بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 مارس 2017

ولم تزل أمور الصين مستقيمة فى العدل على حسب ما جرى به الأمر فيما سلف من ملوكهم الى سنة 264هـ


تدور أحداث هذة الحادثة في القرن الثالث وبالتحديد (264هـ)، وقد شغلت الكثير من المؤرخين وثبتوها في كتبهم وذلك لعظم هذة الحادثة.
ووجدت أن قدم من ذكرها هو سليمان التاجر(1)، والمؤرخ الجغرافي البكري(2)، والمؤرخ الإمام ابن الأثير (3)، والمؤرخ الجغرافي أبو الفداء(4)، والمؤرخ النويري(5)، والمؤرخ الأديب ابن الوردي(6)، والجغرافي الحميري(7).
وقد أختلف في أسمة فيقال أنة : بانشوا(1)، وفي رواية أخرى : يانشوا(2)، ورواية أخرى /  باشموا(7)، ويرى عميد المحققين العرب في العصر الحديث الدكتور إحسان عباس أن أسمة :  بانشوا(7).



وهنا نص الحادثة كما ذكرها المؤرخين :

" ولم تزل أمور الصين مستقيمة فى العدل على حسب ما جرى به الأمر فيما سلف من ملوكهم الى سنة أربع وستين ومائتين؛ فإنه حدث فى ملك الصين أمر زال به النظام وانتقض به حكم شرائعهم.
وكان سبب ذلك أنّ خارجيّا خرج ببلد من مدن الصين وهو من غير بيت الملك.
وكان فى ابتداء أمره يطلب الفتوّة، ويجتمع اليه أهل الشرّ، فلحق الملوك وأرباب التدبير غفلة عنه لخمول ذكره، وأنه ممن لا يبالى به؛ فاشتدّ أمره، ونما ذكره، وكثر عتوّه، وقويت شوكته، وقطع أهل الشرّ المسافات نحوه.
فسار من موضعه وشنّ الغارات، ولم يزل كذلك حتى نزل مدينة خانقو ، وهى المدينة العظيمة.
وهى على نهر عظيم أكبر من دجلة أو نحوه، تدخله السفن التى ترد من بلاد البصرة وسيراف وعمان ومدن الهند.
وبين هذه المدينة وبحر الصين مسيرة ستة أيام أو سبعة، وفيها خلائق من الناس مسلمون ونصارى ويهود ومجوس وغيرهم من أهل الصين.
فقصد الخارجىّ هذه المدينة، والتقى بجيوش الملك فهزمها، وحاصر المدينة وفتحها واستولى على المملكة، وقتل من أهل مدينة خانقو خلقا لا يحصون كثرة، فأحصى من قتل فيها من المسلمين والنصارى واليهود غير أهل الصين فزادوا على مائتى ألف.
ثم سار بجيوشه الى بلد بلد فافتتحه، وقصد مدينة  دار المملكة، وهو فى ثلاثمائة ألف ما بين فارس وراجل.
فخرج اليه الملك فى خواصّه فى نحو مائة ألف والتقيا، فكانت الحرب بينهم سجالا نحو شهر وصبرا جميعا، ثم كانت على الملك فانهزم، وأمعن الخارجىّ فى طلبه.
وانحاز الملك الى مدينة فى أطراف أرض الصين.
واستولى الخارجىّ على حوزة الصين واحتوى على دار الملك وخزائن الملوك السالفة وما أعدّوه للنوائب.
وعلم أنه لا يقوم بالملك لأنه ليس من بيته، فأخرب البلاد واستباح الأموال وسفك الدماء.
فكاتب ملك الصين ملك الترك أمرخان واستنجده، فأنجده ملك الترك بولده فى نحو أربعمائة ألف فارس وراجل.
وقد استفحل أمر الخارجىّ فالتقى الفريقان، فكانت الحرب بينهما سجالا نحو سنة وقتل من الطائفتين ما لا يحصى كثرة، ثم فقد الخارجىّ فقيل قتل وأسر ولده وخواصّ أصحابه، وعاد ملك الصين الى دار ملكه. "

_______________________________________

المراجع :
(1) أبو زيد السيرافي (ت: بعد 330هـ) : رحلة السيرافي.
(2) البكري (ت: 487هـ) :  المسالك والممالك.
(3) ابن الأثير  (ت: 630هـ) : الكامل في التاريخ.
(4) أبو الفداء (ت: 732هـ)  : المختصر في أخبار البشر.
(5) النويري (ت: 733هـ) : نهاية الأرب في فنون الأدب.
(6) ابن الوردي (ت: 749هـ) : تاريخ ابن الوردي.
(7) الحميري (ت: 900هـ) :  الروض المعطار في خبر الأقطار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق