ينقل السائح الأوروبي (سيتزن) عن هذة الرحلة، حيث يذكر متسائل؟ (( أيوجد سائح أوروبي يفتخر بمثل ما قدمه ابن بطوطة للأجيال المتتابعة؟ هل كان في وسع أمة أوروبية منذ خمس قرون أن تجد من أبنائها مم يجوب بلاد العالم، وهو على مقدرة من استقلال الحكم، والقدرة على الملاحظة، والدقة في الكتابة مما يتوفر لدى ابن بطوطة))! وهو اعتراف من رحالة محايد، صدر عن نزاهة واقتناع.
على أن الذين يقولون: أن الديمقراطية قد تقدمت في هذا العصر بما لم تتقدم به في عصر ابن بطوطة يجب أن يجيبوا على هذا السؤال، هل يمكن لرحالة معاصر الآن أن يذهب إلى بلد لا يعرف لغته، ويجد من استقبال الملوك والوزراء والحكام ما وجده ابن بطوطة، وهو شخص غريب، ليس سفيرا˝ سياسيا˝، أو أميرا˝ في موطنه! ولكنه وجد من سرعة الاتصال والجلوس مع الملوك ما لا يتاح الآن لأي رحالة، إلا إذا كان ذا وضع سياسي كبير، فالمساواة من قبل قد وجدت تنفيذها العملي قبل أن يتشدق بها الآن من يجعلون الحضارة الأوروبية أساس هذة المساواة! مع أن الإسلام قد شرعها منذ خمسة عشر قرنا˝ كما هو معروف دون إنكار.
________________________________________
محمد رجب بيومي: طرائف ومسامرات (395) دار القلم : الطبيعة الأولى 1421ه - 2001م
محمد رجب بيومي: طرائف ومسامرات (395) دار القلم : الطبيعة الأولى 1421ه - 2001م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق