 1511م ، جاء فيه : (( الأمر الأول هو الخدمة الكبرى التي سنقدمها للرب عندما نطرد المسلمين من هذه البلاد ، وتخمد نار هذه الطائفة المحمدية ، حتى لا تعود للظهور بعد ذلك أبداً ، وأنا شديد الحماسة لمثل هذه النتيجة ... إذ استطعنا تخليص ملقا من أيديهم فستنهار القاهرة، وستنهار بعدها مكة)).
وقد فتح المجال لهذه الكشوفات الجغرافية ، وتجديد الأطماع الصليبية نشاط فاسكو دي جاما عام 1497م ((استاذ البركرك)) والذي اكتشف رأس الرجاء الصالح عام 903هـ / 1497م ووصل موزمبيق شمالاً وممبسه وماليندي في عدة موانئ أخرى . وقد تفاجأ هذا الصليبي فاسكو دي جاما أن هذه الموانئ جميعها موانئ إسلامية مما ألهب حقده الصليبي على الأمة الإسلامية . وقد أغرى هذا الصليبي البرتغالي دي جاما حاكمَ ماليندي بالمال فأمده بملاح مسلم عربي هو شهاب الدين أحمد بن ماجد ليساعده في رحلته الاستكشافية الحاقدة على الأمة الإسلامية في غفلة من المسلمين خاصة الملاح ابن ماجد ـ الذي كان من المفترض أن يكون واعٍ لما يُخطِط له الصليبي الحاقد فاسكو دي جاما ، ولكن سبحان الله ـ .
لما وصل دي جاما إلى الهند بمساعدة ابن ماجد تفاجأ هذا الصليبي أن المحيط الهندي آنذاك كان بحراً إسلاميا خالصا . فأزداد حقده الصليبي على الأمة الإسلامية وتفوقها .
في إحدى رحلاته أغرق سفينة في خليج عمان تنقل الحجاج من الهند إلى مكة ، وعلى ظهرها مائة حاج حيث أعدمهم جميعاً . وعندما نزل إلى مدينة كيلوا في شرق افريقيا هدّم ثلاثمائة مسجد كان في المدينة .
فكانت رحلات فاسكو دي جاما صليبية واضحة ، تتخفى وراء العلم والاستكشاف فقد قال عندما وصل كاليكوت (( مالقيوط )) : (( الآن طوقنا رقبة الإسلام، ولم يبق إلا جذب الحبل فيختنق )) .
يقول المؤرخ الإنجليزي (( برِستاج )) إن الهدف الرئيسي للرحلة (( داجاما )) والذين مولوا اكتشافاته : (( أن يواصلوا الحروب الصليبية ضد العرب ، ويثني جناح دار الإسلام استراتيجياً واقتصادياً ويتصل بدولة الأحباش المسيحية بحلفٍ معها يُهاجم العالم العربي الإسلامي من الجنوب وتغتصب تجارة البهارات في جزر الهند الشرقية من العرب ويُسيطر على المحيط الهندي )) .
وقد أعلن ملك البرتغال في ذلك الوقت عمانوئيل الأول عن أهداف الحملات البرتغالية : (( إن الغرض من اكتشاف الطريق البحري إلى الهند هو نشر النصرانية والحصول على ثروات الشرق)) .
ويظهر الحقد الصليبي جليّاً على الأمة الإسلامية في الرسائل المتبادلة بين ملك البرتغال عمانوئيل الأول وملكة الحبشة النصرانية إليني .
جاء في إحدى هذه الرسائل من الحبشيّة إلى البرتغالي قولها : (( باسم الله والسلام على عمانوئيل سيد البحر وقاهر المسلمين القساة الكفرة ، تحياتي إليكم ودعواتي لكم ، لقد وصل إلى مسامعنا أن سلطان مصر جهز جيشا ضخما ليضرب قوتكم ويثأر من الهزائم التي ألحقها به قوادكم في الهند ، ونحن على استعداد لمقاومة هجمات الكفرة بإرسال أكبر عدد من جنودنا في البحر الأحمر وإلى مكة أو جزيرة باب المندب ، وإذا أردتم نسيّرها إلى جدة أو الطور ـ طور سينا ـ ، وذلك لنقضي قضاءً تاماً على جرثومة الكفر ، ولعله قد آن الوقت لتحقيق النبوءة القائلة بظهور ملك مسيحي يستطيع في وقت قصير أن يبيد الشعوب الإسلامية المتبربرة )) .
ولم تكن الروح الصليبية أقل ظهوراً عند الأسبان منهم عند البرتغاليين ـ أقوى دولتين صليبيتين يمتلكان أسطولاً بحريا في تلك الأوقات ـ فقد تلقى الأسبان المساعدات من أوروبا ، حيث نجد معظم ملاّحيها ليسوا من الأسبان، وإنما من باقي دول أوروبا التي كانت تمدهم بكامل إمكاناتها حيث كانت أسبانيا على تماس مباشر مع المسلمين وفي حرب دائمة معهم.
وكانت مهمة الأسبان الالتفاف على المسلمين من ناحية الشرق ، بينما كانت البرتغال قد تحركت نحو الجنوب لإتمام عملية التطويق .
(( أعطت أسبانيا المعلومات اللازمة لبحارتها القادمين إليها من بقية الدول الأوروبية ، والمدربين على القتال في مدارس خاصة ، وقد شُحنوا حقداً على المسلمين ، ومُلئوا غيظاً من ضلال معلومات التاريخ التي ألقيت عليهم مشوّهة مغلطة )).
فهذا الملاح الجنوي (( خرستوف كولومبس )) الذي يعمل لصالح الدولة الإسبانية ابتدأ عام 898هـ / 1492م رحلاته الاستكشافية عابراً مضيق جبل طارق ، والمحيط الأطلسي ، واستطاع أن يصل إلى الشواطئ الشرقية لآسيا ثم وصل إلى جزر البحر الكاريبي الذي اعتقد أنها جزء من ساحل الهند ، بيّن الملاح الذي أبحر بعده وهو ((أمريكو فسبوتشي)) الفلونسي الأصل والذي يعمل لصالح الأسبان أن هذه الأرض التي أكتشفها كولومبس ليست هي ساحل الهند إنّما هي أرض جديدة عُرفت بعد ذلك باسمه (أمريكا) وكان ذلك في 907هـ / 1501م .
فكان كولومبس يُعلن في رحلاته أنه سيستخدم ثروات الشرق التي ستقع بين يديه لاستخلاص بيت المقدس من أيدي المسلمين[13] .
وهذا ماجلان الملاّح الصليبي الآخر ـ برتغالي الأصل ـ عمل لصالح البلاط الأسباني ، غادر اشبيلية في أيلول 926هـ / 1519م ، وطاف حول أمريكا الجنوبية ، ومرّ من أقصى جنوبها من ممر أرض النار والذي عُرف فيما بعد باسم مضيق ماجلان ودخل المحيط الهادي، ووصل أخيراً إلى جُزر عُرفت فيما بعد باسم جزر الفلبين تخليداً لملك أسبانيا آنذاك فيليب الثاني .
وما أن وصل ماجلان إلى تلك الجزر ، حتى فاحت رائحته الصليبية وملأت الجو بحقدها البغيض الذي يحمل معه روائح جثث الموتى الكثيرة التي لاقى أصحابها حتفهم بأيدي الصليبية .
اتفق ماجلان مع ملك إحدى الجزر وتُسمى ((سِيُبو)) ويدعى ((هومابون)) أن يساعده في إخضاع باقي الجزر تحت ملكه ، وتكون جميعا تحت التاج الإسباني على أن يدخلوا جميعاً في الديانة الكاثوليكية فوافق ((هومابون)) .
ولكن ماجلان اصطدم بملك مسلم يدعو (( لابو لابو )) ملك جزيرة (( مَكْتامْ ))، فلمّا علم ماجلان أنه من المسلمين ثار حقده الصليبي وصب جامّ غضبة على السكان المسلمين ، فأمر جنوده الصليبيين بمطادرة النساء المسلمات ، وسطوا على طعامهم وأضرموا النار في أكواخهم فرأى ماجلان الفرصة مناسبة لإظهار قوته وأسلحته الحديثة للقضاء على المسلمين وترهيب بقية أمراء الجزر الأخرى 0 فتقابل مع الجيش الإسلامي البدائي وتحدَّث مع ملكهم (( لابو لابو )) قائلا :(( إنني باسم المسيح أطلب إليك التسليم ، ونحن العِرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد )) ، فأجابه السلطان المسلم : (( إنَّ الدِّين كله لله ، وإن الإله الذي أعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم )) ، ثم هجم على ماجلان ، وقتله بيده ، وشتت شمل جنوده الصليبيين ، ورفض تسليم جثته للأسبان ، ولا يزال قبره هناك في جزيرة ((سيبو)) شاهداً على ذلك .
فأرسلت الدولة الإسبانية حملات صليبية لتلك الجزر انتقاماً من المسلمين واحتلالاً لها ، وتركّزت تلك الحملات الصليبية الأسبانية وتتابعت منذ عام 1565م .
وقد كان الإسلام قد تأصل دينياً هناك ، وخاصة في الجزر الجنوبية مثل جزيرة (( بَلَوان )) وجزيرة ((مِنْدَنَاو)) الكبيرة الحجم وأرخبيل جُزر سُولُوا إلى الغرب منها . وقد دامت الحرب الصليبية الإسبانية على المسلمين هناك أكثر من مائة عام ، شابهت حروبهم مع العرب المسلمين في الأندلس ، ولهذا ألقوا على المسلمين هناك اسم ((الْمُورْ)) وكأنهم أيضاً عرب ، وما زال هذا الاسم ((المور)) يطلق على الأقلية المسلمة التي تسكن الجزر الجنوبية والتي عانت على أيدي الأسبان من قبل ومن الحكومات الفلبينية الكاثوليكيّة فيما بعد.
فكان من نتائج هذه الرحلات الصليبية الاستكشافية أن الملوك الكاثوليك عملوا على تثبيت ملكيتهم لهذه الأراضي الجديدة ، يقول المؤرخ النصراني فيشر : (( لا يمكن القول بأن الدافع لاكتشاف العالم الجديد لا يتعدى الرغبة في الحصول على التوابل والذهب ، إذ اختلطت المشاعر الدينية بالمطامع الاقتصادية . ففي الفاتيكان ـ وخصوصاً لدى الفرنسسكان الذين كانت مشروعاتهم التبشيرية تمتد إلى العالم بأسره ـ كانت مشروعات البرتغال والأسبان تثير أكبر قسط من الاهتمام ، لا لأنها ستكون وسيلة إلى تنصير الوثنيين فحسب ، بل ستفضي أيضا إلى شن هجوم على المسلمين من ناحية الشرق ، وكان المعروف أن نجاشي الحبشة مسيحي ، وكان المعتقد أنه لا تزال توجد في الهند نتيجة لبعثة القديس ثوما ، دولة مسيحية يحكمها عاهل يُعرف بالخان الأكبر ، وكان يداعب أوروبا الكاثوليكية أمل كبير في أن تتلقى من هؤلاء الملوك المسيحيين الشرقيين البعيدين مساعدة فعّالة في حرب صليبية ضخمة أخيرة تشنها على المسلمين . تلك هي الخطة التي رسمها البابا بيقولا الخامس منذ عام 1454م في مرسوم بابوي أرسله إلى ملك البرتغال )).
وهكذا طمع الصليبيون بعد أن أحاطوا بالعالم الإسلامي ، بوصول ماجلان إلى الفلبين شرقاً ، ملتقياً النفوذ الإسباني بالبرتغال في أقصى المشرق من العالم الإسلامي ، فحاولت البرتغال ثم إسبانيا ثم فرنسا من أتباع الكنيسة الكاثوليكية ـ ثم دخل مع الكاثوليك في خط الصليبية وتزعمها سياسياً بعد ذلك إلى يومنا هذا البروتستانت ابتداءً بإنجلترا ثم أمريكا، بضرب العالم الإسلامي من داخله ، وقد نجحت كثير من خطواتهم في ذلك . حاولت الدول التابعة للبابوية الكاثوليكية ، في قرون مضت ، بعدما أحاطوا بالأمة الإسلامية بالاتصال مع الحبشة الأرثوذكسية ، للقيام بغزو بحري إلى كل من موانئ عصب، ومُصَوَّع، وسواكن، على أمل غزو الحجاز، وهدم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالفعل قامت البرتغال بحملة دخلت البحر الأحمر ، ووصلت إلى ينبع ، وتحطمت أثر عاصفة هوجاء ، وأمام هذا التحدي الصليبي ، عجز المماليك عن مواجهتهم ، لذلك توجه السلطان سليم العثماني إلى الشام 922هـ / 1516م، فضمها إلى الدولة العثمانية ، ثم ضم مصر عام 922هـ / 1517م، وامتدت الدولة العثمانية وانتصبت ترد كيد الصليبيين ، ولكن دون أن تستطيع استعادة سيطرة المسلمين على البحار.
للباحث د.محمد بن علي آل عمر الزيلعي
بسم الله والحمد لله كالذي نقول وخيرا" مما نقول والصلاة والسلام على معلم الناس الخير سيدنا أبوالقاسم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
وبعد
الحمد لله الذي وفقني لتصوير الكتاب المهمة الكشوف الجغرافية
ولا تنسون الدعاء للشيخ محمود شاكر رحمه ربنا الرحيم وجميع موتى المسلمين.
وهنا رابط الكتاب :
رابط آخر
رابط آخر :
رابط آخر حجمة أقل :
وهنا ترجمة للشيخ رحمه الله تعالى:
__________________________
كتاب آخر مهم :