بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

بين ملك الصين وكسرى الفرس


نحن الآن في القرن الخامس عشر من التاريخ العربي (1435 هـ ) وفي الميلادي القرن الحداي والعشرون (2014م) و تدور أحداث هذة القصة في بدايات القرن الأول من التاريخ العربي وفي الميلادي النصف من القرن السابع بين كسرى الفرس يزدجرد الثالث ( حكم بين 11هـ  إلى 30 هـ  --- 632 م إلى 651 م)
وقد عاصر أمبراطورين من أباطرة الصين وهما الأمبراطور Tàizōng (حكم بين 5 هـ  إلى 28 هـ  --- 626 م إلى 649 م )
والأمبراطور الآخر Gaozong ( حكم بين 28 هـ  إلى 63 هـ  --- 649م إلى 683م )* :-

عندما أنتصر العرب على الأمبراطورية الفارسية في معركة " نهاوند " , ما كان من يزدجرد الثالث كسرى الفرس وآخر ملوكهم إلا أن يستنجد بالملوك من حولة فأرسل رسول إلى الأمبراطورية الصينية .
قال رسول كسرى لما قدمت بالكتاب والهدايا إلى أمبراطور الصين , كافأني , وقال لي : قد عرفت أن حقا على الملوك إنجاد الملوك على من غلبهم فصف لي صفة هؤلاء القوم الذين أخرجوكم من بلادكم فإنني أراك تذكر قلة منهم وكثرة منكم ولا يبلغ أمثال هؤلاء القليل الذين تصف منكم فيما أسمع من كثرتكم إلا بخير عندهم وشر فيكم .
فقلت : سلني عما أحببت .
فقال : أيوفون بالعهد .
قلت : نعم .
قال : وما يقولون لكم قبل أن يقاتلوكم .
قلت : يدعوننا إلى واحدة من ثلاث إما دينهم فإن أجبناهم أجرونا مجراهم أو الجزية والمنعة أو المنابذة .
قال : فكيف طاعتهم أمراءهم .
قلت : أطوع قوم لمرشدهم .
قال : فما يحلون وما يحرمون , فأخبرته .
فقال : أيحرمون ما حلل لهم أو يحلون ما حرم عليهم .
قلت : لا  .
قال : فإن هؤلاء القوم لا يهلكون أبدا حتى يحلوا حرامهم ويحرموا حلالهم .
ثم قال : أخبرني عن لباسهم , فأخبرته , وعن مطاياهم .
فقلت : الخيل العراب ووصفتها .
فقال : نعمت الحصون هذه , ووصفت له الإبل وبروكها وانبعاثها بحملها .
فقال : هذه صفة دواب طوال الأعناق .
وكتب معه إلى يزدجرد كتابا : إنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجيش أوله بمرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق علي ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم لو يحاولون الجبال لهدوها ولو خلي سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف فسالمهم وارض منهم بالمساكنة ولا تهجهم ما لم يهيجوك .
_____________________________________

[ ذكرت هذة القصة في أشهر كتاب في التاريخ العربي وهو تاريخ الأمم والملوك أو تاريخ الرسل والملوك المعروف بـ تاريخ الطبري تأليف الإمام محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 هـ .
وهو صاحب أشهر تفسير للقرآن الكريم المسمى بجامع البيان عن تأويل آي القرآن , والذي قال فية أبو حامد الإسفراييني المتوفى سنة 406 هـ  : " لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير ابن جرير لم يكن ذلك كثيرًا" ] .

* مصدر معلومات حكم كسرى والأمبراطورين الصينيين من الموسوعة الحرة ويكيبيديا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق