بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 أكتوبر 2015

بين ماركو بولو وابن بطوطة


لقد اقترن الحديث عن ماركو بولو البندقي بالحديث عن ابن بطوطة الطنجي لدى كل الذين اهتموا بالرحالة، وخاصة عند علماء الغرب، وقد كان من حقّهم أن يفعلوا، فإن الأول هو الذي قصد- قبل نحو من ستين سنة من تحرك ابن بطوطة، بلاد الشرق الأقصى وسجلت مذكراته التي كانت محل تعليق واسع ...

لكنّ الملاحظ أنّ رحلة ابن بطوطة اتسع فضاؤها أكثر مما كان الأمر بالنسبة لرحلة ماركو بولو علاوة على الحصيلة العلمية التي كانت تختلف من الواحد إلى الآخر ...
وهكذا فإذا كان ابن بطوطة قد حقق رحلته وحيدا، وإذا كان محرر رحلته ابن جزي كان يقتصر على إضافات محدودة وموثقة، فإن محرر رحلة ماركو بولو روستيشيلو (RUSTICHELLO) كان يضيف من خياله على ما لاحظه بعض المعقّبين وخاصة عند الحديث عن الصين ... يضاف إلى كل هذا أن رحلة الأول اقتصرت على آسيا دون افريقيا وأوربا ...
ومعنى هذا أن الجمهور الذي عرف عن الرحالة المغربي كان أوسع من جمهور ماركوبولو.

وفي معرض اعتزاز ابن بطوطة بطول نفسه في الرحلة، واتساع رقعة منهاجه في التجوال ذكر أنه يفوق السائح المصري الشيخ عبد الله الذي لم يدخل لا إلى الصّين ولا إلى جزيرة سرنديب ولا المغرب ولا الأندلس ولا بلاد السودان. وأعتقد أنه لو قدر لابن بطوطة أن يجتمع بماركو بّولو لعلّق بمثل ذلك التعليق، إذ إننا عرفنا أن الأراضي التي زارها الرحالة المغربي كانت تفوق كثيرا وكثيرا ما قطعه ماركو بّولو.
وقد تفوق رحالة طنجة على رحالة البندقية بشيء أهمّ وهو أنه استطاع أن يمتزج مع سكان البلاد التي وصلها عن طريق المصاهرات، وعن طريق الوظائف السامية التي تقلدها والاتصالات التي كان يجريها مع مختلف الأوساط، الأمر الذي كان يرضي فضوله وتطلعاته المتنوعة والمتجددة في ذات الوقت. ويكفي- لكي نعرف حجم الرجلين ونعرف مع هذا مدى رصيد الجانب المعرفي لكلا العملين- يكفي أن نقوم بجرد لعدد الأسماء الجغرافية التي وردت عند هذا وذاك، وأن نعدّ الأعلام الشخصية التي جاءت في مذكرات الأول والثاني، يكفي ذلك لنخلص إلى الإشادة بذاكرة الرحالة المغربي التي استطاعت أن تختزن كل تلك الأسماء جغرافيا وانسانيا، وأن تحتفظ بشكلها وضبطها ومواقعها بالرغم من العدوان الذي وقع على مذكراته. إن كل ذلك الاستظهار وذلك الاستيعاب كان فوق طاقة البشر حقّا. وحتى جانب الاتحاف والإطراف في كلا الرحلتين كان يبرز، دون تردد، تفوق ابن بطوطة. وقد مر ويمر بنا كان ابن بطوطة أول مغربي أخذت له منذ عام 747- 1346 عدة صور بمختلف المدن الصينية بمناسبة زيارته لتلك الجهات (ج 4 ص 262) .

وإذا فاتنا الحصول على تلك الصور، فإنه لا يفوتنا أن نقدم هنا رسما من عمل ليون بينيط (Leon Benett) من القرن التاسع عشر يتخيل ابن بطوطة في مصر، حيث تحدّى زميله الشيخ عبد الله الذي لم يبلغ الصين ... !
هذا الرسم أخذناه من أرشيف روجي فيولي (ROGER -VIOLLET) باريز بعد الإذن رقم 778 بتاريخ 11/4/94.
نشير بالمناسبة إلى محاولات لاحقة لتخيّل صورة لابن بطوطة كان فيها ما ظهر على طابع بريدي يوم سابع مايه 1963 ضمن أعلام المغرب العربي ثم يوم ثاني غشت 1966 لمناسبة تدشين خط حاملة السيارات، ابن بطوطة طنجة- مالقة ثم ما نشره أبيركرومبي في (ناسيونال جيوگرافيك) دجنبر 1991 وما قدّمه محمد الادريسي إلى دار الأدب في فرانكفورت (العلم 14/9/1995) وأخيرا الطابع الذي هيأته وزارة البريد 1996 بمناسبة الملتقى الدولي المزمع تنظيمه حول الرحالة، وهو يحتوي على النقش الذي وقف عليه ابن بطوطة في مسجد مالديف ...

_________________________________________
رحلة ابن بطوطة / الجزء الأول / 91-92-93
مقدمة للمحقق عبدالهادي التازي

(ملاحظ : الصورة في الكتاب غير واضحة , ووجدت في ويكيبيديا  واضحة وهي نفس الصورة في الكتاب)

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

بَاشْغِرْد ، اﻹسلام وصل لشرق أوروبا قي القرن الرابع الهجري !!!



بسكون الشين، والغين معجمة، وبعضهم يقول: باشجرد، بالجيم، وبعضهم يقول: باشقرد، بالقاف.
 بلاد بين القسطنطينية وبلغار، وكان المقتدر بالله قد أرسل أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد ابن حمّاد مولى أمير المؤمنين ثم مولى محمد بن سليمان إلى ملك الصقالبة، وكان قد أسلم وأهل بلاده ليفيض عليهم الخلع ويعلمهم الشرائع الإسلامية فحكى جميع ما شاهد منذ خرج من بغداد إلى أن عاد، وكان انفصاله في صفر سنة 309.

فقال عند ذكر الباشغرد: ووقعنا في بلاد قوم من الأتراك يقال لهم الباشقرد، فحذرناهم أشدّ الحذر، وذاك لأنهم شرّ الأتراك وأقذرهم وأشدهم إقداما على القتل، يلقى الرجل الرجل فيفرز هامته فيأخذها ويتركه، وهم يحلقون لحاهم ويأكلون القمل، يتتبع الواحد منهم دروز قرطقه فيقرص القمل بأسنانه، ولقد كان معنا رجل منهم قد أسلم، وكان يخدمنا فرأيته يوما وقد أخذ قملة من ثوبه فقصعها بظفره ثم لحسها.
وقال لما رآني: جيّد.
وكل واحد منهم قد نحت خشبة على قدر الإكليل ويعلقها عليه فإذا أراد سفرا أو لقاء عدوّ قبّلها وسجد لها وقال: يا رب افعل بي كذا وكذا.
فقلت للترجمان: سل بعضهم ما حجتهم في هذا ولم جعله ربّه؟
فقال: لأني خرجت من مثله فلست أعرف لنفسي موجدا غيره.
ومنهم من يزعم أن له ثلاثة عشر ربّا: للشتاء رب وللصيف رب وللمطر رب وللريح رب وللشجر رب وللناس رب وللدواب رب وللماء رب ولليل رب وللنهار رب وللموت رب وللحياة رب وللأرض رب، والرب الذي في السماء هو أكبرهم إلا أنه يجتمع مع هؤلاء باتفاق ويرضى كل واحد منهم ما يعمل شريكه، جلّ ربّنا عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا، قال:
ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات وطائفة تعبد السمك وطائفة تعبد الكراكي فعرفوني أنهم كانوا يحاربون قوما من أعدائهم فهزموهم، وأن الكراكي صاحت وراءهم فانهزموا بعد ما هزموا، فعبدوا الكراكي لذلك، وقالوا: هذه ربنا لأنها هزمت أعداءنا فعبدوها لذلك، هذا ما حكاه عن هؤلاء.

وأما أنا فإني وجدت بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغردية، شقر الشعور والوجوه جدا يتفقهون على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه، فسألت رجلا منهم استعقلته عن بلادهم وحالهم.
فقال: أما بلادنا فمن وراء القسطنطينية في مملكة أمة من الأفرنج يقال لهم الهنكر، ونحن مسلمون رعية لملكهم في طرف بلاده نحو ثلاثين قرية، كل واحدة تكاد أن تكون بليدة، إلا أن ملك الهنكر لا يمكّننا أن نعمل على شيء منها سورا خوفا من أن نعصى عليه، ونحن في وسط بلاد النصرانية، فشماليّنا بلاد الصقالبة وقبليّنا بلاد البابا يعني رومية، والبابا رئيس الأفرنج، هو عندهم نائب المسيح، كما هو أمير المؤمنين عند المسلمين، ينفذ أمره في جميع ما يتعلق بالدين في جميعهم، قال: وفي غربيّنا الأندلس وفي شرقينا بلاد الروم قسطنطينية وأعمالها، قال: ولساننا لسان الأفرنج وزيّنا زيهم ونخدم معهم في الجندية ونغزو معهم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي الإسلام.
 فسألته عن سبب إسلامهم مع كونهم في وسط بلاد الكفر؟
فقال: سمعت جماعة من أسلافنا يتحدّثون أنه قدم إلى بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر من المسلمين من بلاد بلغار، وسكنوا بيننا وتلطّفوا في تعريفنا ما نحن عليه من الضلال، وأرشدونا إلى الصواب من دين الإسلام، فهدانا الله، والحمد لله، فأسلمنا جميعا وشرح الله صدورنا للإيمان، ونحن نقدم إلى هذه البلاد ونتفقّه، فإذا رجعنا إلى بلادنا أكرمنا أهلها وولونا أمور دينهم.
 فسألته: لم تحلقون لحاكم كما تفعل الأفرنج؟
فقال: يحلقها منا المتجندون ويلبسون لبسة السلاح مثل الأفرنج، أما غيرهم فلا.
قلت: فكم مسافة ما بيننا وبين بلادكم؟
فقال: من هاهنا إلى القسطنطينية نحو شهرين ونصف ومن القسطنطينية إلى بلادنا نحو ذلك.
وأما الإصطخري فقد ذكر في كتابه: من باشجرد إلى بلغار خمس وعشرون مرحلة، ومن باشجرد إلى البجناك، وهم صنف من الأتراك، عشرة أيام.
(معجم البلدان - الجزء الأول : صفحة : 323-324)


وفي ويكيبيديا :

باشكورستان :

جمهورية باشكورستان أو باشقورستان  هي إحدى الكيانات الفدرالية في روسيا.

وهي إحدي الجمهوريات الروسية التي تحكم ذاتياً وتنتسب إلى شعب الباشكير أحد شعوب الأمة التركية عاصمتها مدينة أوفا.

توجد جمهورية باشكورستان في القسم الجنوبي من جبال أورال تحدها جمهورية تتاريا من الغرب وتشيليابينسك أوبلاست من الشرق وأورنبرج أوبلاست من الجنوب ومقاطعتي بيرمسفيردلوفسك من الشمال.

يبلغ عدد سكان باشكورستان 4,060,957 نسمة (حسب التقدير لعام 2013).

الإسلام هي الديانة الأكثر انشارا في باشكورستان٬ حسب التقديرات ما يقارب 38 % من سكان الجمهورية يدينون به. وتبلغ نسبة المسيحيين الأرثوذكسيين حوالي 25%.

الأحد، 4 أكتوبر 2015

تنظيم خدمة العملاء ( في حضارتنا العظيمة أيام العصور الذهبية)


يزدحم الناس علي العامل او التاجر فيحدث ذلك اضطرابا او تذمرا او صراعا لا يعالجه الا تنظيم العملاء وهو الذي انتهي الامر فيه في مدنيتنا الحديثة بنظام الصفوف كما وهو واقع الآن في التموين والمصارف ودور اللهو ونحوها.

فلننظر الي هذا النص من كتاب الحيوان للجاحظ.
وكان اهل المربد يقولون: لا نري الإنصاف الا في حانوت فرج الحجام لأنه كان لا يلتفت الي من اعطاه الكثير دون من اعطاه القليل ويقدم الأول ثم الثاني ثم الثالث ابدا حتي يأتي علي اخرهم علي ذلك يأتيه من يأتيه فكان المؤخر لا يغضب ولا يشكو.

______________________________


كناشه النوادر للعلامة المحقق عبدالسلام هارون رحمه الله تعالى