ما يجمع بين مدريد وبكين انهما من أعظم عواصم العالم.
مدريد عاصمة مملكة أسبانيا وأكبر مدنها.
وبكين عاصمة جمهورية الصين الشعبية ومن اكبر مدنها.
والمسافة بين العاصمتين العريقتين أكثر 9000كيلوا متر.
ولكن هناك أمر يهمنا تشترك فيه المدينتين !
ربما أن أغلبكم تعجب من هذا الأمر المهم … مع الأسف أن أغلب الأمة لا تعرفة .
هذا الأمر هو أن المدينتين بناها المسلمون !!
نعم بناها أسلافنا الذين يجهلهم أكثر أحفادهم مع الأسف …
نبدأ بمدريد :
وتسمى في المصادر العربية (مجريط) ، أكبر مدن (قشتالة) ، وهي اليوم عاصمة إسبانيا.
بناها الأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط في القرن الثالث للهجرة، فوق مستودعات من المياه الجوفية، وقد ثبت أن اسمها مجريط مشتق من كلمة (مجرى) بالألف الممدود بالكسر، أي بالإمالة التي هي لهجة أهل الأندلس، ثم بالمقطع الإسباني (يط) ، الذي في آخر الكلمة وهو يدل على التكثير.
والاسم (مجريط) يدل على مجموعة المجاري والقنوات الجوفية التي ما زالت آثارها باقية فيها حتى اليوم، وينسب إلى (مجريط) ، عدد من أهل العلم منهم الفلكي الرياضي مسلمة بن أحمد المجريطي المتوفي سنة 398هـ(1).
أما بكين , يقول الدكتور لي تشين تشونغ (أستاذ بجامعة اللغات والثقافة، بكين) :
كل من يذهب إلى بكين عاصمة الصين في الوقت الحاضر من الصينيين والضيوف الأجانب لابد أن يزوروا القصور الملكية السابقة بالمدينة المحرمة، والحدائق الملكية السابقة "حديقة بيهاي حاليا" على مقربة من القصور، ويتعجبوا من عظمة القصور والحدائق وفخامتها وروعة بنائها.
ويرجع تاريخ بناء القصور والحدائق إلى 8 قرون في عهد سلالة يوان عندما اتَّخذ قبلاي خان مدينة بكين عاصمة لمملكته سنة 1279م، وكان اختيار الدين المهندس المعماري المسلم من بلاد العرب هو المصمم والمنفذ للمشروعين أيام حكم قبلاي خان 1215-1294م 1260-1294م على العرش.
قال الأستاذ الصيني الكبير تشين يوان 1880-1971م، ورئيس جامعة بكين للمعلمين الأسبق والمختص في تاريخ الصين الحديث في "دراستا الصينيين من أصل بلاد الفرس والعرب": إن أكبر إهمالنا هو عدم اهتمامنا وذكرنا بمن صمم ونفذ مشروع القصور والمدينة المحرمة حولها في العاصمة اليوم من المهندس المعماري المسلم من أصل بلاد العرب، والسبب في ذلك عدم اهتمامنا بعلوم الهندسة والتكنولوجيا عند تسجيل أحداث العصر في كتب التاريخ.. ومصمم المشروع ومنفذه هو اختيار صلاح الدين المسلم من الأصل العربي.
وهذا قو قرأت مؤخرا في كتاب "المختارات" للمؤلف أويانغ شوان 1274-1358م، الذي كان يتولى مهمة تأليف ومراجعة كتب التاريخ في البلاط.
وقال في أحد مقالاته عن وثيقة نصب مقبرة السيد مُـحَمَّد: إن السيد مُـحَمَّد هو ابن السيد اختيار الدين من الأصل العربي منذ عهد تانغ، وعندما جلس قبلاي خان على عرش الصين عيّن اختيار الدين مديراً للهندسة والمعمار، "البيوت والمخيمات في اللغة المغولية" سنة 1267م. وكان عهد يوان في قمة العز والجبروت ولا بد أن تكون القصور رفي عظمة وفخامة وروعة لتمثل هذا العز والمجد والجبروت، وكان اختيار الدين يعمل ليلا ونهارا في التفكير والتصميم، ثم في التنفيذ مع وزير المالية ووزير العمل.. وبعد انتهاء المشروع نال الإعجاب والتقدير العظيمين من الإمبراطور الذي منح اختيار الدين مزيدا من الهدايا والشرف، ولكنه تعب كثيرا وجاءته الشيخوخة قبل أوانها.
وقبل بناء القصور والمدينة المحرمة كان اختيار الدين قد قدَّم اقتراحا لبناء الحدائق سنة 1263م ونفذ المشروع في سنة 1264م، وما زالت بعض أجزاء الحدائق القديمة باقية حتى اليوم خاصة الجزيرة وسط البحيرة والبرج الأبيض فوقها.
نشر العالم الباحث مامينغ داو 1908-1991م مقالا تحت عنوان "من بنَى مدينة بكين؟" ضمن كتاب "تأثير الإسلام في الثقافة الصينية" نشره قسم المطبوعات لجامعة الثقافة الصينية بتايوان سنة 1982م، يؤكد الرأي المذكور أعلاه قائلا: إن مدينة بكين من تصميم المهندس العربي المسلم، مقلدا لمدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية في القرون الوسطى، وقال: إنَّ معبد السماء في بكين حاليا من تصميم المهندس العربي المسلم أيضا(2).
هذة هي الحضارة الإسلامية والتي خدمت الإنسانية من مشارق الأرض إلى مغاربها .
حضارة تعمر لا تدمر ..
لا كغيرها تدمر ولا تعمر ….
____________________________________________
- تعريف بالأعلام الواردة في البداية والنهاية لابن كثير - موقع الإسلام.
- "أطلب العلم ولو بالصين" الإسلام والثقافة الصينية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق