ذكر ابن حيان أنه في أيامه قام بجليقية علجٌ خبيثٌ يدعى بلاي، فعاب على العلوج طول الفرار، وأذكى قرائحهم حتى سما بهم إلى طلب الثار، ودافع عن أرضه، ومن وقته أخذ نصارى الأندلس في مدافعة المسلمين عما بقي بأيديهم من أرضهم والحماية عن حريمهم، وقد كانوا لا يطمعون في ذلك.
وقيل: إنه لم يبق بأرض جليقية قرية فما فوقها لم تفتح إلا الصخرة التي لاذ بها هذا العلج ومات أصحابه جوعاً إلى أن بقي في مقدار ثلاثين رجلاً ونحو عشر نسوة، وما لهم عيش إلا من عسل النحل في جباح (الخلايا) معهم في خروق الصخرة، وما زالوا ممتنعين بوعرها إلى أن أعيا المسلمين أمرهم، واحتقروهم.
وقالوا: ثلاثون علجاً ما عسى أن يجيء منهم .
فبلغ أمرهم بعد ذلك في القوة والكثرة والاستيلاء ما لا خفاء به.
وملك بعده أذفونش جد عظماء الملوك المشهورين بهذه السمة.
وملك بعده أذفونش جد عظماء الملوك المشهورين بهذه السمة.
__________________________________________________________
المقري: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 3/ 17
دار صادر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق