سَنْجَر .
الأمير الكبير، العالِم، المحدّث، عَلَمُ الدِّين، أبو مُوسَى التُّركيّ، البرلي، الدُّوَيْداريّ، الصالحيّ. وُلِدَ سنة نيَّفٍ وعشرين وستمائة، وقدِم من التّرْك فِي حدود الأربعين وستمائة. وكان مليح الشكل، مهيبا، كبير الوجه، خفيف اللّحية، صغير العَين، ربعَةً من الرجال، حَسَن الخَلْق، والخُلُق.
فارسا، شجاعا، ديِّنًا، خيِّرًا، عالما، فاضلا، مليح الخطّ، حافظا لكتاب اللَّه.
قرأ القرآن بمكة على الشَّيْخ جبريل الدّلاصيّ، وغيره. وحفظ:
«الإشارة» فِي الفقه لسُليم الرّازيّ، وهي فِي أربعة كراريس. وحصل له عناية.
بالحديث وبسماعه سنة بضعٍ وخمسين.
فسمع الكثير، وكتب بخطه، وحصل الأصول. خرج المِزّيّ جزءين «عوالي» ، وخرج له البِرْزاليّ «معجما» فِي أربعة عَشْر جزءا، وخرج له ابن الظاهريّ قبل ذلك شيئا.
وحج ستّ مرّات. وكان يُعرف عند المكّيين بالسّتُوريّ لأنّه أول من سار بكسوة البيت بعد أخْذ بغداد من الدّيار المصرية.
وقبل ذَلِكَ كانت تأتيها الأستار من الخليفة.
وحجَّ مرَّةً هُوَ واثنان من مصر على الهُجن.
وروى عن: الزكي عَبْد العظيم، والرشيد العَطَّار، والكمال الضّرير، وابن عَبْد السلام، والشرف المُرسي، وعبد الغني بْن بنين، وإبراهيم بْن بشارة، وأحمد بْن حامد الأرتاحيّ، وإسماعيل بْن عَزُّون، وسعد اللَّه بْن أبي الفُضَيْل التُّنوخيّ، وعبد اللَّه بْن يُوسُف بْن اللّمط، وعبد الرَّحْمَن بْن يوسف المنبجي، ولا حق الأرتاحيّ، وأبي بَكْر بْن مكارم، وفاطمة بِنْت الملثّم بالقاهرة، وفاطمة بِنْت الحزام الحِمْيريّة بمكة، وابن عَبْد الدّائم، وطائفة بدمشق، وهبة اللَّه بْن زُوين، وأحمد بْن النّحّاس بالإسكندرية، وعبد اللَّه بْن علي بْن معزوز بمُنْية بني خصيب، وبأنطاكيّة، وحلب، وبَعْلَبَكَّ، والقدس، وقوص، والكَرَك، وصفد، وحماة، وحمص، وينبُع، وطيبة، والفيّوم، وجدة. وقل من أنجب من التُّرْك مثله.
وقد سمع منه خَلْقٌ بدمشق والقاهرة. وشهد الوقعة وهو ضعيف، ثُمَّ التجأ بأصحابه إلى حصن الأكراد فتُوُفيّ به ليلة الجمعة ثالث رجب.
_________________________
الذهبي (المتوفى: 748هـ): تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 52 / 409-410 - دار الكتاب العربي - الطبعة: الثانية، 1413 هـ - 1993 م.
___________________________
___________________________
دار الحديث الدوادارية والمدرسة والرباط
قال ابن كثير في سنة ثمان وتسعين وستمائة: وفيها وقف الأمير علم الدين سنجر الدوادار رواقه داخل باب الفرج دار حديث ومدرسة وولي مشيخته الشيخ علاء الدين بن العطار وحضر عنده القضاة والأعيان وعمل لهم ضيافة انتهى.
وقال الذهبي في العبر في سنة تسع وتسعين وستمائة: الأمير الكبير علم الدين سنجر التركي الصالحي كان من نجباء الترك وشجعانهم وعلمائهم وله مشاركة جيدة في الفقه والحديث. وفيه ديانة وكرم وسمع الكثير من الزكي المنذري2 والرشيد العطار3 وطبقتهما وله معجم كبير وأوقاف بدمشق والقدس تحيز إلى حصن الأكراد فتوفي به رحمه الله تعالى في شهر رجب عن بضع وسبعين سنة انتهى. وقال الصلاح الصفدي في حرف السين المهملة: سنجر الأمير الكبير العالم المحدث أبو موسى الدواداري ولد سنة نيف وعشرين وستمائه وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وتسعين وستمائه وقدم من الترك في حدود سنة اربعين وستمائه وكان مليح الشكل مهيبا كبير الوجه خفيف اللحيه صغير العينين ربعه من الرجال حسن الخلق والخلق فارسا شجاعا دينا خيرا عالما فاضلا مليح الخط حافظا لكتاب الله تعالى قرأ القرآن على الشيخ نجيب الدلاصي وغيره وحفظ الإشارة في الفقه للشيخ سليم الرازي1 وحصل له عناية بالحديث وسماعه سنة بضع وخمسين وسمع الكثير وكتب بخطه وحصل الأصول وخرج له المزي جزءين عوالي وخرج له البرزالي معجما في أربعة عشر جزءا وخرج له ابن الظاهري قبل ذلك معجما.
سار بكسوة البيت الشريف بعد أن أخذ بغداد من الديار المصرية وقبل ذلك كان نائبها الاستادار من الخليفة وحج مرة هو واثنان من مصر على الهجن وكان من الاسرى في أيام الظاهر ثم أعطى امرية بحلب ثم قدم دمشق وولي الشدمرة ثم كان من أصحاب سنقر الأشقر ثم أمسك ثم أعيد إلى رتبته وأكثر ثم أعطى خبزا وتقدمة على الالف وتقلبت به الاحوال وعلت رتبته في دولة الملك المنصور حسام الدين لاشين2 وقدمه على الجيش في غزوة سيس وكان لطيفا مع أهل الصلاح والحديث يتواضع لهم ويحادثهم ويؤانسهم ويصلهم وله معروف كثير وأوقاف بدمشق والقدس وكان مجلسه عامرا بالعلماء والشعراء والأعيان وسمع الكثير بمصر والشام والحجاز وروي عن الزكي عبد العظيم3 والرشيد العطار وابن عبد السلام4 والكمال لضرير1 والشرف المرسي وعبد الغني بن بنين2 وإبراهيم بن بشارة وأحمد ابن حامد الأرتاحي وإسماعيل بن عزون3 وسعد الله أبي الفضل الفتوحي وعبد الله بن يوسف بن اللمط4 وعبد الرحمن بن يوسف المنبجي ولاحق الأرتاحي5 وأبي بكر بن مكارم وفاطمة بنت الملثم بالقاهرة وفاطمة بنت الحزام الحميرية بمكة المشرفة وابن عبد الدائم6 وطائفة بدمشق وهبة الله ابن رزين وأحمد بن النحاس7 بالاسكندرية وعبد الله بن علي بن معن وبأنطاكية وحلب المحمية وبعلبك والقدس وقوص والكرك وصفد وحماة وحمص وطيبة والفيوم وجدة وقل من أنجب من الترك مثله وسمع منه خلق بدمشق والقاهرة وشهد الوقعة وهو ضعيف ثم التجأ بأصحابه إلى حصن الأكراد فتوفي به ليلة الجمعة ثالث شهر رجب بتاريخ تقدم انتهى.
قلت وكان الشيخ فتح الدين به خصيصا ينام عنده ويساهره فقال لي: كان الامير علم الدين قد لبس الفقيري وتجرد وجاء مكة فجاور بها وكتب الطباق بخطه وكانت في وجهة آثار الضروب من الحروب وكان إذا خرج إلى غزوة خرج طلبة كذا وهو في زيه وإلى جانبه شخص يقرأ عليه جزءا فيه أحاديث الجهاد وقال: إن السلطان حسام الدين لاجين رتبه في عمارة جامع ابن طولون وفوض أمره إليه فعمره وعمر وقوفه وقرر فيه دروس الفقه والحديث وجعل من جملة ذلك وقفا يختص بالديوك التي تكون في سطح الجامع في مكان مخصوص بها وزعم ان الديوك تعين الموقتين وتوقظ المؤذنين في الاسحار وضمن ذلك كتاب وقف فلما قرئ على السلطان أعجبه ما اعتمده في ذلك فلما انتهى إلى ذكر الديوك أنكر ذلك وقال: ابطلوا هذه لا يضحك الناس علينا وكان سبب أختصاص فتح الدين به أنه سأل الشيخ.
شرف الدين الدمياطي عن وفاة البخاري فلما استحضر تاريخها فسأل فتح الدين عن ذلك فأجابه وغالب رؤساء دمشق وكبارها وعلماؤها نشوءه وجمع الشيخ كمال الدين بن الزملكاني مدائحه في مجلدين أو واحد وكتب ذلك بخطه وكتب إليه علاء الدين الوداعي1 بولد أسمه عمر ومن خطه نقلت:
قل للآمير وعزه في نجله ... عمر الذي أجرى الدموع أجاجا
حاشاء يظلم ربع صبرك بعدما ... أمسى لسكان الجنان سراجا
ومن خطه نقلت:
علم الدين لم يزل في طلاب الـ ... ـعلم والزهد سائحا زمالا
فيرى الناس رأيين ووراء ... عند الأربعين وأبدالا كذا
دار الحديث الدوادارية والمدرسة والرباط
قال ابن كثير في سنة ثمان وتسعين وستمائة: وفيها وقف الأمير علم الدين سنجر الدوادار رواقه داخل باب الفرج دار حديث ومدرسة وولي مشيخته الشيخ علاء الدين بن العطار وحضر عنده القضاة والأعيان وعمل لهم ضيافة انتهى.
وقال الذهبي في العبر في سنة تسع وتسعين وستمائة: الأمير الكبير علم الدين سنجر التركي الصالحي كان من نجباء الترك وشجعانهم وعلمائهم وله مشاركة جيدة في الفقه والحديث. وفيه ديانة وكرم وسمع الكثير من الزكي المنذري2 والرشيد العطار3 وطبقتهما وله معجم كبير وأوقاف بدمشق والقدس تحيز إلى حصن الأكراد فتوفي به رحمه الله تعالى في شهر رجب عن بضع وسبعين سنة انتهى. وقال الصلاح الصفدي في حرف السين المهملة: سنجر الأمير الكبير العالم المحدث أبو موسى الدواداري ولد سنة نيف وعشرين وستمائه وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وتسعين وستمائه وقدم من الترك في حدود سنة اربعين وستمائه وكان مليح الشكل مهيبا كبير الوجه خفيف اللحيه صغير العينين ربعه من الرجال حسن الخلق والخلق فارسا شجاعا دينا خيرا عالما فاضلا مليح الخط حافظا لكتاب الله تعالى قرأ القرآن على الشيخ نجيب الدلاصي وغيره وحفظ الإشارة في الفقه للشيخ سليم الرازي1 وحصل له عناية بالحديث وسماعه سنة بضع وخمسين وسمع الكثير وكتب بخطه وحصل الأصول وخرج له المزي جزءين عوالي وخرج له البرزالي معجما في أربعة عشر جزءا وخرج له ابن الظاهري قبل ذلك معجما.
سار بكسوة البيت الشريف بعد أن أخذ بغداد من الديار المصرية وقبل ذلك كان نائبها الاستادار من الخليفة وحج مرة هو واثنان من مصر على الهجن وكان من الاسرى في أيام الظاهر ثم أعطى امرية بحلب ثم قدم دمشق وولي الشدمرة ثم كان من أصحاب سنقر الأشقر ثم أمسك ثم أعيد إلى رتبته وأكثر ثم أعطى خبزا وتقدمة على الالف وتقلبت به الاحوال وعلت رتبته في دولة الملك المنصور حسام الدين لاشين2 وقدمه على الجيش في غزوة سيس وكان لطيفا مع أهل الصلاح والحديث يتواضع لهم ويحادثهم ويؤانسهم ويصلهم وله معروف كثير وأوقاف بدمشق والقدس وكان مجلسه عامرا بالعلماء والشعراء والأعيان وسمع الكثير بمصر والشام والحجاز وروي عن الزكي عبد العظيم3 والرشيد العطار وابن عبد السلام4 والكمال لضرير1 والشرف المرسي وعبد الغني بن بنين2 وإبراهيم بن بشارة وأحمد ابن حامد الأرتاحي وإسماعيل بن عزون3 وسعد الله أبي الفضل الفتوحي وعبد الله بن يوسف بن اللمط4 وعبد الرحمن بن يوسف المنبجي ولاحق الأرتاحي5 وأبي بكر بن مكارم وفاطمة بنت الملثم بالقاهرة وفاطمة بنت الحزام الحميرية بمكة المشرفة وابن عبد الدائم6 وطائفة بدمشق وهبة الله ابن رزين وأحمد بن النحاس7 بالاسكندرية وعبد الله بن علي بن معن وبأنطاكية وحلب المحمية وبعلبك والقدس وقوص والكرك وصفد وحماة وحمص وطيبة والفيوم وجدة وقل من أنجب من الترك مثله وسمع منه خلق بدمشق والقاهرة وشهد الوقعة وهو ضعيف ثم التجأ بأصحابه إلى حصن الأكراد فتوفي به ليلة الجمعة ثالث شهر رجب بتاريخ تقدم انتهى.
قلت وكان الشيخ فتح الدين به خصيصا ينام عنده ويساهره فقال لي: كان الامير علم الدين قد لبس الفقيري وتجرد وجاء مكة فجاور بها وكتب الطباق بخطه وكانت في وجهة آثار الضروب من الحروب وكان إذا خرج إلى غزوة خرج طلبة كذا وهو في زيه وإلى جانبه شخص يقرأ عليه جزءا فيه أحاديث الجهاد وقال: إن السلطان حسام الدين لاجين رتبه في عمارة جامع ابن طولون وفوض أمره إليه فعمره وعمر وقوفه وقرر فيه دروس الفقه والحديث وجعل من جملة ذلك وقفا يختص بالديوك التي تكون في سطح الجامع في مكان مخصوص بها وزعم ان الديوك تعين الموقتين وتوقظ المؤذنين في الاسحار وضمن ذلك كتاب وقف فلما قرئ على السلطان أعجبه ما اعتمده في ذلك فلما انتهى إلى ذكر الديوك أنكر ذلك وقال: ابطلوا هذه لا يضحك الناس علينا وكان سبب أختصاص فتح الدين به أنه سأل الشيخ.
شرف الدين الدمياطي عن وفاة البخاري فلما استحضر تاريخها فسأل فتح الدين عن ذلك فأجابه وغالب رؤساء دمشق وكبارها وعلماؤها نشوءه وجمع الشيخ كمال الدين بن الزملكاني مدائحه في مجلدين أو واحد وكتب ذلك بخطه وكتب إليه علاء الدين الوداعي1 بولد أسمه عمر ومن خطه نقلت:
قل للآمير وعزه في نجله ... عمر الذي أجرى الدموع أجاجا
حاشاء يظلم ربع صبرك بعدما ... أمسى لسكان الجنان سراجا
ومن خطه نقلت:
علم الدين لم يزل في طلاب الـ ... ـعلم والزهد سائحا زمالا
فيرى الناس رأيين ووراء ... عند الأربعين وأبدالا كذا
وقال فيه لما اخذ في دويرة السميساطي بيتا:
لدويرة الشيخ السميساطي من ... دون البقاع فضيلة لا تجهل
هي موطن للأولياء ونزهة ... في الدين والدنيا لمن يتأمل
كملت معاني فضلها مذ حلها ... العالم الفرد الغياث الموئل
إني لأنشد كلما شاهدتها ... ما مثل منزلة الدويرة منزل
انتهى.
___________________________________________
عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي (المتوفى: 927هـ): الدارس في تاريخ المدارس 49 إلى 52- دار الكتب العلمية - الطبعة: الأولى 1410هـ - 1990م.