بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 يناير 2021

من طرف المجالس (ندوة الأستاذ كامل كيلاني)



من طرف المجالس:

في ندوة الأستاذ كامل كيلاني بدار مكتبة الأطفال، قال فؤاد شيرين باشا محافظ القاهرة إنه دخل مرة بابنته الصغيرة محلاً لبيع (الشكولاته) بإحدى مدن ألمانيا، وكانت التي تبيع فيه سيدة، وبعد أن اشتريا منها وخرجا قالت الابنة لأبيها: لماذا تبيع المرأة (الشكولاته) ولا تأكلها؟

قال الأستاذ كامل كيلاني: هذا بعينه هو معنى الخيام في رباعياته إذ يقول: هل يشترى الخمار بما يبيع به الخمر أثمن منها؟

وكان المجاهد الأمير عبد الكريم الخطابي حاضراً، فانتقل الحديث إلى الاستبسال في الحروب وأثر الإيمان فيه، وهنا انبرى أحمد حلمي باشا رئيس عموم حكومة فلسطين، فجعل يقص روائع شاهده من حسن البلاء في المواقع التي اشترك فيها.
قال: سقط أحد الجنود المسلمين في حرب الأتراك مع الإنجليز سنة 1914 - جريحاً ولم يستطع الكلام، فأخرج ورقة من جيبه وتناول عوداً من الأرض وجعل يغرزه في جرحه الغائر برقبته ويكتب في الورقة بالدم، فكتب أولاً: أين القبلة؟ 
فدلوه عليها، فاستقبلها، ثم كتب: فليأخذ جيشنا بثأري. وأخيراً كتب: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم فاضت نفسه.
وقال حلمي باشا: وهذه الورقة محفوظة بأحد المتاحف بتركيا.

قال الأستاذ كامل كيلاني: لم أر في هذا المجال أبدع مما قالت أم حكيم زوجة قطري بن الفجاءة وهي تتقدم في الحرب ولا أدل منه على الصدق في الجهاد، قالت:
أحمل رأساً قد مللت حمله.
وقد مللت دهنه وغسله.
ألا فتى عني ثقله؟
فأين جان دارك وغير جان دارك من هذه الروعة؟
قالت شيرين باشا: وهل تعرف جان دارك أن تقول مثل هذا؟

مجلة الرسالة العدد 844 - بتاريخ: 05 - 09 - 1949

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق