بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 فبراير 2015

الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كولومبوس للدكتور يوسف مروة


الوجود الإسلامي في الأمريكتين
قبل كريستوف كولومبوس

Pre Columbian Muslims in the Americas


بقلم الدكتور: يوسف مروة
ترجمه للعربية: الشريف محمد حمزة الكتاني


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه


المقدمة


الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس
تشير براهين عدة إلى أن المسلمين قدموا من إسبانيا وغرب إفريقيا إلى الأمريكتين خمسة قرون على الأقل قبل كريستوف كولومبوس، وقد سجل التاريخ – مثلا- أن في منتصف القرن العشرين – الميلادي – في زمن الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث ( 929 – 961م) أبحر مسلمون من أصول إفريقية من الميناء الإسباني ديلبا (بالوس) إلى (بحر الظلمات والضباب)(1). ثم رجعوا بعد غيبة طويلة بغنائم كثيرة من أرض غريبة وبعيدة.

وكذلك سجل التاريخ أن مجموعة من الناس ذوي الأصول الإسلامية صاحبوا كولومبوس ومجموعة من المستكشفين الإسبان إلى العالم الجديد، وقد كان آخر معقل للمسلمين في إسبانيا (غرناطة) التي سقطت عام (1492م) قبل فترة قليلة من صدور الاستكشافية الإسبانية، حيث مجموعة من غير النصارى هربوا من الضيق الملقى عليهم، ومنهم من أظهر الاعتناق بالنصرانية من أجل ذلك.

توجد وثيقتان اثنتان على الأقل تثبتان الوجود الإسلامي في أمريكا الإسبانية قبل عام (1550م) لأجل القرار الذي كان عام (1539م) من قبل كارلوس الخامس ملك إسبانيا، الذي أرغم أبناء المسلمين الذين أعدموا حرقا على الذهاب إلى أراضي إنديز الغربية (West Indies)، هذا القرار صودق عليه عام (1543م) وبذلك تم ترحيل جميع المسلمين من السواحل الإسبانية.

كما أن عدة مراجع تثبت الدخول الإسلامي إلى أمريكا قبل ذلك، ويمكن اختصارها في ما يلي:

أ - الوثائق التاريخية:
1- المؤرخ والجغرافي المسلم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (871 – 957م) كتب في كتابه "مروج الذهب ومعدن الجواهر" أن في حكم الخليفة المسلم لإسبانيا عبد الله بن محمد ( 888 – 912م) أبحر ملاح مسلم قرطبي اسمه الخشخاش بن الأسود من دلبا (بالوس) في عام (889م) واجتاز المحيط الأطلسي الى أن بلغ أرضا مجهولة وعاد بكنوز غالية ثمينة. وفي خريطة المسعودي هناك أرض كبيرة في بحر الظلمات و الضباب أشار لها بأنها: الأرض المجهولة.(1)

2- المؤرخ المسلم أبو بكر بن عمر القوطية، ذكر أنه أثناء مملكة الخليفة المسلم لإسبانيا هشام الثاني (976 – 1009م) أبحر رحالة مسلم آخر هو أبو فروخ الغرناطي، من قادس في فبراير عام 999م إلى المحيط الأطلسي حتى نزل بـ: غاندو Gando (من جزر كناري الكبرى) ثم أتم إبحاره غربا إلى أن رأى وسمى جزيرتين هما كابراريا ((Capraria وبلويتانا (Pluitana) ثم عاد إلى إسبانيا في مايو من عام (999م)..(2)

3-كولومبس أبحر من بالوس Palos (بديلبا)، بإسبانيا ووصل إلى غميرة (Gomera) من الجزر الكناري، وغميرة هي بالعربية تصغير للغمر وجمعها: الأغمار، وهم القوم الذين يهوون المشاكل والفتن.

هناك وقع كلومبوس في غرام مع بترز بوباديللا. Petriz Bobadella بنت القائد العام للجزيرة.

الإسم العائلي بوباديلاه جاء من الإسم العربي الإسلامي: أبو عبد الله.

آخر من رجالات بيت بوباديلاه هو (فرنسيسكو) وهو مندوب الملك، ربط كولومبوس في الأغلال وأرسله من سانتو دومينكو رجوعا إلى إسبانيا في نوفمبر عام (1500م).

وقد كانت لعائلة بوباديللا علاقة بالأسرة الحاكمة (العبادية) التي كانت في إشبيلية (1031- 1091م). 
وفي الثاني عشر من أكتوبر عام (1492م) نزل كلومبوس في جزيرة صغيرة في الباهماس، كان اسمها غوان هاني (Guana Hani)، بمساعدة السكان الأصليين لتلك المنطقة، ثم غير اسمها إلى سان سالفادور (San Salvador).

لفظة (غوانا هاني) أتت من الماندينكا (Mandinka)، وهي مكونة من الألفاظ العربية (غوانا) إخوانا، أي: إخوان. وهاني: اسم عربي، فاسم البلدة كان ( إخوان هانيء).(11)

وقد كتب فيرديناندو كولومبوس - ابن كريستوف كولومبوس - عن السود الذين رآهم والده في الهندوراس قائلا:

"الناس الذي يعيشون أقصى شرق نقطة كافيناس (Pointe Cavinas)، كما أهل كاب غراسيوس أديوس (Cape Gracios adios) سود كليا. وفي نفس الوقت في هذه المنطقة تعيش قبيلة مسلمة من السكان الأصليين تسمى المامي (Al Mamy)". 

وفي لغة الماندينكا واللغة العربية ( Al Mamay) فيها استقاء من لفظة الإمام أو الإمامُ (Al IMAMU) قائد المصلين، أو أحيانا زعيم الطائفة أو الأمة، بل أحيانا تطلق على فرد من الطائفة الإمامية الشيعية.(12).

4- ذكر المؤرخ واللغوي الأمريكي المشهور ليو وينر (Leo Weiner) من جامعة هارفارد، في كتابه "إفريقيا واكتشاف أمريكا" الذي طبع عام 1920 (Africa and the Discover of America) أن كلومبوس كان على علم بوجود أقوام الماندينكا في العالم الجديد، وأن مسلمي غرب إفريقيا كانوا منتشرين في منطقة الكارايبي، في وسط وجنوب وشمال الأراضي الأمريكية، بما في ذلك كندا، حيث كانوا يتاجرون بل ويتزاوجون مع أقوام الإيروكويس (Iroquois) والألكونكوين (Algonquin) الهنديين.(13).

ب - الاستكشافات الجغرافية:
1- ذكر الجغرافي و الخرائطي المسلم المشهور الشريف الإدريسي ( 1099- 1166 م) في كتاب المشهور: "نزهة المشتاق في اختراق الأفاق" أن مجموعة من الملاحين من شمال إفريقيا أبحروا نحو بحر الظلمات والضباب من لشبونة (البرتغال) ليستكشفوا ماذا يحتوي وما هي حدوده، حيث وصلوا إلى جزيرة في عمق البحر بها أناس وحضارة، وفي اليوم الرابع جاءهم مترجم خاطبهم باللغة العربية (3).

2- أشارت المراجع الإسلامية بوثائق ومعلومات تفصيلية عن الرحلة التي قام بها الشيخ زين الدين علي بن فضل المزندراني، عبر بحر الظلمات والضباب، تلك الرحلة التي ابتدأت من طرفاية (جنوب المغرب) أثناء مملكة السلطان أبي يعقوب يوسف (1286 – 1307م ) سادس الأسر المرينية الحاكمة، إلى جزيرة خضراء في البحر الكارايبي أثناء عام 1291 (690 هجرية) وتفاصيل رحلته مذكورة في المراجع الإسلامية، وكثير من العلماء المسلمين على علم بهذه الأحداث التاريخية المدونة عن هذه الرحلة. (4).

3- المؤرخ المسلم شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فضل العمري (1300-1384 م / 700-786هجرية) تقصى بالتفصيل في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" الرحلات الاستكشافية الجغرافية في بحر الظلمات والضباب التي قام بها ملوك مالي.(5).

4- السلطان مانسوكا نكان موسى (1312-1337م) كان أشهر ملوك الماندينكا المعروف عالميا، التابع لإمبراطورية مالي الإسلامية، عندما سافر إلى مكة في حجه الشهير عام 1324م، أخبر علماء حوزة سلطان المماليك البحرية الناصر، ناصر الذين محمد الثالث (1309 –1940م) في القاهرة، أن أخاه السلطان أبا البكاري الأور (1285 –1312م) أرسل حملتين إلى المحيط الأطلسي. وعندما لم يرجع السلطان الى تمبكتو في رحلته الثانية عام (1311م)، أصبح أخوه مانسو موسى سلطان الإمبراطورية بعده.(6).

5- كولوبوس والاستكشافيون الاسبانيون والبرتغاليون الأوائل لم يستطيعوا عبور المحيط الأطلسي إلى عمق (2400 كلم) إلا بمساعدة والاعتماد على معلومات الجغرافيين والملاحين المسلمين، وعن طريق عدة خرائط لهم، من ضمنها خريطة المسعودي (875 –957م) المضمنة في كتابه "أخبار الزمان"، الذي جمعت مادته من آسيا وإفريقيا.(9)

وكذلك فإن كولومبوس كان له قبطانان ذوا أصل مسلم في رحتله الأولى عبر المحيط الأطلسي:

- مارتن ألونسو بنزون Martin Alonso Pinzon كان قائد البحرية بينتا (PINTA).

- وأخوه فايسينتي يانز بنزون Vicente Yanez Pinzon الذي كان قائد البحرية نينا (NINA).

وقد كانا غنيين خبيرين أتيا بمجهزي السفن الذين ساعدوا على تنظيم استكشافية كولومبوس، وجهزا بارجته المسماة القديسة ماريا ( SANTA MARIA)، وقد ساعداه على نفقتهما الخاصة لأسبابهما التجارية والسياسية.

و عائلة البنزون (Pinzon) كانت لها علاقة بأبي زيان محمد الثالث ( 1362 – 1366م) ملك الدولة المرينية في المغرب ( 1196-1465). (10).


ج – النقوش والزخارف العربية (الإسلامية):
1- الإنتروبولوجيون وجدوا أن الماندينكيين طبقا لتعليمات مانسا موسا (Mansa Musa) اكتشفوا عدة مناطق في شمال أمريكا على طريق المسيسيبي وأنهار أخرى، وعلى الزوايا الأربع من (أريزونا) كتابات تدل كذلك على أنهم أحضرو فيلة من إفريقيا إلى تلك الناحية.(7).

2- ذكر كلومبوس في أوراقه أن في الإثنين 21 من أكتوبر لعام (1492م) عندما كانت سفينة مبحرة قريبا من جيبارا (Gibara) الساحل الشمالي الشرقي لكوبا، رأى مسجدا على قمة جبل جميل.

وأطلال المساجد والمآذن مع كتابات من القرآن الكريم وجدت في كوبا والمكسيك والتكساس ونيفادا (8).

3- أثناء رحلة كولومبوس الثانية الثانية أخبره هنود إسبانولا (هايتي) ESPANOLA، أن أناسا "سودا" جاؤوا الى الجزيرة، قبل وصوله، ولإثبات ذلك أحضروا له رماحا لهؤلاء المسلمين السود.

تلك الرماح كانت رؤوسها مغطاة بمعدن أصفر كان يسميه الهنود الحمر (غواني) Guanin، وهي كلمة أتت من غرب إفريقيا تعني: الذهب المخلوط بمعادن أخرى، بل الأغرب أن لها علاقة بالكلمة العربية (غناء) الذي يعني كثرة المال و غزارته.

بعد ذلك أحضر كولومبوس عينة من "الغوانين" إلى إسبانيا، ففحصت ووجد أنها احتوت على 18 جزءا من الذهب (56,25%) وستة أجزاء من الفضة (18,75%) وثمانية أجزاء من النحاس (%15)، وهي نفس النسبة التي توجد في المعادن الإفريقية في غينيا(14).

4- في عام (1498م) أثناء رحلة كلومبوس الثالثة إلى العالم الجديد، نزل في ترينيداد (Trinidad)، ثم حل بقارة أمريكا الشمالية، حيث ذهبت ثلة من جماعته المسلحة عبر الساحل، ورأت نساء بلديات يلبسن أغطية للرأس ملونة ومنسوجة بالقطن المتناسق. وقد أشار كلوبوس الى أن تلك الأغطية تشبه في ألوانها أغطية الرأس والمأزر التي يرتديها الغينيون. بل كذلك في طريقة لباسها وأغراضها. وقد أسماها المايزرات(AMAYZARS)، والميزار المأزر كلمة عربية تشير إلى التنانير والأغطية والفساتين التي كان يلبسها المورو(Moros) (وهم مسلوا إسبانيا وشمال إفريقيا).. وقد جاءت من غرب إفريقيا (غينيا) إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال.

أثناء هذه الرحلة اندهش كولومبوس عندما رآى البلديات المتزوجات يلبسن (سراويل قطنية قصيرة) البراكاس (Bragas) واستغرب من أين تعلمن ذلك اللباس.

الفاتح الإسباني هرنان كورتس (Hernan Cortes)، وصف لباس المرأة الهندية بأنه (مثل الحجاب الطويل، ولباس الرجل الهندي تشبه المئزر، مصبوغة على هيئة الألبسة المورية (المغربية) ( الفضفاضة).

وقد وصف فردينادز كولومبوس الكساءات البلدية القطنية بقول: "بنطلونات واسعة على نفس هيئة ولباس الشالات الذي ترتديه النساء في غرناطة".

حتى الشبه كان خارقا بين أرجوحات الأطفال الشبكية هناك بتلكم في شمال إفريقيا.(15).

5- ساق الدكتور باري فيل (Barry Fell) في جامعة هارفرد في كتابه "القصة الأمريكية" 1980(Saga America) ، براهين علمية تدعم الوصول الإسلامي إلى أمريكا قرونا قبل كريستوف كولومبوس في شمال وغرب إفريقيا.

حيث اكتشف الدكتور فيل وجود مدارس إسلامية في فالي أف فاير (Valley of Fire)، وألان سبرينغز (Allan Springs)، ولوغومارسينو(Logomarsino)، وكيهول (Keyhole)، وكانيون (Canyon)، وواشو (Washoe) وهيكيسون سوميت باس (Hickison Summit Pass) في نيفادا (Nevada) ، وميسا فردي (Mesa verde)، في كولورادو (Colorado)، وميمبرز فالي (Mimbers Vallez)في المكسيك الجديدة (NewMexico)، وتيبير كانو(Tipper Canoe) في ولاية إنديانا (Indiana) ترجع الى تاريخ (700 –800) للميلاد وجد منقوشا في الصخور في الغرب الحار الجاف لأمريكا نصوصا ورسومات بيانية وخرائط تمثل أطلالا من مجموعة مدارس ابتدائية ودراسات عليا، ولغة النقوش كانت اللغة العربية لشمال إفريقيا منقوشة بالخط الكوفي القديم.

وقد تضمنت العلوم المنقوشة: الكتابة والقراءة والحساب، والدين والتاريخ والجغرافيا، والرياضيات والفلك وعلم الملاحة.

وأصول الزوار المسلمين في شمال أمريكا كانت: الإيروكويس Iroquois، والألغونكين Algonquin والأناسازيون Anasazi، والهو هوكام Hohokam ، وكذلك ذوو الأصول الأولميكية .(16) (
lmec)
6- هناك 565 إسم لمناطق (قرى ومدن وجبال وأنهار وبحار). في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد (484)، وفي كندا (81)، وكلها ذوات أصول إسلامية وعربية.

هذه الأسماء كانت سميت أصلا من لدى البلدين قبل وصول كولومبوس، وبعض هذه الأسماء لها معان مقدسة، مثل : مكة(Macca) (وبها 720 من السكان في ولاية إنديانا، وقبيلة مكة الهندية Makka Indian tribe) في ولاية واشنطن. والمدينة (Medina) بها 2100 من السكان في ولاية إداهو، والمدينة كذلك بها 8500 من السكان في ولاية نيويورك.

والمدينة بها 1100 من السكان، وحازن (Hazen) بها 500 آلاف من السكان في نورث داكوتا (North Dakota).

والمدينة أيضا وبها 17000 من السكان، والمدينة أخرى بها 120000 من السكان في آهيو(Ohèo).
والمدينة أيضا بها 1100 من السكان في تينيسي (Tonnesse) ، والمدينة بها 26000 من السكان في ولاية تكساس (Texas)، والمدينة بها 1200 من السكان في أونتاريو (Ontario)، وماحومت (Mahomet) بها 3200 من السكان في إلينوتس (ILLINOTS) ومنى (Mona) بها ألف من السكان في أوتاه ( UTAH). وأرفا بها 700 من السكان في أونتاريو (Ontario) ... إلخ.

وهناك دراسات متخصصة في أسماء القرى الهندية –الأمريكية- العتيقة أظهرت أسماء عديدة لها جذور وأصول عربية وإسلامية.

مثلا أناسازي (Anasazi)، أباتشي (Apache)، أراواك (Arawak)، حوحوكام (Hohokam)، حوبا (Hopa)، حبي (Hopi)، ملة (Makkah)، محيقان (Mohigan)، محوق (Mhouk)، نازكا (Nazca)، زولو (Zulu)، زوني (Zuni)، أريكانا (Arikana)، شافين (Chavin)، شيلوركي (Chelorkee)، كري (Cree)...إلخ.

واعتمادا على ما ذكرته في المعلومات التاريخية والجغرافية واللغوية، فإني أدعو إلى الاحتفال بالذكرى الألفية الأولى لدخول المسلمين إلى الأمريكيتين، خمسة قرون قبل كولومبوس، أدعو جميع الدول وكذلك الأقليات الإسلامية حول العالم، ونتمنى أن يجد هذا النداء فهما تاما وإدراكا كافيا، ويجذب دعما كاف منهم....


الهوامش :
1 - أنظر المرجع (٤).
2- أنظر المرجع (٩).
3- أنظر المرجع (٣).
4- أنظر المراجع (١،٢، ٥).
5- أنظر المرجع (٦).
6- أنظر المرجع (١٤).
7- أنظر المرجع (21، 22).
8- أنظر المرجع (15).
9- أنظر المرجع (4).
10- انظر المرجع (15).
11- انظر المرجع (15).
12 – انظر المرجع (6).
13- انظر المرجع (20).
14- انظر المرجع (16).
15- أنظر المرجع (7).
16- أنظر المرجعين (12، 10).

المراجع :
1- أغا حكيم الميرزا. "رياض العلماء"، ج2ص386، وج4 ص175.
2- الأمين سعيد محسن. "أعيان الشيعة"، ج7 ص158، وج8 ص302، 303.
3- الإدريسي. "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق".
4- المسعودي. "مروج الذهب". ج1 ص138.
5- الأصفهاني الراغب. "الداعية إلى محاسن الشيعة"، ج16 ص343.
6- CAUVET, GILES les berbères de L’Amérique. Paris 1912,p.100-101.
7- COLOMBOS, FERDINAND The life of admiral Christopher Columbus, Rutgers university. P232.
8- DAVIES, NIGEL Voyagers to the new world. New York 1979.
9- ON MANUEL OSUNAY SAVINON. Resumen de la geografia fisica. Santa GUZZ de Tenerife. 1844.
10- FELL, BARRY. Saga America New York 1980.
11- FELL, BARRY.America New York 1976.
12- GORDON, CYRUS. Before Columbus. N.Y 1971.
13- GYR, DONAID. Exploring rock art. Santa Barbara. 1989.
14- HUYGHE, PATRICK. Columbus was last. New York. 1992.
15- OBREGON, MAURICIO. The Columbus papers. The Barcelona letter of 1493. The land fall controversy and the Indian guides. Mc Millen co. N.Y 1990.
16- THACHER, JOHN BOYD. Christopher Columbus. New York 1950. p380.
17- VAN SETIMA, IVAN. Africa presence in early America. New Brunswick, N.J 1987.
18- VAN SETIMA, IVAN. They came before Columbus. N.Y 1979.
19- VON WUTHENAU, ALEX. Unexpected facts in ancient America. New York. 1975.
20- WEINER. LEO. Africa and the discovery of America. Philadelphia. 1920. vol.2, p.365-6.
21- WILKINS. H. T. Mysteries of ancient South America. N.Y 1974.
22- WITERS, CLYDE Ahmad. Islam in early north and south America. Al-ittihad. July 1977.p.60… 

-انتهى-

المصدر :

الجمعة، 27 فبراير 2015

شهادة المنصفين من فلاسفة الغرب ( الأندلس )


شهادة المنصفين من فلاسفة الغرب على عظمة المجد العلمي والحضاري الذي أحرزة المسلمون في فترات طويلة من التاريخ :-

يقول (دوزي) المستشرق الهولندي : ( ان في كل الأندلس لم يكن يوجد رجل امي !! بينما لم يكن يعرف القراءة والكتابة في أوروبا معرفة أولية الا الطبقة العليا من القسس ) .

ويقول (لين بول) في كتابة (العرب وأسباينا) : ( فكانت أوروبا الأمية تزخر بالجهل والحرمان بينما كانت الأندلس امامة العلم وراية الثقافة) .

ويقول (فكتور روبنصن) بعد كلام طويل في موازنتة بين الحضارة الاسلامية في الأندلس , وحضارة أوروبا في القرون الوسطى : ( …. وكان أشراف أوروبا لا يستطيعون توقيع أسمائهم بينما كان أطفال المسلمين في قرطبة الى المدارس , وكان رهبان أوروبا يلحنون في تلاوة سفر الكنيسة بينما كان معلمو قرطبة قد أسسوا مكتبة تضارع في ضخامتها مكتبة الاسكندرية العظيمة .. ) .

ان هذه الأقوال وأقولا كثيرة تؤكد لنا بوضوح ما انطوى عليه الاسلام من قوة دفع حضارية , ومن اشراقة نور علمية .. بينما العلماء في أوروبا – في القرون الوسطى – يقتلون في الساحات العامة لجرأتهم العلمية والفكرية !!!.....


تربية  الأولاد في الاسلام ,( 257-258) , عبدالله ناصح علوان

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

وصية الخطاب بن المعلى المخزومي ابنه .. وهي من غرر الوصايا



عن عبدالرحمن بن أبي عطية الحمصي، عن الخطاب بن المعلى المخزومي القرشي أنه وعظ ابنه فقال:
((يا بني، عليك بتقوى الله وطاعته، وتَجَنُّبِ محارمه، باتباع سنته ومعالمه؛ حتى تصح عيوبُك، وتَقَرَّ عينُك؛ فإنها لا تخفى على الله خافية.


وإني قد وسمت لك وسمًا، ووضعت لك رسمًا، إنْ أنت حفظته ووعيته وعملت به ملأت أعين الملوك، وانقاد لك به الصعلوك، ولم تزل مُرْتَجًى مشرَّفًا يُحْتَاج إليك، ويُرغَب إلى ما في يديك؛ فأطع أباك، واقتصر على وصية أبيك، وفرِّغْ لذلك ذهنَك، واشغل به قلبك ولُبَّك.


واياك وهذرَ الكلام، وكثرةَ الضحك والمزا ح، ومهازلة الإخوان؛ فإن ذلك يذهب البهاء، ويوقع الشحناء.


وعليك بالرزانة والتوقُّر، من غير كِبر يُوصَف منك، ولا خيلاء تُحكَى عنك.


والقَ صديقك وعدوك بوجه الرِّضا، وكُفَّ الأذى، من غير ذِلَّة لهم، ولا هيبةٍ منهم.


وكن في جميع أمورك في أوسطها؛ فإن خير الأمور أوساطها.


وقللِ الكلام، وأفشِ السلام.


وامشِ متمكِّنًا قَصْدًا، ولا تَخُطَّ برجلك، ولا تسحب ذيلك، ولا تلوِ عنقك ولا ردائك، ولا تنظر في عِطْفِك، ولا تُكثر الالتفاف، ولا تقفْ على الجماعات، ولا تتخذِ السوق مجلسًا، ولا الحوانيتَ متحدَّثًا.


ولا تُكثر المراء، ولا تُنازع السفهاء.


وإنْ تكلمت فاختصر، وإن مزحت فاقتصر.


وإذا جلست فتربَّعْ، وتحفَّظْ من تشبيك أصابعك وتفقيعِها، والعبثِ بلحيتك وخاتمك وذُؤَابة سيفك، وتخليل أسنانك، وإدخال يدك في أنفك، وكثرةِ طرد الذباب عنك، وكثرةِ التثاؤب والتمطِّي، وأشباهِ ذلك مما يستخفُّه الناسُ منك، ويغتمزون به فيك.


وليكن مجلسك هاديًا، وحديثُك مقسومًا.


وأَصْغِ إلى الكلام الحسن ممن حدثك، بغير إظهار عجب منك، ولا مسألةِ إعادةٍ.


وغُضَّ عن الفكاهات، من المضاحك والحكايات.


ولا تحدِّثْ عن إعجابك بولدك ولا جاريتك، ولا عن فرسك ولا عن سيفك.


وإياك وأحاديثَ الرؤيا؛ فإنك إن أظهرت عجبًا بشيء منها طَمِع فيها السفهاء، فَوَلَّدوا لك الأحلام، واغتمزوا في عقلك.


ولا تَصَنَّعْ تَصَنُّعَ المرأة، ولا تَبَذَّلْ تبذُّلَ العبد.


ولا تَهْلُبْ[1] لحيتك ولا تُبَطِّنْها[2]، وتوقَّ كثرةَ الحف، ونتفَ الشيب[3]، وكثرةَ الكحل، والإسراف في الدهن.


وليكن كحلك وِترًا[4]، ودهنُك غِبًّا[5].


ولا تُلِحَّ في الحاجات، ولا تَخشع في الطلبات.


ولا تُعْلِمْ أهلك وولدك - فضلاً عن غيرهم - عددَ مالك[6]؛ فإنهم إن رأوه قليلاً هُنْتَ عليهم، وإن كان كثيرًا لم تبلغ به رضاهم.


وأَخِفْهم في غير عُنف، وَلِنْ لهم قي غير ضعف.


ولا تهازل أَمَتك.


وإذا خاصمْت فتوقَّر، وتحفَّظ من جهلك، وتجنب عن عجلتك، وتفكر في حُجتك، وأَرِ الحاكمَ شيئًا من حِلمك.


ولا تُكثرِ الإشارة بيدك، ولا تَحَفَّزْ على ركبتيك.


وتوقَّ حمرة الوجه، وعرقَ الجبين.


وإن سُفه عليك فاحلُم، وإذا هدأ غضبك فتكلم.


وأَكْرِم عِرضك، وأَلْقِ الفضول عنك.


وإن قَرَّبك سلطانٌ فكن منه على حد السِّنَان[7]، وإن استرسل إليك فلا تأمن من انقلابه عليك، وارفق به رفقك بالصبي، وكَلِّمْه بما يشتهي، ولا يَحْمِلَنَّك ما ترى من إلطافه إياك وخاصَّتِه بك أن تَدخل بينه وبين أحد من ولده وأهله وحشمه، وإن كان لذلك منك مستمِعًا، وللقول منك مطيعًا؛ فإن سقطة الداخل بين الملك وأهله صرعةٌ لا تُنهض، وزلة لا تُقال.


وإذا وعدت فحقِّق، وإذا حدَّثت فاصدُق.


ولا تجهر بمنطقك كمنازع الأصم، ولا تخافت به كتخافت الأخرس.


وتخيَّر محاسن القول بالحديث المقبول وإذا حدثت بسماعٍ فانْسُبْه إلى أهله.


وإياك والأحاديث العابرة المشنعه التي تنكرها القلوب، وتَقِفُّ لها الجلود.


وإياك ومضعّف الكلام، مثل: (نعم نعم)، و: (لا لا)، و: (عجِّل عجل)، وما أشبه ذلك.


وإذا توضأت فأَجِدْ عَرْكَ كفيك[8]، وليكن وضعك الحُرُض من الأُشْنَان[9] في فيك كفعلك بالسواك، ولا تَنَخَّع في الطَّسْت، وليكن طرحك الماء من فيك مترسلاً، ولا تَمُجَّ فتنضحَ على أقرب جلسائك.


ولا تَعَضَّ نصف اللقمة ثم تعيد ما بقي منها منصبغًا؛ فإن ذلك مكروه.


ولا تكثر الاستسقاء على مائدة الملك. ولا تعبث بالمُشَاش[10].


ولا تَعِبْ شيئًا مما يُقَرَّب إليك على مائدة: بِقِلَّةِ خَلٍّ، أو تابل، أو عسل؛ فإن السحابة قد صيرت لنفسها مهابة.


ولا تُمْسِكْ إمساك المثبور، ولا تبذِّر تبذير السفيه المغرور.


واعرف في مالك واجبَ الحقوق، وحرمةَ الصديق.


واستغنِ عن الناس؛ يحتاجوا إليك.


واعلم أن الجشع يدعو إلى الطبع، والرغبة - كما قيل - تدق الرقبة.
ورُبَّ أكلة تمنع أكلات.


والتعفف مال جسيم، وخلُق كريم.


ومعرفة الرجل قدرَه؛ تُشَرِّف ذِكرَه.


ومن تعدَّى القدْر؛ هوى في بعيد القعر.


والصدق زَيْن، والكذب شَيْن.


وَلَصدقٌ يُسْرِع عَطَبَ صاحبه، أحسنُ عاقبةً من كذب يَسلَم عليه قائله.


ومعاداة الحليم خير من مصادقة الأحمق، ولزوم الكريم على الهوان خير من صحبة اللئيم على الإحسان.


ولَقُرْبُ ملِكٍ جوادٍ؛ خيرٌ من مجاورة بحرٍ طَرَّادٍ.


وزوجة السوء الداءُ العضال.


ونكاح العجوز يَذهب بماء الوجه.


وطاعة النساء تُزري بالعقلاء.


تشبه بأهل العقل تكن منهم، وتصنع للشرف تُدركْه.


واعلم أن كل امرئ حيث وضع نفسه، وإنما يُنسب الصانعُ إلى صناعته، والمرء يُعرَف بقرينه.


وإياك وإخوانَ السوء؛ فإنهم يخونون مَن رافقهم، ويُحزِنون من صادقهم، وقُرْبُهم أعدى من الجرب، ورَفْضُهم من استكمال الأدب.


وإخفار[11] المستجير لؤم، والعجلة شؤم، وسوء التدبير وهْن.


والإخوان اثنان: فمحافظ عليك عند البلاء، وصديق لك في الرخاء؛ فاحفظ صديق البلاء، وتجنَّب صديق العافية؛ فإنهم أعدى الأعداء[12].


ومن اتبع الهوى؛ مال به الرَّدَى.


ولا يُعجبَنَّك الجَهْمُ من الرجال، ولا تُحَقِّر ضئيلاً كالخِلال[13]؛ فإنما المرء بأَصْغَرَيْه: قلبه ولسانه[14]، ولا يُنتفع به بأكثر من أصغريه.


وتَوَقَّ الفساد وإن كنت في بلاد الأعادي.


ولا تَفْرُش عرضك لمن دونك، ولا تجعل مالك أكرمَ عليك من عِرضك.


ولا تُكثر الكلام فتثقل على الأقوام.


وامنَحِ البِشْرَ جليسَك، والقبولَ مَن لاقاك.


وإياك وكثرة التبريق والتزليق[15]؛ فإن ظاهر ذلك ينسب إلى التأنيث.


وإياك والتصنع لمغازلة النساء.


وكن متقربًا، متعززًا، منتهزًا في فرصتك، رفيقًا في حاجتك، متثبتًا في حملتك، والبس لكل دهر ثيابه، ومع كل قوم شكلهم.


واحذر ما يُلزمك اللائمةَ في آخرتك، ولا تَعْجَل في أمر حتى تنظر في عاقبته، ولا ترد حتى ترى وجه المصدر[16].


وعليك بالنُّورَة في كل شهر مرة[17]، وإياك وحلاق الإبْط بالنورة[18].


وليكن السواك من طبيعتك، وإذا استكت فعَرْضًا[19].


وعليك بالعمارة؛ فإنها أنفع التجارة. وعلاج الزرع خير من اقتناء الضرع.


ومنازعتك اللئيم تُطمعه فيك.


ومَن أكرم عِرضه؛ أكرمه الناس.


وذَمُّ الجاهل إياك أفضلُ من ثنائه عليك.


ومعرفة الحق من أخلاق الصدق.


والرفيق الصالح ابنُ عم.


ومَن أَيْسَر أُكْبر، ومَن افتقر احتُقر[20].


قَصِّرْ في المقالة؛ مخافةَ السآمة.


والساعي إليك، غالب عليك.


وطول السفر مَلَالَة، وكثرة المُنى ضلالة.


وليس للغائب صديق، ولا على الميت شفيق.


وأدب الشيخ عناء، وتأديب الغلام شقاء.


والفاحش أمير، والوَقَاح وزير. والحليم مطية الأحمق. والحمق داء لا شفاء له. والحِلم خير وزير، والدِّين أزين الأمور. والسماجة سفاهة.


والسكران شيطان، وكلامه هذيان.


والشِّعر من السِّحر، والتَّهَذُّر هُجْر.


والشح شقاء، والشجاعة بقاء.


والهدية من الأخلاق السَّنِيَّة، وهي تُورث المحبة[21].


ومَنِ ابتدأ المعروف صار له دينًا، ومن المعروف ابتداء من غير مسألة.


وصاحب الرياء يرجع إلى السخاء، وَلَرِيَاءٌ بخير خيرٌ من معالنة بشر.


والعرق نَزَّاع، والعادة طبيعة لازمة: إنْ خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.


ومَن حلَّ عَقدًا؛ احتمل حِقدًا.


ومراجعة السلطان خُرق بالإنسان.


والفرار عار.


والتقدم مخاطرة، وأعجل منفعة، من إيسار في دعة.


وكثرة العلل من البخل. وشر الرجال الكثير الاعتلال[22].


وحُسن اللقاء يَذهب بالشحناء. ولين الكلام من أخلاق الكرام.


يا بني، إن زوجة الرجل سكنه، ولا عيش له مع خلافها؛ فإذا هممت بنكاح امرأة فسل عن أهلها؛ فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة.


واعلم أن النساء أشد اختلافًا من أصابع الكف، فتوقَّ منهن كلَّ ذات بَذا[23]، مجبولة على الأذى.


فمنهن: المعجبة بنفسها، المزرية ببعلها، إنْ أكرمها رأته لفضلها عليه.


لا تشكر على جميل، ولا ترضى منه بقليل، ولسانها عليه سيف صقيل.


قد كشفت القِحَة سِتر الحياء عن وجهها، فلا تستحي من إعوارها، ولا تستحي من جارها.


كلبة هرَّارة، مُهَارِشة عقَّارة؛ فوجه زوجها مكلوم، وعِرضه مشتوم، ولا ترعى عليه لدنيا ولا لدين، ولا تحفظه لصحبة ولا لكثرة بنين.


حجابه مهتوك، وستره منشور، وخيره مدفون.


يصبح كئيبًا، ويمسي عاتبًا. شرابه مُرٌّ، وطعامه غيظ، وولده ضياع، وبيته مستهلك، وثوبه وَسِخ، ورأسه شعث.


إنْ ضحِك فواهن، وإن تكلم فمتكاره. نهاره ليل، وليله وَيْل. تلدغه مثل الحية العقارة، وتلسعه مثل العقرب الجرارة.


ومنهن: شَفْشَليق[24] شَعْشَع[25] سَلْفَع[26]، ذات سمّ منقَع[27]، وإبراق واختلاق. تَهُبُّ مع الرياح، وتطير مع كل ذي جَناح.


إن قال: "لا" قالت: "نعم"، وإن قال: "نعم" قالت: "لا"!


مولِّدة لمخازيه، محتقرة لما في يديه.


تضرب له الأمثال، وتُقَصِّر به دون الرجال، وتنقله من حال إلى حال؛ حتى قَلَى بيته[28]، ومَلَّ ولده، وغثَّ عيشه، وهانت عليه نفسه؛ وحتى أنكره إخوانه، ورحمه جيرانه.


ومنهن: الورهاء[29] الحمقاء، ذات الدَّلِّ في غير موضعها، الماضغة للبانها، الآخذة في غير شأنها.


قد قنعت بحبه، ورضيت بكسبه. تأكل كالحمار الراتع. تنتشر الشمسُ ولَمَّا يُسْمَعْ لها صوت، ولم يُكنس لها بيت. طعامها بائت، وإناؤها وَضِر[30]، وعجينها حامض، وماؤها فاتر، ومتاعها مزروع، وماعونها ممنوع، وخادمها مضروب، وجارها مَحْروب.
ومنهن: العطوف الودود، المباركة الولود، المأمونة على غَيْبها، المحبوبة في جيرانها، المحمودة في سرها وإعلانها.


الكريمة التبعل، الكثيرة التفضل. الخافضة صوتًا، النظيفة بيتًا. خادمها مُسَمَّن، وابنها مُزَيَّن.
خيرها دائم، وزوجها ناعم. مَوْمُوقة[31] مألوفة، وبالعفاف والخيرات موصوفة[32].


جعلك الله يا بني، ممن يقتدي بالهُدى، ويأتم بالتقى، ويجتنب السخط ويحب الرضا.
واللهُ خليفتي عليك، والمتولِّي لأمرك.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلَّى الله على محمد نبي الهدى، وعلى آله، وسلَّم تسليمًا كثيرًا )).


[رواه ابن حبان في "روضة العقلاء". وروى بعضَ الوصية الإمام أبو سليمان الخطابيُّ في "العزلة" (ص147) ط/ دار ابن كثير - بيروت].




[1] الهلب: يطلق على معان، منها: جز الشعَر ونتفه.
[2]قال شَمِرٌ: معنى: ((يبطن لحيته)): أي: يأخذ الشعَر من تحت الحَنَك والذقن، والله أعلم. نقله في "لسان العرب".
[3] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نور يوم القيامة، ومَن شاب شيبة في الإسلام كُتب له بها حسنة، وحُط عنه بها خطيئة، ورُفع له بها درجة)). أخرجه ابن حبان (2985- إحسان) بسند حسن، وله شواهد انظرها - إن شئت - في "الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري - رحمه الله -، [كتاب اللباس والزينة - باب الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه].
[4] روى الإمام أحمد في "مسنده" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكَيِّ، وكان يكره شُرب الحميم، وكان إذا اكتحل اكتحل وِترًا، وإذا استجمر استجمر وترًا)).
[5] أي: وقتًا بعد وقت، فادهن يومًا، واترك يومًا، أو يومين، وعُد اليوم الثالث، وهكذا.
وهذا لا ينافي ما ورد من إكرام الشعر؛ وإنما المراد: النهي عن أن يجعل المرء هِجِّيراه وديدنه الإيغالَ في الترفه والإغراق في التنعم؛ بل ينبغي له أن يرنو إلى معالي الأمور، تاركًا سفسافها.
وأصل ذا ما روى أبو داود (4159)، والنسائي (5055)، والترمذي (1756)، وفي "الشمائل"، والإمام أحمد (4/86)، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: (( نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّرَجُّل إلا غِبًّا )). قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)). قال السندي في حاشيته على "المجتبى": ((الغب: بكسر المعجمة وتشديد الباء، أن يفعل يومًا ويترك يومًا، والمراد كراهة المداومة عليه، وخصوصية الفعل يومًا والترك يومًا غير مراد)).
[6] انظر "صيد الخاطر" لابن الجوزي، الفصول أرقام (78)، (253)، و(373) وهو الفصل الأخير من الكتاب. وانظر أيضًا "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد الحنبلي (4/108)، و(6/194).
[7] السِّنَان: نَصْل الرُّمح. والجمع: أَسِنَّة.
[8] يقال: عَرَك الجلدَ عَرْكًا، إذا دَلَكَه.
[9] الحُرض: بسكون الراء وضمها: الأشنان، بضم الهمزة وكسرها، وهو شيء كالصابون يستعمل في تنظيف الأيدي والملابس.
[10] المُشَاش: كل عظم لا مخ فيه يمكنك تتبعه.
[11] الخَفِير: المجير، وأخفرت الرجل: إذا نقضت عهده وغدرت به.
[12] قال الإمام الخطابيُّ - رحمه الله -: في هذا قول الشاعر:
وكلُّ خليلٍ بالْهُوَيْنَى مُلاطِفٌ
ولكنَّما الإخوانُ عندَ النوائبِ
ولآخَرَ:
أرى الناسَ إخوانَ الرخاءِ وإنما
أَخُوك الذي آخاك عندَ الشدائدِ
[13] الخِلال: العُود الذي يُتَخَلَّل به. والجمع: أَخِلَّة.
[14] راجع "مجمع الأمثال"، الأمثال أرقام (3982، 4704، 655).
[15] يقال: بَرَّق فلان بعينه تبريقًا: إذا أوسعهما ولَأْلأَ بهما من شدة النظر وحدته. وأزلقه ببصره: أَحَدَّ النظرَ إليه. ويقال أيضًا: تزلق فلان وتزيق: إذا تزين وتنعم حتى يكون للونه بريق وبَصِيص.
[16] الورود: الحضور، والصَّدَر: الانصراف والرجوع.
[17] النورة: أخلاط تضاف إلى الكِلْس من زِرْنِيخ وغيره، وتستعمل لإزالة الشعر، تقول: تنور فلان، إذا اطَّلَى بالنورة.
ذلك، وقد روى الإمام مسلم - رحمه الله - في "صحيحه" (258) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ((وَقَّت لنا (يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم) في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبْط، وحلق العانة، ألا نَتْرُك أكثر من أربعين ليلة)).
[18] الوارد في السنة نتف الإبط لا حلقه، والمقصود إزالة الشعر، فمن لم يقو على النتف فليزل بما شاء ما لم يضر. وفي "المنهاج" (3/149): حُكي عن يونس بن عبد الأعلى قال: دخلت على الشافعي - رحمه الله - وعنده المُزَيِّن يحلق إبطه، فقال الشافعي: (( علمتُ أن السنة النتف، ولكن لا أقوى على الوجع )).
[19] أي: في عرض الأسنان، ظاهرها وباطنها، فيكره طولاً؛ لأنه يجرح اللِّثَة. قاله المناوي.
[20] انظر "الأدب الصغير" لابن المقفع (ص70-71/بتحقيقي)، و"كليلة ودمنة" - باب الحمامة المُطَوَّقَة، (ص148-149/آثار ابن المقفع) ط/ دار الكتب العلمية.
[21] قال بعض الشعراء، حسبما نقله ابن قتيبة في "العيون" (3/35):
إن الهدية حُلْوةٌ
كالسحر تَجْتَلِبُ القلوبَا
تُدْني البغيضَ منَ الهوى
حتى تُصَيِّرَه قريبا
وتُعِيد مُضطغِنَ العدا
وةِ بعد نُفْرَته حبيبا
[22] يعني: الاعتلال في القول.
[23] البذا: الفحش.
[24] الشَّفْشَلِيق والشَّمْشليق: المُسِنَّة، يقال: عجوز شفشليق وشمشليق، إذا استرخى لحمها. ويقال: الشفشليق من النساء: العظيمة.
[25] أي: طويلة.
[26] امرأة سلفع: أي: بَذيَّة سليطة جريئة فَحَّاشة قليلة الحياء. وقيل: هي القليلة اللحم، السريعة المشي.
[27] أي: سم مجتمع دائم بالغ قاتل.
[28] أي: أبغضه وهجره من تَجِلَّة هذي الميمونة ذات النُّحُوس، عجّل الله لها ولأضرابها سكنى الرُّمُوس. وَيْلي عليهن جُمَع!
ولا مَعَاب عليك - دفع الله الأسواء عنك - إن قلت: آمين، فافعل وخلاك ذمٌّ.
[29] الوَرَه: الحمق والخُرق والجهل.
[30] أي: وَسِخ.
[31] أي: محبوبة. من قولهم: وَمِقَه وَمْقًا ومِقَةً، إذا أَحبَّه.
[32] أكثر الله في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من هذا الصنف النفيس من النسوة ذوات الخلائق العِذَاب، والفضائل والفواضل، فإنهن الْمُؤْنِسَات الغاليات صغيرات، وهن خير متاع الدنيا كبيرات، ومَن رزقه الله امرأة صالحة منهن فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي.
وما أكرم هؤلاء النسوة - الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله - إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
ولا يبلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يحسن خلقه معهن.
ذلك، وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي في "الإحياء" (2/49): ((اعلم أنه ليس حُسن الخلق مع المرأة كف الأذى عنها؛ بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها؛ اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل)).




والوصية بصيغة pdf :-
http://www.gulfup.com/?XsPk8t


وصية الخطاب بن المعلى المخزومي ابنه

من سلسلة شرح روضة العقلاء ونزهة الفضلاء - للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-





لسماع الوصية برنامج :

الكلمة الطيبة { وصية الخطاب بن المعلاء المخزومي لابنه }