نحن الآن في القرن الخامس عشر من التاريخ العربي (1436هـ ) وتدور احداث هذة القصة قبل اكثر من 2300 سنة لشخصية باسم الاسكندر ، ولاشك ان هذا الاسم مشهور وهو الاسكندر المقدوني ، ولكن كما هو معروف لدى المؤرخين أن الأسكندر لم يغزو الصين .
ويذكر العالم القزويني (المتوفى: 682هـ) في كتابة الجغرافي الشهير (آثار البلاد وأخبار العباد) :
أن هناك شخصيتين تحمل أسم الأسكندر
الأسكندر الأول : الفاتح الشهير ذو القرنين والذي بنى سد يأجوج ومأجوج .
الأسكندر الثاني : وهو المقدوني .
وربما تكون هناك شخصيات عديدة تحمل لقب الأسكندر!
نعم لقب وليس أسم كما يذكر العلامة الألوسي (المتوفى: 1270هـ) في كتابة (روح المعاني) , يقول :
" ذكر أنه يمكن أن يكون اسكندر لقبًا لمن ذكر معربًا عن الكسندر ومعناه في اللغة اليونانية : آدمي جيد ."
وهنا القصة :
[[ لما وصل الإسكندر إلى الصين ، وحاصر ملكها ، أتاه حاجبه ، وقد مضى من الليل شطره ، فقال له : هذا رسول ملك الصين بالباب ، يستأذن عليك.
فقال الإسكندر : أدخله.
فوقف بين يدي الإسكندر ، وسلم .
فقال الإسكندر : أدخله.
فوقف بين يدي الإسكندر ، وسلم .
وقال ملك الصين : إن رأى الملك أن يخليني ، فعل.
فأمر الإسكندر من بحضرته بالانصراف ، وبقي حاجبه .
فأمر الإسكندر من بحضرته بالانصراف ، وبقي حاجبه .
فقال ملك الصين : إن الذي جئت له لا يحتمل أن يسمعه غيرك.
فقال الأسكندر : فتشوه ، ففتش ، فلم يوجد معه شيء من السلاح.
فوضع الإسكندر بين يديه سيفا مسلولا ، وأخرج حاجبه ، وكل من كان عنده ، وقال له : قف بمكانك ، وقل ما شئت.
فقال الأسكندر : فتشوه ، ففتش ، فلم يوجد معه شيء من السلاح.
فوضع الإسكندر بين يديه سيفا مسلولا ، وأخرج حاجبه ، وكل من كان عنده ، وقال له : قف بمكانك ، وقل ما شئت.
فقال له ملك الصين : إني أنا ملك الصين ، لا رسوله ، وَقَدْ جئتك أسألك عما تريد مِمَّا يمكن عمله ولو عَلَى أصعب الأمور فإني أعمله فأغنيك عَنِ الحرب.
قال الإسكندر : وما آمنك مني ؟
قال ملك الصين : علمي بأنك رجل عاقل ، وليس بيننا عداوة ، ولا مطالبة بدخل ، وأنت تعلم أنك إن قتلتني لم يكن ذلك سببا لأن يسلم إليك أهل الصين وطنهم ، ولم يمنعهم قتلي من أن ينصبوا لأنفسهم ملكا غيري ، ثم تنسب أنت إلى غير الجميل ، وضد الحزم , ثم إنك تنسب إلى الغدر .
فأطرق الإسكندر مفكرا في مقالته، ثم رفع رأسه إليه، وقد تبين له صدق قوله، وعلم أنه رجل عاقل.
فأطرق الإسكندر مفكرا في مقالته، ثم رفع رأسه إليه، وقد تبين له صدق قوله، وعلم أنه رجل عاقل.
فقال الإسكندر : الذي أريده منك ، ارتفاع مملكتك لثلاث سنين عاجلا ، ونصف ارتفاعها في كل سنة.
قال ملك الصين : هل غير ذلك شيء ؟
قال ملك الصين : هل غير ذلك شيء ؟
قال الإسكندر : لا.
قال ملك الصين : قد أجبتك.
قال الإسكندر : فيكف يكون حالك حينئذ ؟
قال الإسكندر : فيكف يكون حالك حينئذ ؟
قال ملك الصين : أكون قتيل أول محارب ، وأكلة أول مفترس.
قال الإسكندر : فإن قنعت منك بارتفاع سنتين ، كيف يكون حالك ؟
قال الإسكندر : فإن قنعت منك بارتفاع سنتين ، كيف يكون حالك ؟
قال ملك الصين : أصلح مما كانت ، وأفسح مدة.
قال الإسكندر : فإن قنعت منك بارتفاع سنة ؟
قال الإسكندر : فإن قنعت منك بارتفاع سنة ؟
قال ملك الصين : يكون ذلك كمالا لأمر ملكي ، وذهاب لجميع لذاتي.
قال الإسكندر : فإن اقتصرت منك على ارتفاع السدس ؟
قال الإسكندر : فإن اقتصرت منك على ارتفاع السدس ؟
قال ملك الصين : يكون السدس للفقراء والمساكين ومصالح البلاد، والسدس لي، والثلث للعسكر، والثالث لك.
قال الإسكندر : قد اقتصرت منك على هذا ، فشكره ، وانصرف. وسمع العسكر بذلك ففرحوا بالصلح.
فلما طلعت الشمس ، أقبل جيش ملك الصين حتى طبق الأرض ، وأحاط بجيش الإسكندر حتى خافوا الهلاك ، وتواثب أصحابه فركبوا الخيل ، واستعدوا للحرب.
فبينما هم كذلك إذ طلع ملك الصين على فيل عظيم وعليه التاج ، فلما رأى الإسكندر ، ترجل.
فقال له الإسكندر : غدرت ؟
قال ملك الصين : لا والله لم أغدر.
قال الإسكندر : فما هذا الجيش ؟
قال الإسكندر : فما هذا الجيش ؟
قال ملك الصين : إني أردت أن أريك أنني لم أطعك من قلة ولا من ضعف ، وأنت ترى هذا الجيش ، وما غاب عنك منه أكثر ، ولكني رأيت العالم الأكبر مقبلا عليك ، ممكنا لك ممن هو أقوى منك ، وأكثر عددا ، ومن حارب العالم الأكبر غلب ، فأردت طاعته بطاعتك.
فقال الإسكندر : ليس مثلك من يؤخذ منه شيء ، فما رأيت بيني وبينك أحدا يستحق التفضيل ، والوصف بالعقل ، غيرك ، وقد أعفيتك من جميع ما أردته منك ، وأنا منصرف عنك.
فقال ملك الصين : أما إذ فعلت ذلك ، فلست تخسر.
فلما انصرف الإسكندر ، أتبعه ملك الصين ، من الهدايا ، بضعف ما كان قرره معه. ]]
فقال الإسكندر : ليس مثلك من يؤخذ منه شيء ، فما رأيت بيني وبينك أحدا يستحق التفضيل ، والوصف بالعقل ، غيرك ، وقد أعفيتك من جميع ما أردته منك ، وأنا منصرف عنك.
فقال ملك الصين : أما إذ فعلت ذلك ، فلست تخسر.
فلما انصرف الإسكندر ، أتبعه ملك الصين ، من الهدايا ، بضعف ما كان قرره معه. ]]
______________________________ _____________________
ذكر هذة القصة أشهر العلماء والأدباء على فترات مختلفة من الزمن وكذلك في بلاد مختلفة ولا شك أن حكمة ملك الصين أعجبتهم ولذلك ذكروها في اهم مؤلفاتهم :-
1- كتاب: الفرج بعد الشدة.
المؤلف: أبو علي المحسن التنوخي ، (المتوفى: 384هـ) وهو قاضي ومن العلماء الأدباء الشعراء , من أهل البصرة جنوب العراق.
ويبدو انة هذة القصة أعجبت القاضي التنوخي فذكرها في كتابة الآخر الشهير (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر) والذي يتكون من ثمان أجزاء.
2-كتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم .
المؤلف: أبو علي أحمد بن مسكويه (المتوفى: 421هـ) وهو من اهل أصفهان في ايران.
3-كتاب: لباب الآداب.
المؤلف: الأمير أسامة بن منقذ (المتوفى: 584هـ) من أشهر الأعلام في زمنة جمع العلم والإمارة وهو من أهل الشام .
4-كتاب: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك .
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي (المتوفى: 597هـ) من أهل بغداد وكان عالم العراق في زمنة.
5- كتاب:الكامل في التاريخ .
المؤلف: أبو الحسن علي ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) وهو من أهل الموصل.
6- كتاب: نهاية الأرب في فنون الأدب.
المؤلف: أحمد النويري (المتوفى: 733هـ) من أشهر أدباء مصر وكتابة يعد دائرة معارف.
7-كتاب: حياة الحيوان الكبرى.
المؤلف: محمد الدميري (المتوفى: 808هـ) من أشهر علماء القاهرة في عصرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق