بسم الله الحمد لله كالذي نقول وخيرا مما نقول والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آلة وصحبة ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ,
وبعد :
الامام السرماري رضي الله عنه من أئمة المسلمين الذي يجهلة الكثير من المسلمين في العصر الحديث مع الأسف , بطل سيرة أقرب للخيال , شجاعة ودين وكان من أئمة ذاك الزمان , ذكرة الامام الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء , فهذة سيرة هذا البطل االذي قل نظيرة في البشر :-
الامام، الزاهد، العابد المجاهد، فارس الاسلام، أبو إسحاق: من أهل سرمارى ، من قرى بخارى .
حدث عنه :وأبو عبد الله البخاري في " صحيحه " .
وكان أحد الثقات.
وبشجاعته يضرب المثل.
قال إبراهيم بن عفان البزاز : كنت عند أبي عبد الله البخاري ، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري ،
فقال : ما نعلم في الاسلام مثله .
فخرجت ، فإذا أحيد رئيس المطوعة ، فأخبرته ، فغضب ودخل على البخاري ،
وسأله ، فقال : ما كذا قلت : بل : ما بلغنا أنه كان في الاسلام ولا الجاهلية مثله.
قال أبو صفوان : دخلت على أبي يوما ، وهو يأكل وحده ، فرأيت في مائدته عصفورا يأكل معه ، فلما رآني طار .
وعن أحمد بن إسحاق ، قال : ينبغي لقائد الغزاة أن يكون فيه عشر خصال :
أن يكون في قلب الاسد : لا يجبن ،
وفي كبر النمر : لا يتواضع ،
وفي شجاعة الدب : يقتل بجوارحه كلها ،
وفي حملة الخنزير : لا يولي دبره ،
وفي غارة الذئب : إذا أيس من وجه أغار من وجه ،
وفي حمل السلاح كالنملة : تحمل أكثر من وزنها ،
وفي الثبات كالصخر ،
وفي الصبر كالحمار ،
وفي الوقاحة كالكلب : لو دخل صيده النار لدخل خلفه ،
وفي التماس الفرصة كالديك .
قال إبراهيم بن شماس :
كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري ، فكتب إلي :
إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزية في شراء الاسرى ، فاكتب إلي .
فكتبت إليه ، فقدم سمرقند ، فخرجنا ، فلما علم جعبويه ، استقبلنا في عدة من جيوشه ، فأقمنا عنده ، فعرض يوما جيشه ، فمر رجل ، فعظمه ، وخلع عليه ، فسألني عنه السرماري ، فقلت :
هذا رجل مبارز ، يعد بألف فارس .
قال : أنا أبارزه .
فسكت ، فقال جعبويه : ما يقول هذا ؟
قلت : يقول كذا وكذا .
قال : لعله سكران لا يشعر ، ولكن غدا نركب ،
فلما كان الغد ركبوا ، فركب السرماري معه عمود في كمه ، فقام بإزاء المبارز ، فقصده ، فهرب أحمد حتى باعده من الجيش ، ثم كر ، وضربه بالعمود قتله ، وتبع إبراهيم بن شماس ، لانه كان سبقه ، فلحقه ،
وعلم جعبويه ، فجهز في طلبه خمسين فارسا نقاوة ، فأدركوه ، فثبت تحت تل مختفيا ، حتى مروا كلهم ، واحدا بعد واحد ، وجعل يضرب بعموده من ورائهم ، إلى أن قتل تسعة وأربعي ن، وأمسك واحدا ، قطع أنفه وأذنيه ، وأطلقه ليخبر ، ثم بعد عامين توفي أحمد ، وذهب ابن شماس في الفداء ،
فقال له جعبويه : من ذاك الذي قتل فرساننا ؟
قال : ذاك أحمد السرماري .
قال : فلم لم تحمله معك ؟
قلت : توفي ، فصك في وجهي ،
وقال : لو أعلمتني أنه هو لكنت أعطيه خمس مئة برذون ، وعشرة آلاف شاة .
عن عمران بن محمد المطوعي : سمعت أبي يقول : كان عمود المطوعي السرماري وزنه ثمانية عشر منا ، فلما شاخ جعله اثني عشر منا ، وكان به يقاتل .
قال عبيد الله بن واصل ، سمعت أحمد السرماري يقول ، وأخرج سيفه ، فقال : أعلم يقينا أني قتلت به ألف تركي ، وإن عشت قتلت به ألفا أخرى ، ولولا خوفي أن يكون بدعة لامرت أن يدفن معي .
وعن محمود بن سهل الكاتب ، قال : كانوا في بعض الحروب يحاصرون مكانا، ورئيس العدو قاعد على صفة ، فرمى السرماري سهما ، فعرزه في الصفة ، فأومأ الرئيس لينزعه ، فرماه بسهم آخر خاط يده ، فتطاول الكافر لينزعه من يده ، فرماه بسهم ثالث في نحره ، فانهزم العدو ، وكان الفتح .
قلت : أخبار هذا الغازي تسر قلب المسلم .
قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: توفي في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وأربعين ومئتين ، رحمه الله تعالى ، فإنه كان مع فرط شجاعته من العلماء العاملين العباد .
قال ولده أبو صفوان : وهب المأمون لابي ثلاثين ألفا ، وعشرة أفراس ، وجارية ، فلم يقبلها .
سير أعلام النبلاء الجزء الثالث عشر .. الصحفة من 35 الى 40
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق