بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 31 مايو 2014

من أعقل نساء العرب



حكي عن الحارث بن عوف بن أبي حارثة أنه قال لخارجة بن سنان : أترى أخطب إلى أحد فيردني .
قال : نعم !
قال : ومن هو ؟
قال : أوس بن حارثة بن لام الطائي .
قال اركب بنا إليه فركبنا إليه حتى أتينا أوس بن حارثة في بلاده فوجدناه في فناء منزلة فلما رأى الحارث ابن عوف .
قال : مرحبا بك يا حارث , ثم قال : ما جاء بك ؟
قال : جئت خاطبا .
قال : لست هناك .
فانصرف ولم يكلمه فدخول أوس على امرأته مغضبا فقالت : له من الرجل الذي سلم عليك فلم تطل معه الوقوف ولم تكلمه ؟
فقال : ذلك سيد العرب الحارث بن عوف .
فقالت : فما لك لا تستنزله ؟
قال : إنه استهجنني !
قالت : وكيف ؟
قال : لأنه جاءني خاطبا .
قالت : ألست تزعم أنه سيد العرب !
قال : نعم .
قالت : إذا لم تزوج سيد العرب في زمانه فمن تزوج ؟
قال : قد كان ذلك .
قالت : فتدارك ما كان منك .
قال : فبماذا ؟
قالت : بأن تلحقة فتردة .
قال : وكيف وقد فرط مني إليه ما فرط .
قالت : تقول له إنك لقيتني وأنا مغضب لأمر فلك المعذرة فيما فرط مني فارجع ولك عندي كل ما طلبت  .
قال فركب في أثرهما .
قال : خارجة ابن سنان فوالله إنا لنسير إذ حانت مني التفاتة فرأيته .
فقلت للحرث وهو ما يكلمني  : هذا أوس في أثرنا .
فقال : ما أصنع به .
فلما رآنا لا نقف قال : يا حارث اربع علي فوقفنا له وكلمه بذلك الكلام فرجع مسرورا .
قال خارجة بن سنان : فبلغني أن أوسا لما دخل منزله قال : لزوجته ادعيى لي فلانة أكبر بناته فأتته .
فقال لها : أي بنية هذا الحارث بن عوف سيد من سادات العرب جاءني خاطبا وقد أردت أن أزوجك منه فما تقولين ؟
قالت : لا تفعل !
قال : ولم ؟
قالت : لأن في خلقي رداءة وفي لساني حدة ولست بابنة عمه فيراعي رحمي ولا هو بجارك في البلد فيستحي منك ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون علي بذلك مسبة !!!
قال لها : قومي بارك الله فيك .
ثم دعا ابنته الأخرى فقال لها مثل قوله لأختها فأجابته بمثل جوابها .
فقال لها : قومي بارك الله فيك .
ثم دعا بالثالثة وكانت أصغرهن سنا فقال : لها مثل ما قال لأختيها .
فقالت له : أنت وذاك  .
فقال لها : إني عرضت ذلك على أختيك فأبتاه ... ولم يذكر لها مقالتهما .
فقالت : والله أني الجميلة وجها , الرفيعة خلقا , الحسنة رأيا  , فإن طلقني فلا أخلف الله عليه .
فقال : لها بارك الله فيك .
ثم خرج إليه فقال : زوجتك يا حارث بابنتي هئيسة .
قال : قد قبلت نكاحها .
وأمر أمها أن تهيئها له وتصلح شأنها ثم أمر ببيت فضرب له وأنزله إياه ثم بعثها إليه فلما دخلت عليه لبث هنيهة ثم خرج إلي فقلت له : أفرغت من شأنك ؟
قال : لا والله .
قلت له : وكيف ذلك ؟
قال : لما مددت يدي إليها .
قالت : مه أعند أبي وأخوتي هذا والله لا يكون !
ثم أمر بالرحلة فارتحلنا بها معا وسرنا ما شاء الله قال لي : تقدم فتقدمت فعدل عن الطريق فما لبث أن لحقني .
فقلت : أفرغت من شأنك ؟
قال : لا والله  .
قلت : ولم ؟
قال : قالت تفعل بي كما يفعل بألأمة السبية الأخيذة لا والله حتى تنحر الجزر والغنم وتدعو العرب وتعمل ما يعمل مثلك لمثلي .
فقلت : والله إني لأرى همة وعقلا .
فقال : صدقت , قال : أرجو الله أن تكون المرأة النجيبة .
فوردنا إلى بلادنا فأحضر الإبل والغنم ونحر وأولم ثم دخل عليها وخرج إلي .
فقلت : أفرغت من شأنك ؟
قال : لا والله .
قلت : ولم ذلك ؟
قال : دخلت عليها أريدها فقلت لها أحضرت من المال ما تريدين .
قالت : والله لقد ذكرت من الشرف  ليس فيك .
قلت : ولم ذاك ؟
قالت : أتستفرغ لنكاح النساء والعرب يقتل بعضها بعضا !!! وكان ذلك في أيام حرب قيس وذبيان .
قلت : فماذا تقولين ؟
قالت : أخرج إلى القوم فاصلح بينهم ثم ارجع إلى أهلك فلن يفوتك ما تريد  .
فقلت : والله إني لأرى عقلا ورأيا سديدا  .
قال : فاخرج بنا فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهم بالصلح فاصطلحوا على أن يحسبوا القتلى ثم تؤخذ الدية فحملنا عنهما الديات فكانت ثلاثة الآف بعير فانصرفنا بأجمل ذكر ثم دخل عليها .
فقالت له : أما الآن فنعم .
فأقامت عنده في ألذ عيش وأطيبه وولدت له بنين وبنات وكان من أمرهما ما كان والله أعلم بالصواب .

المصدر :
المستطرف في كل فن مستظرف - الأبشيهي - الجزء الثاني ( 484-485-486 )

عروة بن الورد العبسي ( عروة الصعاليك )



           (000 - نحو 30 ق ه / 000 - نحو 594 م)


عروة بن الورد بن زيد العبسي ، من غطفان : من شعراء الجاهلية وفرسانها وأجوادها.
كان يلقب بعروة الصعاليك، لجمعه إياهم، وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم. (2)



وكان عروة بن الورد،  كريمًا فياضًا، وأثر عنه أنه كان يجمع إلى خيمته فقراء قبيلته عبس ومعوزيها ومرضاها، متخذًا لهم حظائر يأوون فيها، قاسمًا بينه وبينهم مغانمه .
وكان إذا أصابت الناس سنة -أزمة جدب- شديدة وتركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة، ثم يحفر لهم الأسراب، ويكنف عليهم الكنف -الحظائر- ويكسبهم.
ومن قوي منهم -إما مريض يبرأ من مرضه أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيبًا. حتى إذا أخصب الناس وألْبَنُوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله، وقسم له نصيبه من غنيمة إن كانوا غنموها؛ فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى؛ فلذلك سمي عروة الصعاليك.
وفي خبر آخر أن عبسًا كانت إذا أجدبت أتى ناس منها ممن أصابهم جوع شديد وبؤس فجلسوا أمام بيت عروة؛ حتى إذا أبصَروُا به صرخوا، وقالوا: أيا أبا الصعاليك أغثنا؛ فكان يرق لهم ويخرج بهم فيصيب معاشهم !!!!!!!


وعروة بذلك كله يعبر عن نفس كبيرة، فهو لا يغزو للغزو والنهب والسلب كالشنفرى وتأبط شرًّا، وإنما يغزو ليعين الهُلَّاك والفقراء والمرضى والمستضعفين من قبيلته، والطريف أنه لم يغير على كريم يبذل ماله للناس بل كان يتخير لغارته من عَرفوا بالشح والبخل ومن لا يمدون يد العون للمحتاج في قبائلهم، فلا يرعون ضعفًا ولا قرابة ولا حقًّا من حقوق أقوامهم, وبذلك كله تصبح الصعلكة عنده ضربًا من ضروب النبل الخلقي، وكأنها أصبحت صنوًا للفروسية؛ بل لعلها تتقدمها في هذه الناحية من التضامن الاجتماعي بين الصعلوك والمعوزين في قبيلته.
وبلغ عروة من ذلك أنه كان لا يؤثر نفسه بشيء على من يرعاهم من صعاليكه؛ فلهم مثل حظه غزوا معه أو قعد بهم المرض والضعف. وهو يضرب بذلك مثلًا رفيعًا في الرحمة والشفقة والبذل والإيثار.


قال عمر بن الخطاب ((رضي الله عنة)) للحطيئة: "كيف كنتم في حربكم. قال: كنا ألف فارس حازم.
قال: وكيف يكون ذلك؟
قال: كان (قيس بن زهير) فينا وكان حازما فكنا لا نعصيه، وكان فارسنا (عنترة) فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم، وكان فينا (الربيع بن زياد) وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه، وكان فينا (عروة بن الورد) فكنا نأتم بشعره. فكنا كما وصفت لك.
فقال عمر: صدقت". (5)


وكان عروة موسراً، وكان له ابن عم معسر، وكانا يسكنان الأردن وكان عروة كثيراً ما يعطف عليه ويبره، وكان ذاك يشكو إليه الحاجة، فلما أكثر عليه كتب إليه وتروى الأبيات لأبي عطاء السندي: (من الطويل)
إذا المرء لم يكسب معاشاً لنفسه ... شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلاً وأوشكت ... صلات ذوي القربى له أن تنكرا
فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
فما طالب الحاجات من حيث يبتغي ... من الناس إلا من أجد وشمرا
ولا ترض من عيش بدون ولا تنم ... وكيف ينام الليل من كان معسرا

وكان عبد الله بن جعفر ينهى معلم ولده أن يرويهم أبيات عروة هذه، ويقول: هي تدعوهم إلى الاغتراب عن أوطانهم.(3)



ذكر أن "معاوية" تذكر "عروة بن الورد"، فقال: "لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج منهم".
وأن "عبد الملك بن مروان" تذكره يوما، فقال: "ما يسرني أن أحدا من العرب ممن ولدني لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله:
وإني امرؤ عافى إنائي شركة ... وأنت امرؤ عافى إنائك واحد
وهو بيت يمثل خلق هذا الشاعر ومروءته التي أبت عليه ألا يشرك غيره من الضعفاء والمحتاجين فيما يحصل عليه ويناله من المتمكنين بالإكراه والقوة. إناؤه مليء لبنا، حتى يفيض ويكثر، فإن طرقه إنسان وجد اللبن أمامه، يشرب منه وهو شريكه فيه، شريكه في كل شيء عنده قل أو كثر، وهو يفتخر بذلك ويتبجح بإشراكه غيره إنائه على من حرص على ماله، وبخل بما عنده، مثل "قيس بن زهير"، الذي استأثر بما عنده، فلم يعط لمحتاج شيئا منه. فصار يسمن وغيره يجوع، على حين كان "عروة" يختار الجوع، ليأكل الجياع، لتعود إليهم القوة والحياة، ولا يبالي هو بنفسه إن جاع، وفي ذلك يقول:
وإني امرؤ عافى إنائي شركة ... وأنت امرؤ عافى إنائك واحد
أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى ... بوجهي شحوب الحلق والحق جاهد
أقسم جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء بارد
وكان قد قال هذه الأبيات ردا على أبيات "قيس بن زهير" التي خاطب بها "عروة" بقوله:
أذنب علينا شتم عروة خاله ... بغرة أحساء ويوما ببدبد
رأيتك ألَّافا بيوت معاشر ... تزال يد في فضل قعب ومرفد


وللأخفش حديث عن مروءة "عروة" وعن إنسانيته فيقول: "عن ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: حدثني أبو فقعس، قال: كان عروة إذا أصابت الناس سنة شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف؛ وكان عروة يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس، من عشيرته في الشدة، ثم يحفر لهم الأسراب، ويكنف عليهم الكنف، ويكسبهم، ومن قويَ منهم، إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته، خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيبا، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا، وذهبت السنة، ألحق كل إنسان بأهله، وقسم له نصيبه من غنيمة إن كانوا غنموها، وربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي: عروة الصعاليك".


ومن هنا عد من أصحاب الكرم والسماحة والسخاء. حتى قيل إن عبد الملك قال: "من زعم أن حاتما أسمح الناس، فقد ظلم عروة بن الورد". وقيل إنه بلغه عن رجل من بني "كنانة بن خزيمة"، أنه من أبخل الناس وأكثرهم مالا، فبعث عليه عيونا، فأتوه بخبره فشد على إبله فاستقاها ثم قسمها في قومه. فقال عند ذلك:
ما بالثراء يسود كل مسود ... مثر ولكن بالفعال يسود
بل لا أكاثر صاحبي في يسره ... وأصد إذ في عيشه تصريد
فإذا غنيت فإن جاري نيله ... من نائلي وميسّري معهود
وإذا افتقرت فلن أرى متخشعا ... لأخي غنى معروفه مكدود
فالسيد بفعاله، وأعماله لا بالمال. وهو يقول في شعر له، إن فراشه فراش الضيف، وأن بيته بيت للضيوف، ويجالس الضيف ويحادثه، فالحديث جزء من القرى:
فراشي فراش الضيف والبيت بيته ... ولم يلهني عنه غزال مقنع
أحدثه إن الحديث من القرى ... وتعلم نفسي أنه سوف يهجع (4) (6)

ومن مناقبة :
ما روى ابن شيبة عن عامر بن جابر، قال: كان لا يدخل المدينة احد من طريق واحد من ثنية الوداع فان لم يعشر بها أي ينهق كالحمار عشرة أصوات في طلق واحد مات قبل أن يخرج منها، فإذا وقف على الثنية قبل أن يدخل ودع فسميت ثنية الوداع حتى قدم عروة بن الورد العبسي .
فقيل له: عشر بها فلم يعشر
وأنشأ يقول: لعمري لئن عشرت من خشية الردى ,,, نهاق حمير أنني لجزوع
ثم دخل فقال: يا معشر يهود، ما لكم وللتعشير ؟
قالوا: انه لا يدخلها أحد من غير أهلها، فلم يعشر بها الا مات، أو لا يدخلها أحد من غير ثنية الوداع الا قتله الهزال، فلما ترك عروة التعشير تركه الناس ودخلوا من كل ناحية. (1)



قامت امرأة عروة بن الورد العبسي بعد أن طلقها في النادي فقالت: أما إنك والله الضحوك مقبلاً، السكوت مدبراً، خفيف على ظهر الفرس، ثقيل على متن العدو، رفيع العماد، كثير الرماد، ترضي الأهل والجانب. (7)


له " ديوان شعر " شرحه ابن السكيت . (2)


لا أريد الإطالة وإن كان مثل هذا العلم يستحق أن يؤلف عنة كتاب لكني وجدت المؤرخ الأستاذ الدكتور جواد علي رحمة الله تعالى تكلم عنة في موسوعة الأكثر من رائعة ( المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام ) وبالتحديد الفصل الستون بعد المائة: الشعراء الصعاليك .
لمن أراد المزيد عن الصعاليك و أميرهم عروة الصعاليك يرجع إلية .

____________________________________________

المراجع :
1- سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد للصالحي .
2- الأعلام للزركلي .
3- التذكرة الحمدونية لأبن حمدون .
4- المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي .
5- تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي شوقي ضيف .
6- العقد الفريد لأبن عبد ربة الأندلسي .
7- نثر الدر للآبي .

الأحد، 25 مايو 2014

بين البطل الفاتح محمد بن القاسم الثقفي والأسكندر المقدوني




أطنب المؤرخون في مدح اسكندر الأعظم ، لأنه فتح بلادًا في آسيا الغربية وعمره خمس وعشرون سنة .

أما محمد بن القاسم فكما قال الشاعر :

ساس الرجال لسبع عشرة حجة

                    ولذاته عن ذاك في اشتغال

لم يبلغ السابعة عشرة من عمره حينما ناشب السنديين القتال ، وأذاقهم فيه ما دونه الموت الزؤام ، فأي وزن يقام لاسكندر من هذه الجهة في جانب بطلنا المغوار ، ثم لاحظ أن فتوحات (اسكندر) كانت كسحابة صيف تغشت سماء الهند ، وما لبث أن تقشعت فلم تترك وراءها عينًا ولا أثرًا ، وزد على ذلك أن الملوك الذين جاذبوه حبل الحرب والقتال لم يكن أحد منهم يضاهي (راجة داهر) الذي ناهض محمد بن القاسم وقارعه مقارعة الأبطال ، حتى خر الراجة قتيلًا في ميدان الحرب .


وأيضًا كان (اسكندر) يعمل الحيل والمكايد لفتح البلاد وربما كان يشن الغارة على الفلاحين الآمنين والقاعدين عن الحرب ، ويفتك بهم فتكًا ذريعًا لا تجيزه المروءة والشرائع .
وضغث على إبالة ان (اسكندر) قد ألهبته حمية الكأس فجعل يعجب بنفسه وأعماله بعد عدة فتوحات ، وبلغ منه الشمخ بأنفه أن أباح للناس أن يخروا له سجدًا ، أما محمد بن القاسم ، فلم يعرف الغدر ، ولم يحتل بحيلة ذميمة ولم يظلم أحدًا من المساكين والفلاحين الآمنين والقاعدين عن الحرب ، وكذلك كان متواضعًا لله رفيقًا بعباده ، ولم يعجب بنفسه حتى إنه خضع لأمر الخليفة من غير تلجلج ، ورضي بالحبس والسجن بارًا بما عاهد عليه من طاعة .
أما انه لم يفتح البلاد مثل ما فتح (اسكندر) فلا يضيره شيئًا . لأنه لم يفسح له في أجله ، وإلا ، كما اعترف (Elliot) " لم يكن غير بعيد أن يخترق جدران الهند ويصل الصين فاتحًا الممالك والبلاد " .

وعامل محمد أهل البلاد معاملة ، جعلهم بها يبكون له حينما بلغهم خبر عزله . قال البلاذري : (فبكي أهل الهند على محمد وصوروه بالكبرج) .

فأين (اسكندر) من محمد ، وأين الأرض من السماء ، وأين الثرى من الثريا ؟ وإنما أتينا بشيء من التفصيل في ذكر محمد بن القاسم ، لأن مؤرخي الإفرنج لا يذكرونه ولا ينوهون بمآثره وجلائل أعماله أصلًا ، حتى إن عصر المسلمين في الهند يبتدئ في كتبهم بمحمود الغزنوي ، واقتفى أثرهم أمير البيان في حواشيه ، فبدأ فصله « في تاريخ الممالك الإسلامية الهندية » بالغزونية ولم يعط العرب ما كان لهم من حق في تاريخ الممالك الإسلامية وللأمير - حفظه الله - عذر في هذا الباب لأن اعتماده على كتب الإفرنج وهم قلما ينصفون العرب والمسلمين .


مسعود عالم الندوي


الأربعاء، 7 مايو 2014

الرحالة الحسن بن الوزان ( أو كما تسمية الرواية الأوروبية ليون الأفريقي )





















المصدر : تراجم إسلامية شرقية وأندلسية للعلامة محمد عبدالله عنان رحمه الله تعالى .
مصدر الصورة : ويكيبيديا .

أبو بكر الثاني أول رحالة للعالم الجديد




أبو بكر الثاني (القرن 14 الميلادي) هو تاسع مانسا حكم امبراطورية مالي ، يعتقد أنه سبق كريستوفر كولومبوس في اكتشاف أمريكا بعد أن تنازل عن حكمه بعد عام واحد من تنصيبه لاكتشاف حدود المحيط.


ما يعرف عن ملوك امبراطورية مالي مأخوذ مما كتبه العلماء العرب ، منهم المؤرخ العمري ، وأبو سعيد عثمان الداخلي ، وابن خلدون ، وابن بطوطة .


اكتشافه لأمريكا : كانت امبراطورية مالي ذات ثراء فاحش ، وعاصمتها تمبكتو يطلق عليها عاصمة الذهب ، لكن الإمبراطور تخلى عن العرش عام 1311 للقيام برحلة لعبور المحيط الأطلسي ، وقام بتجهيز نحو 200 سفينة بمصاحبة نحو 2000 زورق إضافي ، أي أنه سبق رحلة كولمبوس بنحو 200 عام ، وقد أكد كريستوفر كولومبوس في مخطوطة كتبها بيده أن الأفارقة سبقوه في الوصول إلى القارة الأميركية ، بدليل أن سكان أميركا الأصليين تعلموا كيفية إشابة وصهر الذهب ومزجه بالمعادن الأخرى ، وأضاف كولومبوس أن تلك طريقة إفريقية خالصة ، ومن غير المعقول أن يكون سكان أميركا تعلموها بحرفية إفريقية مصادفة .


الذي سرد ​​قصة مغامرة أبي بكر هو خليفته أخوه الأصغر مانسا موسى ، حينما غادر تمبكتو إلى مكة عام 1324 لأداء الحج ، وكانت قافلته تشتمل على آلاف الناس والجمال ، وعندما وصل إلى مصر التقى بالمؤرخ العمري ، الذي دون ما قاله موسى عن رحلة أخيه ، وذكر أن أبا بكر قبل أن ينطلق أجرى العديد من التجارب على السفن ، وقام باختبار قوة تحملها ، واستعان بخبرات عربية لصناعة سفن شبيهة بتلك العربية ، ثم قام بتحميل السفن بمؤونة غذائية مجففة تكفي لعامين ، إضافة إلى أطنان الذهب لمقايضتها مع سكان المجهول ، لكن أبا بكر لم يكن واثقا بعودته على قيد الحياة ، وهذا ما دفعه إلى التنازل عن الحكم ، ومن بين 200 سفينة مالية مغادرة لم يعد منها إلى أرض الوطن سوى سفينة واحدة فقط .


وقال قائد تلك السفينة الناجية : « لقد أبحرنا مدة طويلة جدا، إلى أن وصلنا إلى منتصف المحيط ، ثم دخلنا إلى مكان شبيه بالنهر وذي تيار عال ومخيف ، وكانت سفينتي في المؤخرة ، وكنت أشاهد السفن أمامي مستمرة في التقدم إلى الأمام مع التيار ، ثم تدريجيا اختفوا تماما ، ولم أر أحدا لاحقا، أما أنا ، فقد آثرت العودة من حيث انطلقت » .


يؤكد كولمبوس أيضا أنه عندما وصل إلى العالم الجديد وجد أناسا يشبهون الأفارقة في أشكالهم وهيئتهم ، وهذا يدل على أن أبا بكر نجا من الموت ثم استقر في أميركا .


هناك علماء مثل الفرنسي ايفان فان سيرتيما والذي عمل في جامعة جامعة روتجرز ، والعالم المالي جاوسوس دياوارا ذكروا أن أبا بكر الثاني نجح في الوصول إلى العالم الجديد .


(ويكيبيديا)

الاثنين، 5 مايو 2014

رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان





لما ورد أبو الفتوح الجرجاني الأندلس كان أول من لقي من ملوكها الأمير الموفق أبا الجيش مجاهدا العامري ، فأكرمه وبالغ في إكرامه ، فسأله يوما عن رفيقه : من هذا معك ؟ فقال :
رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان

قال أبو محمد : ثم لقيت بعد ذلك أبا الفتوح فأخبرني عن بعض شيوخه أن ابن الأعرابي (1) رأى في مجلسه رجلي يتحادثان ، فقال لأحدهما : من أين أنت ؟
فقال : من إسبيجاب (2) .
وقال للآخر: من أين أنت ؟ فقال : من الأندلس .
فعجب ابن الأعرابي ،  فأنشد البيت المقدم ، ثم أنشدني تمامها :
نزلت على قيسية يمنية ... لها نسب في الصالحي هجان
فقالت وأرخت حانب الستر دوننا ... لأية أرض أم من الرجلان؟
فقلتُ لها : أما رفيقي فومه ... تميم وأما أسرتي فيماني
رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان (3)
_____________________________________

(1) من أعلام العراق في القرن الثالث الهجري .
(2) اسم بلدة كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان . معجم اللبلدان للحموي 1/179 .
(3)معجم الأدباء للحموي 2/744 .

السبت، 3 مايو 2014

السيرة النبوية للناشئة


سيرة خاتم النبيين للأطفال كتبها العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي الهندي رحمه الله تعالى
للقراءة المباشرة :
http://ia600908.us.archive.org/23/items/abuyaala_sira_nadwi/sira_nadwi.pdf

مصدر الكتاب القيم :
http://hind-islamic.blogspot.com/2013/07/blog-post.html


كتاب آخر مهم :

سيرة الرسول صلى الله علية وسلم 
للأطفال والفتيان
للدكتور عبدالحليم عويس رحمة الله تعالى :
للقراءة المباشرة :
https://ia902309.us.archive.org/9/items/alseura/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84.pdf

المصدر :
https://archive.org/details/alseura

 قصص النبيين للأطفال كتبها العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي الهندي رحمه الله تعالى


للقراءة المباشرة :
https://ia801400.us.archive.org/26/items/WAQ32592/32592.pdf

المصدر :


وللمزيد من قصص سيدنا أبوالقاسم صلى الله عليه وسلم وإخوانة الأنبياء عليهم السلام وسيرة الصحابة رضي الله عنهم , عليكم بهذة الموسوعة القيمة :-

 الموسوعة الذهبية للطفل المسلم - فضيلة الشيخ محمود المصري (أبو عمار) - 16 مجلد
https://archive.org/details/GoldenEncyclopedia