عن عبدالرحمن بن أبي عطية الحمصي، عن الخطاب بن المعلى المخزومي القرشي أنه وعظ ابنه فقال:
((يا بني، عليك بتقوى الله وطاعته، وتَجَنُّبِ محارمه، باتباع سنته ومعالمه؛ حتى تصح عيوبُك، وتَقَرَّ عينُك؛ فإنها لا تخفى على الله خافية.
وإني قد وسمت لك وسمًا، ووضعت لك رسمًا، إنْ أنت حفظته ووعيته وعملت به ملأت أعين الملوك، وانقاد لك به الصعلوك، ولم تزل مُرْتَجًى مشرَّفًا يُحْتَاج إليك، ويُرغَب إلى ما في يديك؛ فأطع أباك، واقتصر على وصية أبيك، وفرِّغْ لذلك ذهنَك، واشغل به قلبك ولُبَّك.
واياك وهذرَ الكلام، وكثرةَ الضحك والمزا ح، ومهازلة الإخوان؛ فإن ذلك يذهب البهاء، ويوقع الشحناء.
وعليك بالرزانة والتوقُّر، من غير كِبر يُوصَف منك، ولا خيلاء تُحكَى عنك.
والقَ صديقك وعدوك بوجه الرِّضا، وكُفَّ الأذى، من غير ذِلَّة لهم، ولا هيبةٍ منهم.
وكن في جميع أمورك في أوسطها؛ فإن خير الأمور أوساطها.
وقللِ الكلام، وأفشِ السلام.
وامشِ متمكِّنًا قَصْدًا، ولا تَخُطَّ برجلك، ولا تسحب ذيلك، ولا تلوِ عنقك ولا ردائك، ولا تنظر في عِطْفِك، ولا تُكثر الالتفاف، ولا تقفْ على الجماعات، ولا تتخذِ السوق مجلسًا، ولا الحوانيتَ متحدَّثًا.
ولا تُكثر المراء، ولا تُنازع السفهاء.
وإنْ تكلمت فاختصر، وإن مزحت فاقتصر.
وإذا جلست فتربَّعْ، وتحفَّظْ من تشبيك أصابعك وتفقيعِها، والعبثِ بلحيتك وخاتمك وذُؤَابة سيفك، وتخليل أسنانك، وإدخال يدك في أنفك، وكثرةِ طرد الذباب عنك، وكثرةِ التثاؤب والتمطِّي، وأشباهِ ذلك مما يستخفُّه الناسُ منك، ويغتمزون به فيك.
وليكن مجلسك هاديًا، وحديثُك مقسومًا.
وأَصْغِ إلى الكلام الحسن ممن حدثك، بغير إظهار عجب منك، ولا مسألةِ إعادةٍ.
وغُضَّ عن الفكاهات، من المضاحك والحكايات.
ولا تحدِّثْ عن إعجابك بولدك ولا جاريتك، ولا عن فرسك ولا عن سيفك.
وإياك وأحاديثَ الرؤيا؛ فإنك إن أظهرت عجبًا بشيء منها طَمِع فيها السفهاء، فَوَلَّدوا لك الأحلام، واغتمزوا في عقلك.
ولا تَصَنَّعْ تَصَنُّعَ المرأة، ولا تَبَذَّلْ تبذُّلَ العبد.
ولا تَهْلُبْ[1] لحيتك ولا تُبَطِّنْها[2]، وتوقَّ كثرةَ الحف، ونتفَ الشيب[3]، وكثرةَ الكحل، والإسراف في الدهن.
ولا تُلِحَّ في الحاجات، ولا تَخشع في الطلبات.
ولا تُعْلِمْ أهلك وولدك - فضلاً عن غيرهم - عددَ مالك[6]؛ فإنهم إن رأوه قليلاً هُنْتَ عليهم، وإن كان كثيرًا لم تبلغ به رضاهم.
وأَخِفْهم في غير عُنف، وَلِنْ لهم قي غير ضعف.
ولا تهازل أَمَتك.
وإذا خاصمْت فتوقَّر، وتحفَّظ من جهلك، وتجنب عن عجلتك، وتفكر في حُجتك، وأَرِ الحاكمَ شيئًا من حِلمك.
ولا تُكثرِ الإشارة بيدك، ولا تَحَفَّزْ على ركبتيك.
وتوقَّ حمرة الوجه، وعرقَ الجبين.
وإن سُفه عليك فاحلُم، وإذا هدأ غضبك فتكلم.
وأَكْرِم عِرضك، وأَلْقِ الفضول عنك.
وإن قَرَّبك سلطانٌ فكن منه على حد السِّنَان[7]، وإن استرسل إليك فلا تأمن من انقلابه عليك، وارفق به رفقك بالصبي، وكَلِّمْه بما يشتهي، ولا يَحْمِلَنَّك ما ترى من إلطافه إياك وخاصَّتِه بك أن تَدخل بينه وبين أحد من ولده وأهله وحشمه، وإن كان لذلك منك مستمِعًا، وللقول منك مطيعًا؛ فإن سقطة الداخل بين الملك وأهله صرعةٌ لا تُنهض، وزلة لا تُقال.
وإذا وعدت فحقِّق، وإذا حدَّثت فاصدُق.
ولا تجهر بمنطقك كمنازع الأصم، ولا تخافت به كتخافت الأخرس.
وتخيَّر محاسن القول بالحديث المقبول وإذا حدثت بسماعٍ فانْسُبْه إلى أهله.
وإياك والأحاديث العابرة المشنعه التي تنكرها القلوب، وتَقِفُّ لها الجلود.
وإياك ومضعّف الكلام، مثل: (نعم نعم)، و: (لا لا)، و: (عجِّل عجل)، وما أشبه ذلك.
وإذا توضأت فأَجِدْ عَرْكَ كفيك[8]، وليكن وضعك الحُرُض من الأُشْنَان[9] في فيك كفعلك بالسواك، ولا تَنَخَّع في الطَّسْت، وليكن طرحك الماء من فيك مترسلاً، ولا تَمُجَّ فتنضحَ على أقرب جلسائك.
ولا تَعَضَّ نصف اللقمة ثم تعيد ما بقي منها منصبغًا؛ فإن ذلك مكروه.
ولا تَعِبْ شيئًا مما يُقَرَّب إليك على مائدة: بِقِلَّةِ خَلٍّ، أو تابل، أو عسل؛ فإن السحابة قد صيرت لنفسها مهابة.
ولا تُمْسِكْ إمساك المثبور، ولا تبذِّر تبذير السفيه المغرور.
واعرف في مالك واجبَ الحقوق، وحرمةَ الصديق.
واستغنِ عن الناس؛ يحتاجوا إليك.
واعلم أن الجشع يدعو إلى الطبع، والرغبة - كما قيل - تدق الرقبة.
ورُبَّ أكلة تمنع أكلات.
والتعفف مال جسيم، وخلُق كريم.
ومعرفة الرجل قدرَه؛ تُشَرِّف ذِكرَه.
ومن تعدَّى القدْر؛ هوى في بعيد القعر.
والصدق زَيْن، والكذب شَيْن.
وَلَصدقٌ يُسْرِع عَطَبَ صاحبه، أحسنُ عاقبةً من كذب يَسلَم عليه قائله.
ومعاداة الحليم خير من مصادقة الأحمق، ولزوم الكريم على الهوان خير من صحبة اللئيم على الإحسان.
ولَقُرْبُ ملِكٍ جوادٍ؛ خيرٌ من مجاورة بحرٍ طَرَّادٍ.
وزوجة السوء الداءُ العضال.
ونكاح العجوز يَذهب بماء الوجه.
وطاعة النساء تُزري بالعقلاء.
تشبه بأهل العقل تكن منهم، وتصنع للشرف تُدركْه.
واعلم أن كل امرئ حيث وضع نفسه، وإنما يُنسب الصانعُ إلى صناعته، والمرء يُعرَف بقرينه.
وإياك وإخوانَ السوء؛ فإنهم يخونون مَن رافقهم، ويُحزِنون من صادقهم، وقُرْبُهم أعدى من الجرب، ورَفْضُهم من استكمال الأدب.
والإخوان اثنان: فمحافظ عليك عند البلاء، وصديق لك في الرخاء؛ فاحفظ صديق البلاء، وتجنَّب صديق العافية؛ فإنهم أعدى الأعداء[12].
ومن اتبع الهوى؛ مال به الرَّدَى.
ولا يُعجبَنَّك الجَهْمُ من الرجال، ولا تُحَقِّر ضئيلاً كالخِلال[13]؛ فإنما المرء بأَصْغَرَيْه: قلبه ولسانه[14]، ولا يُنتفع به بأكثر من أصغريه.
وتَوَقَّ الفساد وإن كنت في بلاد الأعادي.
ولا تَفْرُش عرضك لمن دونك، ولا تجعل مالك أكرمَ عليك من عِرضك.
ولا تُكثر الكلام فتثقل على الأقوام.
وامنَحِ البِشْرَ جليسَك، والقبولَ مَن لاقاك.
وإياك والتصنع لمغازلة النساء.
وكن متقربًا، متعززًا، منتهزًا في فرصتك، رفيقًا في حاجتك، متثبتًا في حملتك، والبس لكل دهر ثيابه، ومع كل قوم شكلهم.
واحذر ما يُلزمك اللائمةَ في آخرتك، ولا تَعْجَل في أمر حتى تنظر في عاقبته، ولا ترد حتى ترى وجه المصدر[16].
وعليك بالعمارة؛ فإنها أنفع التجارة. وعلاج الزرع خير من اقتناء الضرع.
ومنازعتك اللئيم تُطمعه فيك.
ومَن أكرم عِرضه؛ أكرمه الناس.
وذَمُّ الجاهل إياك أفضلُ من ثنائه عليك.
ومعرفة الحق من أخلاق الصدق.
والرفيق الصالح ابنُ عم.
قَصِّرْ في المقالة؛ مخافةَ السآمة.
والساعي إليك، غالب عليك.
وطول السفر مَلَالَة، وكثرة المُنى ضلالة.
وليس للغائب صديق، ولا على الميت شفيق.
وأدب الشيخ عناء، وتأديب الغلام شقاء.
والفاحش أمير، والوَقَاح وزير. والحليم مطية الأحمق. والحمق داء لا شفاء له. والحِلم خير وزير، والدِّين أزين الأمور. والسماجة سفاهة.
والسكران شيطان، وكلامه هذيان.
والشِّعر من السِّحر، والتَّهَذُّر هُجْر.
والشح شقاء، والشجاعة بقاء.
ومَنِ ابتدأ المعروف صار له دينًا، ومن المعروف ابتداء من غير مسألة.
وصاحب الرياء يرجع إلى السخاء، وَلَرِيَاءٌ بخير خيرٌ من معالنة بشر.
والعرق نَزَّاع، والعادة طبيعة لازمة: إنْ خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
ومَن حلَّ عَقدًا؛ احتمل حِقدًا.
ومراجعة السلطان خُرق بالإنسان.
والفرار عار.
والتقدم مخاطرة، وأعجل منفعة، من إيسار في دعة.
وحُسن اللقاء يَذهب بالشحناء. ولين الكلام من أخلاق الكرام.
يا بني، إن زوجة الرجل سكنه، ولا عيش له مع خلافها؛ فإذا هممت بنكاح امرأة فسل عن أهلها؛ فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة.
فمنهن: المعجبة بنفسها، المزرية ببعلها، إنْ أكرمها رأته لفضلها عليه.
لا تشكر على جميل، ولا ترضى منه بقليل، ولسانها عليه سيف صقيل.
قد كشفت القِحَة سِتر الحياء عن وجهها، فلا تستحي من إعوارها، ولا تستحي من جارها.
كلبة هرَّارة، مُهَارِشة عقَّارة؛ فوجه زوجها مكلوم، وعِرضه مشتوم، ولا ترعى عليه لدنيا ولا لدين، ولا تحفظه لصحبة ولا لكثرة بنين.
حجابه مهتوك، وستره منشور، وخيره مدفون.
يصبح كئيبًا، ويمسي عاتبًا. شرابه مُرٌّ، وطعامه غيظ، وولده ضياع، وبيته مستهلك، وثوبه وَسِخ، ورأسه شعث.
إنْ ضحِك فواهن، وإن تكلم فمتكاره. نهاره ليل، وليله وَيْل. تلدغه مثل الحية العقارة، وتلسعه مثل العقرب الجرارة.
ومنهن: شَفْشَليق[24] شَعْشَع[25] سَلْفَع[26]، ذات سمّ منقَع[27]، وإبراق واختلاق. تَهُبُّ مع الرياح، وتطير مع كل ذي جَناح.
إن قال: "لا" قالت: "نعم"، وإن قال: "نعم" قالت: "لا"!
مولِّدة لمخازيه، محتقرة لما في يديه.
تضرب له الأمثال، وتُقَصِّر به دون الرجال، وتنقله من حال إلى حال؛ حتى قَلَى بيته[28]، ومَلَّ ولده، وغثَّ عيشه، وهانت عليه نفسه؛ وحتى أنكره إخوانه، ورحمه جيرانه.
قد قنعت بحبه، ورضيت بكسبه. تأكل كالحمار الراتع. تنتشر الشمسُ ولَمَّا يُسْمَعْ لها صوت، ولم يُكنس لها بيت. طعامها بائت، وإناؤها وَضِر[30]، وعجينها حامض، وماؤها فاتر، ومتاعها مزروع، وماعونها ممنوع، وخادمها مضروب، وجارها مَحْروب.
ومنهن: العطوف الودود، المباركة الولود، المأمونة على غَيْبها، المحبوبة في جيرانها، المحمودة في سرها وإعلانها.
الكريمة التبعل، الكثيرة التفضل. الخافضة صوتًا، النظيفة بيتًا. خادمها مُسَمَّن، وابنها مُزَيَّن.
جعلك الله يا بني، ممن يقتدي بالهُدى، ويأتم بالتقى، ويجتنب السخط ويحب الرضا.
واللهُ خليفتي عليك، والمتولِّي لأمرك.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلَّى الله على محمد نبي الهدى، وعلى آله، وسلَّم تسليمًا كثيرًا )).
[رواه ابن حبان في "روضة العقلاء". وروى بعضَ الوصية الإمام أبو سليمان الخطابيُّ في "العزلة" (ص147) ط/ دار ابن كثير - بيروت].
[1] الهلب: يطلق على معان، منها: جز الشعَر ونتفه.
[2]قال شَمِرٌ: معنى: ((يبطن لحيته)): أي: يأخذ الشعَر من تحت الحَنَك والذقن، والله أعلم. نقله في "لسان العرب".
[3] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نور يوم القيامة، ومَن شاب شيبة في الإسلام كُتب له بها حسنة، وحُط عنه بها خطيئة، ورُفع له بها درجة)). أخرجه ابن حبان (2985- إحسان) بسند حسن، وله شواهد انظرها - إن شئت - في "الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري - رحمه الله -، [كتاب اللباس والزينة - باب الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه].
[4] روى الإمام أحمد في "مسنده" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكَيِّ، وكان يكره شُرب الحميم، وكان إذا اكتحل اكتحل وِترًا، وإذا استجمر استجمر وترًا)).
[5] أي: وقتًا بعد وقت، فادهن يومًا، واترك يومًا، أو يومين، وعُد اليوم الثالث، وهكذا.
وهذا لا ينافي ما ورد من إكرام الشعر؛ وإنما المراد: النهي عن أن يجعل المرء هِجِّيراه وديدنه الإيغالَ في الترفه والإغراق في التنعم؛ بل ينبغي له أن يرنو إلى معالي الأمور، تاركًا سفسافها.
وأصل ذا ما روى أبو داود (4159)، والنسائي (5055)، والترمذي (1756)، وفي "الشمائل"، والإمام أحمد (4/86)، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: (( نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّرَجُّل إلا غِبًّا )). قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)). قال السندي في حاشيته على "المجتبى": ((الغب: بكسر المعجمة وتشديد الباء، أن يفعل يومًا ويترك يومًا، والمراد كراهة المداومة عليه، وخصوصية الفعل يومًا والترك يومًا غير مراد)).
[6] انظر "صيد الخاطر" لابن الجوزي، الفصول أرقام (78)، (253)، و(373) وهو الفصل الأخير من الكتاب. وانظر أيضًا "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد الحنبلي (4/108)، و(6/194).
[7] السِّنَان: نَصْل الرُّمح. والجمع: أَسِنَّة.
[8] يقال: عَرَك الجلدَ عَرْكًا، إذا دَلَكَه.
[9] الحُرض: بسكون الراء وضمها: الأشنان، بضم الهمزة وكسرها، وهو شيء كالصابون يستعمل في تنظيف الأيدي والملابس.
[10] المُشَاش: كل عظم لا مخ فيه يمكنك تتبعه.
[11] الخَفِير: المجير، وأخفرت الرجل: إذا نقضت عهده وغدرت به.
[12] قال الإمام الخطابيُّ - رحمه الله -: في هذا قول الشاعر:
وكلُّ خليلٍ بالْهُوَيْنَى مُلاطِفٌ ولكنَّما الإخوانُ عندَ النوائبِ |
ولآخَرَ:
أرى الناسَ إخوانَ الرخاءِ وإنما أَخُوك الذي آخاك عندَ الشدائدِ |
[13] الخِلال: العُود الذي يُتَخَلَّل به. والجمع: أَخِلَّة.
[14] راجع "مجمع الأمثال"، الأمثال أرقام (3982، 4704، 655).
[15] يقال: بَرَّق فلان بعينه تبريقًا: إذا أوسعهما ولَأْلأَ بهما من شدة النظر وحدته. وأزلقه ببصره: أَحَدَّ النظرَ إليه. ويقال أيضًا: تزلق فلان وتزيق: إذا تزين وتنعم حتى يكون للونه بريق وبَصِيص.
[16] الورود: الحضور، والصَّدَر: الانصراف والرجوع.
[17] النورة: أخلاط تضاف إلى الكِلْس من زِرْنِيخ وغيره، وتستعمل لإزالة الشعر، تقول: تنور فلان، إذا اطَّلَى بالنورة.
ذلك، وقد روى الإمام مسلم - رحمه الله - في "صحيحه" (258) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ((وَقَّت لنا (يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم) في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبْط، وحلق العانة، ألا نَتْرُك أكثر من أربعين ليلة)).
[18] الوارد في السنة نتف الإبط لا حلقه، والمقصود إزالة الشعر، فمن لم يقو على النتف فليزل بما شاء ما لم يضر. وفي "المنهاج" (3/149): حُكي عن يونس بن عبد الأعلى قال: دخلت على الشافعي - رحمه الله - وعنده المُزَيِّن يحلق إبطه، فقال الشافعي: (( علمتُ أن السنة النتف، ولكن لا أقوى على الوجع )).
[19] أي: في عرض الأسنان، ظاهرها وباطنها، فيكره طولاً؛ لأنه يجرح اللِّثَة. قاله المناوي.
[20] انظر "الأدب الصغير" لابن المقفع (ص70-71/بتحقيقي)، و"كليلة ودمنة" - باب الحمامة المُطَوَّقَة، (ص148-149/آثار ابن المقفع) ط/ دار الكتب العلمية.
[21] قال بعض الشعراء، حسبما نقله ابن قتيبة في "العيون" (3/35):
إن الهدية حُلْوةٌ كالسحر تَجْتَلِبُ القلوبَا تُدْني البغيضَ منَ الهوى حتى تُصَيِّرَه قريبا وتُعِيد مُضطغِنَ العدا وةِ بعد نُفْرَته حبيبا |
[22] يعني: الاعتلال في القول.
[23] البذا: الفحش.
[24] الشَّفْشَلِيق والشَّمْشليق: المُسِنَّة، يقال: عجوز شفشليق وشمشليق، إذا استرخى لحمها. ويقال: الشفشليق من النساء: العظيمة.
[25] أي: طويلة.
[26] امرأة سلفع: أي: بَذيَّة سليطة جريئة فَحَّاشة قليلة الحياء. وقيل: هي القليلة اللحم، السريعة المشي.
[27] أي: سم مجتمع دائم بالغ قاتل.
[28] أي: أبغضه وهجره من تَجِلَّة هذي الميمونة ذات النُّحُوس، عجّل الله لها ولأضرابها سكنى الرُّمُوس. وَيْلي عليهن جُمَع!
ولا مَعَاب عليك - دفع الله الأسواء عنك - إن قلت: آمين، فافعل وخلاك ذمٌّ.
[29] الوَرَه: الحمق والخُرق والجهل.
[30] أي: وَسِخ.
[31] أي: محبوبة. من قولهم: وَمِقَه وَمْقًا ومِقَةً، إذا أَحبَّه.
[32] أكثر الله في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من هذا الصنف النفيس من النسوة ذوات الخلائق العِذَاب، والفضائل والفواضل، فإنهن الْمُؤْنِسَات الغاليات صغيرات، وهن خير متاع الدنيا كبيرات، ومَن رزقه الله امرأة صالحة منهن فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي.
وما أكرم هؤلاء النسوة - الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله - إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
ولا يبلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يحسن خلقه معهن.
ذلك، وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي في "الإحياء" (2/49): ((اعلم أنه ليس حُسن الخلق مع المرأة كف الأذى عنها؛ بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها؛ اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل)).
الشيخ وائل حافظ خلف
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/62871/#ixzz3ShOmZoz9
والوصية بصيغة pdf :-
http://www.gulfup.com/?XsPk8t
http://lisaanularab.blogspot.com/2015/03/1400-1980-461-10.html
ردحذفستجد جواهر نفيسة هنا اسفل مقامات الحريري
جزاك الله خير
حذفحبذا ان تقوموا بتنزيل كتاب امراء البيان و كنوز الأجداد لمحمد كرد علي
ردحذفو شكرا
أمراء البيان
حذفhttp://shamela.ws/rep.php/book/2581
كوز الاجداد من مدة أبحث عنة ولم اجدة مع الاسف