نص المحاضرة التي ألقاها د. فؤاد سزكين بقاعة المحاضرات بمركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية بتاريخ 15 / 4 / 1980م
"تاريخ التراث العربي" أهدافي ومنهجي في إعداده.
بعد أن انتصر تيار معاداة اللاتين للعرب في البيئات الدينية والثقافية في أوروبا - وهو ما أشير إليه في محاضرتي التالية - بدأت في النصف الأول من القرت السابع عشر الميلادي ظاهرة الاستشراق.
وإن أول أسم معروف لنا في هذا المضمار هو العالم الهولندي ياكوب كوليوس Jacobus Golius وقد جمع في مدينة ليدن مجموعة من المخطوطات العربية لا بأس بها ونشر بعضها بين سنوات 1623 – 1656م, وذلك مثل لامية العجم للطغرائي والمقامة الأولى للحريري وقصيدة لأبي العلاء المعري.
ثم تبعه عدد من المستشرقين الذين ترجموا بعض الآثار الشعرية كالمعلقات السبع, وحماسة أبي تمام, وقصيدة تابط شراً.
ولما زادت درجة الاهتمام بالعمل الاستشراقي رأي بعض العلماء في أواسط القرن التاسع عشر ضرورة أن يؤلفوا بعض المراجع في العلوم العربية.
ولما زادت درجة الاهتمام بالعمل الاستشراقي رأي بعض العلماء في أواسط القرن التاسع عشر ضرورة أن يؤلفوا بعض المراجع في العلوم العربية.
وقـــد ألـف وستنـفلد F. Wustenfeld الألماني (تاريخ الأطباء العرب) سنة 1840م.
وصدر بعد سنتين من نشر الكتاب السابق كتاب العالم اللاتيني ونريخ G.Wenrich وهو يتناول الترجمات العربية عن الإغريقية.
ويعد من غرائب القرن التاسع عشر ظهور كتاب ضخم في سبعة أجزاء بعنوان تاريخ الأدب العربي لمؤلفه هامَّر بورجشتال J.Hammer - Purgstall وقد نشر في فينا بين سنوات 1850 – 1856م.
ومن أهم ما نشر في أواخر القرن التاسع عشر فهرس مكتبة برلين الذي ألفه آلوارد W.Ahlwardt في عشرة مجلدات كبيرة بين سنوات 1887 – 1899م.
واستطاع كارل بروكمان C.Brockelmann معتمداً على فهرس آلوارد أن يؤلف كتابه "تاريخ الأدب العربي" في مجلدين بين سنوات 1898 – 1902م.
وكانت هناك محاولات أخرى هامة تمت في أواخر القرن التاسع عشر أو في منقلب هذا القرن إلى القرن العشرين. وذلك مثل الكتب الثلاثة التي أصدرها شتاينشايدر M.Steinschneider عن الترجمات العربية من الإغريقية, والترجمات العبرية عن العربية, وترجمات الكتب العربية إلى اللغات الأوروبية ... إلى غاية القرن السابع عشر الميلادي, ومثل كتاب العالم السويسري زوتر H.Suteعن الرياضيين والفلكيين العرب وكتبهم. وقد استطاع أن يضمن كتابه أسماء - 500 - خمسمائة عالم رياضي وفلكي عربي وكتبهم, مع الإشارة إلى المخطوطات المعروفة لديه في مكتبات أوروبا ودار الكتب المصرية في القاهرة, معتمداً في ذلك على الفهارس المنشورة.
ولقد اتسعت حدود الدراسات الاستشراقية في القرن العشرين سنة بعد سنة, حتى اضطر بروكلمان إلى أن يعد ملحقاً في ثلاثة مجلدات, صدرت بين سنوات 1937 – 1942م.
وكان الاعتقاد السائد أن تاريخ العلوم العربية والإسلامية لا يمكن أن يكتب إلا بعد أن يعد ثبت بأعمال المسلمين والعرب في مختلف العلوم, وإن هذا العمل أيضاً ينبغي أن تسبقه دراسات لمسائل جزئية تستغرق قرناً كاملاً على الأقل.
وكانت هناك فكرة يشترك فيها معظم المستشرقين, وهي أن عمل بروكمان يجب أن توسع دائرة مواده حتى يشتمل على مخطوطات التراث العربي في العالم بأسره.
لقد كنت أدرس في جامعة إستانبول سنة 1942 إلى سنة 1947م على المستشرق الشهير ريتر H.Ritterالذي أدين له بفضل كبير في دراستي للعلوم الإسلامية.
وابتدأت سعياً وراء تحقيق هذا الأمل بالقيام برحلات متعددة ثم شرعت في التأليف سنة 1961 حيث تبين لي بعد سنتين أن تذييل كتاب بروكلمان ليس له فائدة كبيرة, وإنما يجب أن يجدد عمل بروكلمان بالاعتماد على المواد التي لم تكن معروفة لديه.
وفي سنة 1965م. كانت مسودة مجلدين قد اكتملت, وكان المجلد الأول يتضمن علوم القرآن والحديث والتاريخ والفقه والعقائد والتوحيد والتصوف.
وفي أثناء طبع المجلد الأول هداني التفكير إلى أن الكتاب يجب أن يكون مستقلاً عن كتاب بروكلمان, ويجب على أن يهتم بتاريخ الفكر وبمسألة تطور العلوم العربية الإسلامية بقدر ما تتيح لي ذلك دراسات المتخصصين ودراساتي الشخصية ... وقد حدا بي هذا الموقف إلى تجنب طبع المجلد الثاني.
وأرى أن أتوقف هنا عن سرد مراحل تأليفي لكتاب "تاريخ التراث العربي" لأحدثكم عما تم حول تنفيذ مشروع المستشرقين الذي أشرت إليه منذ قليل.
وعلى الرغم من ذلك فقد مضيت في تأليف كتابي موقناً بأن الله وحده هو المعين الحقيقي الذي يزيل كل العقبات والصعاب.
وإني لأذكر كم كانت السنوات الماضية شاقة, وكم كانت الظروف قاسية. ولقد كاد اليأس أن يدفعني إلى عدم الاستقرار في العمل, لولا شعوري بأهمية المسؤولية التي تحملتها, وهي مسؤولية أقوى من اليأس.
لقد سمحت لنفسي أن أسرد عليكم قصتي في تأليف كتابي حتى لا تبقى هذه القصة بمراحلها المختلفة مجهولة لديكم.
1. المجلد الأول: قدمت أن هذا المجلد ألف بادئ الأمر ليكون تجديداً لعمل بروكلمان غير أن كتاب بروكلمان يبتدئ بالشعر والنحو واللغة والتاريخ والعلوم العربية والفلسفية والعلوم الطبيعية بينما يحتوي المجلد الأول من كتابي على علوم القرآن والحديث والتاريخ والفقه والعقائد والتوحيد والتصوف وذلك منذ نشأة هذه العلوم إلى سنة 430هـ, وقد نشر هذا المجلد سنة 1967م.
2. المجلد الثاني: وهو يحتوي على الشعر.
3. المجلد الثالث: نشر سنة 1970 يحتوي على الطب والبيطرة وعلم الحيوان.
4. المجلد الرابع: نشر سنة 1971 يحتوي على الكيمياء والنبات والزراعة.
5. المجلد الخامس: نشر سنة 1973 يحتوي على الرياضيات.
6. المجلد السادس: وهو ما يزال قيد الطبع وستنتهي طباعته في مدى ثلاثة شهور إن شاء الله تعالى.
7. المجلد السابع: أعمل في إعداده للطبع, وأرجو أن يوفقني الله إلى إكماله في سنة ونصف السنة إن شاء الله تعالى.
8. المجلد الثامن: وسيحتوي على علم الفلسفة والمنطق وعلم النفس والأخلاق والسياسة وعلم الاجتماع.
9. المجلد التاسع: وسيحتوي على الجغرافية والفيزياء والجيولوجيا والموسيقى.
10. المجلد العاشر: وهو المدخل إلى العلوم الإسلامية, ويتضمن نشأة العلوم الإسلامية وتطورها- التجربة – النظرية – المشاهدة – خلفية النقد وأسلوبه – أمانة النقل عند العلماء المسلمين – المقارنة بينهم وبين الإغريق واللاتين في صفات الأمانة والدقة والاحتياط – أثر العلماء المسلمين في أوروبا في سائر النواحي.
ويلي المجلدات العشرة الفهرس العام.
واسمحوا لي الآن أن أشير إلى بعض ما تحتويه هذه المجلدات مما يحتمل أن يكون جديداً في دراسة تاريخ العلوم الإسلامية:
1. في المجلد الأول: ربما كان جديداً محاولتي أن أبين أن تدوين العلوم الدينية يبتدئ في القرن الأول من الهجرة, وأناقش أهمية الإسناد في الرواية الإسلامية.
2. في المجلد الثاني: ناقشت في مقدمة طويلة قضية أصالة الشعر الجاهلي وروايته, وصنفت مصادر الشعر الجاهلي والإسلامي, ومن ضمنها المعلقات والمفضليات والمجمهرات والأصمعيات, وكتب الحماسة, وكتب المعاني والفضائل والمثالب والأمالي والنوادر وكتب الطبقات.. إلخ.
3. في المجلد الثالث: جمعت في هذا المجلد لأول مرة المصادر الإغريقية والسريانية والفارسية القديمة والهندية لعلم الطب عند المسلمين, ويلي ذلك استعراض الأطباء المسلمين.
وإن المبادئ الأساسية التي تسود هذا المجلد والمجلدات التالية له موضحة في المقدمة كما يلي:
1. إن نشأة العلوم الطبيعية - فضلاً عن العلوم الدينية - تبتدئ لدى المسلمين في القرن الأول من الهجرة, وليس صحيحاً ما يظنه كثير من الباحثين من أن هذه العلوم تبتدئ في أواخر القرن الثاني.
2. إن عهد الترجمات الأولى يرجع إلى القرن الأول لا إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث كما يظن كثير من الباحثين.
3. إن الكتب المزيفة المنسوبة إلى أساطين العلماء من اليونان ليست من وضع المسلمين كما يظن كثير من المعاصرين.
4. في المجلد الرابع: أهم المسائل التي عنى بها في هذا المجلد هي مشكلة تأسيس علم الكيمياء في القرن الثاني من الهجرة على يد جابر بن حيان.
5. في المجلد الخامس: وهو - كما قدمنا - يتضمن تاريخ الرياضيات عند المسلمين, ويظهر أن المسلمين وصلوا إلى نتائج هامة.
6. في المجلد السادس: وهو - كما قدمنا - يتضمن علم الفلك وأحكام النجوم والآثار العلوية وسوف أنهي في محاضرة قادمة أهم النتائج في هذه المجالات فلاداعي لذكرها هنا.
أما الجديد على الإطلاق في هذا المجلد فهو القسم الثالث أي قسم الآثار العلوية وقد كان من نعم الله على المؤلف أنه استطاع أن يكتب تاريخ هذا العلم عند العرب الذي لم يكتب فيه المحدثون شيئاً البتة.
وأرى لزاماً علي أن أصرح بأني اجتهدت في أثناء عملي أن أكون واقعياً منصفاً, وأن أفتدي بما عبر عنه البيروني أحسن تعبير إذ يقول: "إنما فعلت ما هو واجب على كل أنسان أن يعمله في صناعته من تقبل اجتهاد من تقدمه بالمنة, وتصحيح خلل إن عثر عليه بلا حتمة ... وتخليد ما يلوح له فيه تذكرة لمن تأخر عنه بالزمان وأتي بعده" (القانون المسعودي 1/ 4 – 5).
وكثيراً ما كنت لا أنجح تماماً في عرضها وبيانها وهذا ما كان يحصل أحياناً نتيجة لعجزي, وأحياناً لتعبي وأحياناً بسبب تسرعي إذ أدركت أن العمر قصير أمام ضخامة العمل الذي تصديت له, وكنت مضطر إلى أن لا أطيل الوقوف عند مجلد مدة طويلة على حساب المجلدات الأخرى.
وأخيراً هذه الخلاصة موجزة لعملي بتاريخ التراث العربي وحياتي معه, وربما أشفقتم على من هذه الحياة الشاقة, ولكي أحس بيني وبين نفسي بأنني من أسعد عباد الله الذي أساله العون والتوفيق.
ويعد من غرائب القرن التاسع عشر ظهور كتاب ضخم في سبعة أجزاء بعنوان تاريخ الأدب العربي لمؤلفه هامَّر بورجشتال J.Hammer - Purgstall وقد نشر في فينا بين سنوات 1850 – 1856م.
وقد اتهمه ناقدوه بعدم معرفته اللغة العربية, وأخذوا عليه أغلاطاً فظيعة, ومع ذلك فإن هذا العالم النمساوي يستحق تقديرنا لأنه استطاع أن يجمع أسماء الآف من العلماء المسلمين مع نبذة عن حياتهم.
وكان أحياناً يترجم كتبهم في شتى العلوم الأدبية والعقلية والطبيعية.
ومن أهم ما نشر في أواخر القرن التاسع عشر فهرس مكتبة برلين الذي ألفه آلوارد W.Ahlwardt في عشرة مجلدات كبيرة بين سنوات 1887 – 1899م.
وينبغي أن يعد هذا الكتاب العظيم - وهو فهرسة للمخطوطات العربية في مكتبة برلين - أول عمل علمي واسع المدى حاول مؤلفه أن يصنف مواده تصنيفاً تاريخياً دقيقاً.
واستطاع كارل بروكمان C.Brockelmann معتمداً على فهرس آلوارد أن يؤلف كتابه "تاريخ الأدب العربي" في مجلدين بين سنوات 1898 – 1902م.
وكانت هناك محاولات أخرى هامة تمت في أواخر القرن التاسع عشر أو في منقلب هذا القرن إلى القرن العشرين. وذلك مثل الكتب الثلاثة التي أصدرها شتاينشايدر M.Steinschneider عن الترجمات العربية من الإغريقية, والترجمات العبرية عن العربية, وترجمات الكتب العربية إلى اللغات الأوروبية ... إلى غاية القرن السابع عشر الميلادي, ومثل كتاب العالم السويسري زوتر H.Suteعن الرياضيين والفلكيين العرب وكتبهم. وقد استطاع أن يضمن كتابه أسماء - 500 - خمسمائة عالم رياضي وفلكي عربي وكتبهم, مع الإشارة إلى المخطوطات المعروفة لديه في مكتبات أوروبا ودار الكتب المصرية في القاهرة, معتمداً في ذلك على الفهارس المنشورة.
ولقد اتسعت حدود الدراسات الاستشراقية في القرن العشرين سنة بعد سنة, حتى اضطر بروكلمان إلى أن يعد ملحقاً في ثلاثة مجلدات, صدرت بين سنوات 1937 – 1942م.
وكان الاعتقاد السائد أن تاريخ العلوم العربية والإسلامية لا يمكن أن يكتب إلا بعد أن يعد ثبت بأعمال المسلمين والعرب في مختلف العلوم, وإن هذا العمل أيضاً ينبغي أن تسبقه دراسات لمسائل جزئية تستغرق قرناً كاملاً على الأقل.
ولما كان هذا الاعتقاد مسيطراً على ذهن بروكمان فإنه اكتفى في كتابه بسرد تراجم العلماء مع تعداد مؤلفاتهم التي ما تزال مخطوطاتها في المكتبات المختلفة. وما يزال هذا الاعتقاد المشار إليه سائداً حتى يومنا هذا.
وكانت هناك فكرة يشترك فيها معظم المستشرقين, وهي أن عمل بروكمان يجب أن توسع دائرة مواده حتى يشتمل على مخطوطات التراث العربي في العالم بأسره.
وهذا ما يسعى إليه عدد من المشرفين الأوروبيين والأمريكان, وفي مؤتمر المستشرقين العالمي الذي عقد في استانبول سنة 1951م. تولت إحدى اللجان دراسة هذا المشروع.
لقد كنت أدرس في جامعة إستانبول سنة 1942 إلى سنة 1947م على المستشرق الشهير ريتر H.Ritterالذي أدين له بفضل كبير في دراستي للعلوم الإسلامية.
وطالما سمعت منه أن كتاب بروكلمان لا يشتمل على الكثير من نوادر المخطوطات في مكتبات إستانبول, وهذا ما دفعني إلى التفكير في تذييل كتاب بروكلمان ... ومضيت في جمع المواد إلى سنة 1958م.
حيث بدا لي أن تذييل كتاب بروكلمان يجب أن توسع حدوده بناء على ثبت المخطوطات العربية في المكتبات المعروفة في العالم.
وابتدأت سعياً وراء تحقيق هذا الأمل بالقيام برحلات متعددة ثم شرعت في التأليف سنة 1961 حيث تبين لي بعد سنتين أن تذييل كتاب بروكلمان ليس له فائدة كبيرة, وإنما يجب أن يجدد عمل بروكلمان بالاعتماد على المواد التي لم تكن معروفة لديه.
وفي سنة 1965م. كانت مسودة مجلدين قد اكتملت, وكان المجلد الأول يتضمن علوم القرآن والحديث والتاريخ والفقه والعقائد والتوحيد والتصوف.
ويتضمن المجلد الثاني الشعر والنثر واللغة والنحو والبلاغة والعروض.
وفي أثناء طبع المجلد الأول هداني التفكير إلى أن الكتاب يجب أن يكون مستقلاً عن كتاب بروكلمان, ويجب على أن يهتم بتاريخ الفكر وبمسألة تطور العلوم العربية الإسلامية بقدر ما تتيح لي ذلك دراسات المتخصصين ودراساتي الشخصية ... وقد حدا بي هذا الموقف إلى تجنب طبع المجلد الثاني.
وأرى أن أتوقف هنا عن سرد مراحل تأليفي لكتاب "تاريخ التراث العربي" لأحدثكم عما تم حول تنفيذ مشروع المستشرقين الذي أشرت إليه منذ قليل.
فقد نجحت اللجنة التنفيذية في أن تحصل في سنة 1961م على المساعدة المالية اللازمة من هيئة اليونسكو Unesco وعلم بعض المسؤولين بالمراحل التي قطعتها في الكتاب فطلبوا من اللجنة التنفيدية أن تعترف بالعمل الذي أنجزته, وأن تمنحني المساعدة التي قدرتها اليونسكو لأستعين بها في إتمام عملي.
وقد ألفوا لجنة من عدد من الأوروبيين والأمريكان لتنفيذ مشروع الكتاب الذي كانوا يهدفون إليه, وذكروا في قرارهم أن المواد التي جمعتها ربما كانت مفيدة لهم في المضي في مشروعهم.
واجتمعت اللجنة المشار إليها سنة 1964م. في مدينة بروكسل Bruxelles لاتخاذ القرار النهائي, وكتبت إلي تسألني عن رغبتي في المضي في العمل أو مساعدتهم بتقديم المواد العلمية.
وقد أجبت اللجنة أنني أنهيت تأليف المجلدين الأولين من كتابي, وأن هذا الكتاب ينبغي أن يؤلف في مرحلته هذه من قبل شخص واحد حتى يسوده فكر موحد منسجم دون تناقضات.
وبناء على هذا ألغيت اللجنة السابقة دون تقبل بتقديم مساعدة اليونسكو إلي.
وعلى الرغم من ذلك فقد مضيت في تأليف كتابي موقناً بأن الله وحده هو المعين الحقيقي الذي يزيل كل العقبات والصعاب.
وإني لأذكر كم كانت السنوات الماضية شاقة, وكم كانت الظروف قاسية. ولقد كاد اليأس أن يدفعني إلى عدم الاستقرار في العمل, لولا شعوري بأهمية المسؤولية التي تحملتها, وهي مسؤولية أقوى من اليأس.
وإني لأرى اليوم نعمة الله وفضله على عياناً إذ أتمت طبع المجلدات الستة الأولى من الكتاب, وأخذت في تأليف المجلد السابع.
لقد سمحت لنفسي أن أسرد عليكم قصتي في تأليف كتابي حتى لا تبقى هذه القصة بمراحلها المختلفة مجهولة لديكم.
وأريد الآن أن أعطيكم تصوراً عما تحتويه المجلدات التي كملت طباعتها باللغة الألمانية وعن مشروعي للمجلدات القادمة.
1. المجلد الأول: قدمت أن هذا المجلد ألف بادئ الأمر ليكون تجديداً لعمل بروكلمان غير أن كتاب بروكلمان يبتدئ بالشعر والنحو واللغة والتاريخ والعلوم العربية والفلسفية والعلوم الطبيعية بينما يحتوي المجلد الأول من كتابي على علوم القرآن والحديث والتاريخ والفقه والعقائد والتوحيد والتصوف وذلك منذ نشأة هذه العلوم إلى سنة 430هـ, وقد نشر هذا المجلد سنة 1967م.
2. المجلد الثاني: وهو يحتوي على الشعر.
ولما كنت قد أنهيت مسودة هذا المجلد الأول مع مسودة علم اللغة والنحو والبلاغة والنثر فقد اضطررت إلى تأخير طباعته لإدخال كثير من التغيير, ولذلك فقد تأخرت طباعةهذا المجلد إلى سنة 1975م.
3. المجلد الثالث: نشر سنة 1970 يحتوي على الطب والبيطرة وعلم الحيوان.
4. المجلد الرابع: نشر سنة 1971 يحتوي على الكيمياء والنبات والزراعة.
5. المجلد الخامس: نشر سنة 1973 يحتوي على الرياضيات.
6. المجلد السادس: وهو ما يزال قيد الطبع وستنتهي طباعته في مدى ثلاثة شهور إن شاء الله تعالى.
وهو يحتوي على علم الفلك وأحكام النجوم والآثار العلوية, وسيصدر في ألف صفحة تقريباً.
7. المجلد السابع: أعمل في إعداده للطبع, وأرجو أن يوفقني الله إلى إكماله في سنة ونصف السنة إن شاء الله تعالى.
وهو يحتوي على علم اللغة والنحو والبلاغة ... إلخ.
8. المجلد الثامن: وسيحتوي على علم الفلسفة والمنطق وعلم النفس والأخلاق والسياسة وعلم الاجتماع.
وقد ألفت قسماً منه.
9. المجلد التاسع: وسيحتوي على الجغرافية والفيزياء والجيولوجيا والموسيقى.
10. المجلد العاشر: وهو المدخل إلى العلوم الإسلامية, ويتضمن نشأة العلوم الإسلامية وتطورها- التجربة – النظرية – المشاهدة – خلفية النقد وأسلوبه – أمانة النقل عند العلماء المسلمين – المقارنة بينهم وبين الإغريق واللاتين في صفات الأمانة والدقة والاحتياط – أثر العلماء المسلمين في أوروبا في سائر النواحي.
ويلي المجلدات العشرة الفهرس العام.
وإذا فسح الله في الأجل فسوف أكتب إن شاء الله عن العلوم كلها في الدورة الثانية من سنة 430هـ إلى القرن الحادي عشر الهجري.
واسمحوا لي الآن أن أشير إلى بعض ما تحتويه هذه المجلدات مما يحتمل أن يكون جديداً في دراسة تاريخ العلوم الإسلامية:
1. في المجلد الأول: ربما كان جديداً محاولتي أن أبين أن تدوين العلوم الدينية يبتدئ في القرن الأول من الهجرة, وأناقش أهمية الإسناد في الرواية الإسلامية.
2. في المجلد الثاني: ناقشت في مقدمة طويلة قضية أصالة الشعر الجاهلي وروايته, وصنفت مصادر الشعر الجاهلي والإسلامي, ومن ضمنها المعلقات والمفضليات والمجمهرات والأصمعيات, وكتب الحماسة, وكتب المعاني والفضائل والمثالب والأمالي والنوادر وكتب الطبقات.. إلخ.
وتناولت نظريات الشعر معتمداً على أكثر من مئة مصدر لم يستفيد منها أو لم تكتشف من قبل هذا.
ويضم هذا المجلد ترجمة 2000 ألفي شاعر تقريباً مع استعراض إنتاجهم.
3. في المجلد الثالث: جمعت في هذا المجلد لأول مرة المصادر الإغريقية والسريانية والفارسية القديمة والهندية لعلم الطب عند المسلمين, ويلي ذلك استعراض الأطباء المسلمين.
وهذا المنهج القائم على سرد المصادر الأجنبية واستعراض العلماء المسالمين بعدها هو المنهج المتبع في المجلدات التالية جميعها.
وإن المبادئ الأساسية التي تسود هذا المجلد والمجلدات التالية له موضحة في المقدمة كما يلي:
1. إن نشأة العلوم الطبيعية - فضلاً عن العلوم الدينية - تبتدئ لدى المسلمين في القرن الأول من الهجرة, وليس صحيحاً ما يظنه كثير من الباحثين من أن هذه العلوم تبتدئ في أواخر القرن الثاني.
2. إن عهد الترجمات الأولى يرجع إلى القرن الأول لا إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث كما يظن كثير من الباحثين.
3. إن الكتب المزيفة المنسوبة إلى أساطين العلماء من اليونان ليست من وضع المسلمين كما يظن كثير من المعاصرين.
وليس هناك أي دافع يحدو بالمسلمين أن يتستروا تحت أسماء اليونان.
وإنما ترجم المسلمون هذه الكتب ظناً منهم أنها كتب صحيحة النسبة إلى علماء اليونان.
وهذه المبادئ الثلاثة أصبحت قيد النقاش عند المتخصصين, وقد قبلها بعضهم وتردد بعضهم في قبولها ورفضها بعضهم الآخر.
4. في المجلد الرابع: أهم المسائل التي عنى بها في هذا المجلد هي مشكلة تأسيس علم الكيمياء في القرن الثاني من الهجرة على يد جابر بن حيان.
وهنا أحاول أن أثبت أن جابر ابن حيان شخصية حقيقية لا خرافية كما يدعى بعض الناس بناء على نظرية كراوس P.Kraus وغيره.
فتلك الكتب الكيميائية التي الفها جابر تصدر عن شخصية علمية عظيمة, يستطيع الإنسان أن يرى فيها مثيلاً لأرسطاطاليس.
وإن الكتب التي تحمل اسم جابر مؤلفاً لها لا يمكن أن تنسب إلى مدرسة إسماعيلية للكيمياء, عاش اصحابها المزعومون في أواسط القرن الثالث إلى أواسط القرن الرابع. ليس في تاريخ الإسلام أي اشارة إلى تصور مثل هذه المدرسة.
وقد بدأت هذه المسألة تناقش لدى العلماء ورفضها بعض المتخصصين دون أن يبدوا أدلة تبرر هذا الرفض وأوصى بعضهم بالاحتياط في الرد عليها.
وقد بدأت هذه المسألة تناقش لدى العلماء ورفضها بعض المتخصصين دون أن يبدوا أدلة تبرر هذا الرفض وأوصى بعضهم بالاحتياط في الرد عليها.
وكانت فكرة الرد على تلك النظرية تحرك وتثار من قبل بلسنر M.Plessner وهو صديق حميم للعالم كراوس الذي يعد أكبر ممثل للفكرة القائلة بأن جابر بن حيان شخصية خرافية.
ولقد رفع العالم الفرنسي كوربين H.Corbin صوته, وكان من أصدقاء كراوس ومؤيديه, وأعلن بأنه على المتخصصين التخلي عن فكرة كراوس, كما أعلن بأنه يقبل بما جاء في المجلد الرابع من كتاب تاريخ التراث العربي قبولاً تاماً, ووعد بتلخيص محتوي المجلد الرابع للقراء الفرنسيين.
ولقد رفع العالم الفرنسي كوربين H.Corbin صوته, وكان من أصدقاء كراوس ومؤيديه, وأعلن بأنه على المتخصصين التخلي عن فكرة كراوس, كما أعلن بأنه يقبل بما جاء في المجلد الرابع من كتاب تاريخ التراث العربي قبولاً تاماً, ووعد بتلخيص محتوي المجلد الرابع للقراء الفرنسيين.
5. في المجلد الخامس: وهو - كما قدمنا - يتضمن تاريخ الرياضيات عند المسلمين, ويظهر أن المسلمين وصلوا إلى نتائج هامة.
فقد أسسوا علم الجبر كعلم مستقل, واستطاعوا أن يجدوا طرقاً لحل المعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة, منها الحل العددي والحل الهندسي والحل بطريق المنحنيات ووصلوا إلى تنظيم المعادلات من الدرجة الرابعة وحلها, ووصلوا أيضاً في الحساب التفاضلي, وقد أسسوا أيضاً علم المثلثات كعلم مستقل, واكتشفوا المثلثات الكروية .. إلخ.
6. في المجلد السادس: وهو - كما قدمنا - يتضمن علم الفلك وأحكام النجوم والآثار العلوية وسوف أنهي في محاضرة قادمة أهم النتائج في هذه المجالات فلاداعي لذكرها هنا.
أما الجديد على الإطلاق في هذا المجلد فهو القسم الثالث أي قسم الآثار العلوية وقد كان من نعم الله على المؤلف أنه استطاع أن يكتب تاريخ هذا العلم عند العرب الذي لم يكتب فيه المحدثون شيئاً البتة.
وقد حاولت أن أبين أن العلماء المسلمين وضعوا عدة نظريات في ميدان الآثار العلوية, وبعض هذه النظريات مطابق تماماً للنظريات الحديثة.
وأرى لزاماً علي أن أصرح بأني اجتهدت في أثناء عملي أن أكون واقعياً منصفاً, وأن أفتدي بما عبر عنه البيروني أحسن تعبير إذ يقول: "إنما فعلت ما هو واجب على كل أنسان أن يعمله في صناعته من تقبل اجتهاد من تقدمه بالمنة, وتصحيح خلل إن عثر عليه بلا حتمة ... وتخليد ما يلوح له فيه تذكرة لمن تأخر عنه بالزمان وأتي بعده" (القانون المسعودي 1/ 4 – 5).
وإن آصرة الدين التي تربطني بالعلماء المسلمين ومحبتي لهم لم تنفعاني إلى أن أبالغ في ذكر ما قاموا به في تاريخ العلوم, ولكنهما حدتا بي إلى أن أبحث عن جهودهم واكتشافاتهم, وأن أسر بإثباتها, وأن أسجلها فقط.
وكثيراً ما كنت لا أنجح تماماً في عرضها وبيانها وهذا ما كان يحصل أحياناً نتيجة لعجزي, وأحياناً لتعبي وأحياناً بسبب تسرعي إذ أدركت أن العمر قصير أمام ضخامة العمل الذي تصديت له, وكنت مضطر إلى أن لا أطيل الوقوف عند مجلد مدة طويلة على حساب المجلدات الأخرى.
وأخيراً هذه الخلاصة موجزة لعملي بتاريخ التراث العربي وحياتي معه, وربما أشفقتم على من هذه الحياة الشاقة, ولكي أحس بيني وبين نفسي بأنني من أسعد عباد الله الذي أساله العون والتوفيق.
____________________
المصدر:
تعريف موجر لسيرة سزكين:
محمد Fuat Sezgin فؤاد سزگين (1342 - 1439 هـ = 1924 - 2018 م)
• باحث تركي، ولد وتوفي بها، وعاش في ألمانيا، تخصص في التراث العلمي العربي والإسلامي. مؤسِّس ومدير معهد دراسات التاريخ والعلوم الإسلامية والعربية في جامعة گوته في فرانكفورت
• بعد دراسته الثانوية، التقى بالمستشرق هلموت ريتر Hellmut Ritter الذي كان يدرّس في تركيا منذ عام 1926، فوجهه إلى دراسة التاريخ العربي الإسلامي
• تعلم العربية، بل أتقن 27 لغة، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية بشكلٍ جيِّدٍ جدًّا.
• حصل في عام 1954 تحت إشراف هلموت ريتر على الدكتوراه بأطروحةٍ عنوانها «مصادر البخاري»، نشرها بعد ذلك ككتاب باسم «دراسات حول مصادر الجامع الصحيح للبخاري»
• أصبح أستاذًا في جامعة إسطنبول عام 1954.
• عام 1960 غادر إلى ألمانيا ليواصل دراساته بجامعة فرانكفورت. وفي سنة 1965، قدّم أطروحة دكتوراة ثانية عن عالم الكيمياء «جابر بن حيان»، وتزوج من المُستشرقة أورسولا Ursula .
[معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية]
• سعى لدى الدول العربيَّة إلى تأسيس معهد دولي متخصِّص بتاريخ العلوم العربيَّة الإسلاميَّة، فشارك فيه 14 دولة عربية وعدد من المنظمات، فتم تأسيس (معهد تاريخ العلوم العربيَّة والإسلاميَّة) عام 1982 في فرانكفورت
• وكان من أهم ما أنجزه خلال معهده أنه أعاد صنع الآلات العربيَّة القديمة، وكان قد عثر على كثيرٍ منها في المخطوطات القديمة، رغم أنَّ المخطوطات غالبًا ما تصف الآلات فقط دون أن ترسمها، فأسس في عام 1983 متحفا داخل المعهد جمع فيه أكثر من 800 نسخة من الأجهزة العلمية التاريخية والأدوات والخرائط
[دور العرب والمسلمين في تاريخ العلوم]
• وكان مهتما ببيان إسهام العرب في تاريخ العلوم، لأن مؤرِّخي العلوم يبالغون في دور النهضة الأوروبِّيَّة، وينكرون مكانة العلوم العربيَّة والإسلاميَّة.
• فأثبت أن خرائط العالم والخرائط الجزئية الأوربية حتى بداية القرن الثامن عشر الميلادي ترجع إلى أصول عربية. ففي عهد الخليفة المأمون في بداية القرن التاسع الميلادي قام نحو 70 جغرافيًّا برحلة استغرقت عدة سنوات جالوا خلالها في السفن وعلى ظهور الخيول والفيلة مختلف أرجاء أفريقيا وأوربا وآسيا، وأسفرت هذه الرحلة العلمية عن وضع خريطة للعالم تعتبر -بالنسبة إلى ذاك الزمان- ذات دقة عالية تثير الدهشة، يعرضها معهد فرانكفورت بعد أن حولها بطريقة فنية بارعة إلى مجسم على شكل كرة أرضية
• ومن ذلك استفاضته في المجلَّد الرابع (الكيمياء) من كتابه «تاريخ التراث العربي» في دحض الافتراءات الملصقة بالكيميائي «جابر بن حيان»، التي تهدف إلى الطَّعْن في منزلة الكيمياء في الحضارة العربية، مع إنكار صحَّة نسب عددٍ ضخمٍ من الكتب الكيميائيَّة إليه، فهو في رأي المُنكرِين له «شخصيَّة وهميَّة»، لا وجود لها.
[مع الإمام البخاري]
بسبب آرائه في «صحيح البخاري» وجهت له انتقادات شديدة، حيث يزعم أن البخاري في تأليفه قد جمع من الكتب السابقة دون انتقاء، وأنه لم يكن موفقا أيضا في جمع المواد اللغوية والتاريخية والفقهية، كما تابع جولدزيهر وغيره من المستشرقين في زعمه أن وجود (المعلقات) في «صحيح البخاري» يشكك في قيمته وأن الأسانيد ناقصة فى حوالي ربع المادة. وكلها مزاعم باطلة مردود عليها، لعل سزكين وقع فيها بسبب عدم تعمقه في علم الحديث، ويستغرب منه التسرع في إطلاق هذه الاتهامات
[كتاب تاريخ التراث العربي]
• بدأ العمل فيه كمستدرك على كتاب أستاذه كارل بروكلمان (تاريخ الأدب العربي)، لكنه غيّر ذلك واتجه لعمل كتاب جديد كليا مستقل عن كتاب بروكلمان
• ويُغطِّي الكتاب الفترةَ من ظهور الإسلام حتى عام (430 هـ) ليُؤرِّخ لمنجزات العلماء العرب والمسلمين، مع ترجمةٍ لكلِّ عالم، وأسماء مؤلَّفاته، وأماكنها في مكتبات العالم المخطوط منها، وناشري المطبوع، مع بيان ما تعلَّق بها من شروح، ومختصرات، وذيول .. إلخ، مرتِّبًا ذلك ترتيبًا زمنيًّا.
• صدرت أولى مجلدات هذا الكتاب سنة 1967 م ثم تتابعت مجلداته حتى وصل (في أصله الألماني) إلى 13 مجلدا، كالتالي:
(1) في 4 أجزاء: علوم القرآن والحديث - التدوين التاريخي - الفقه - العقائد والتصوف (طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1991)
(2) في 5 أجزاء: الشعر (طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1991)
(3) في جزئين: الطب والبيطرة (طبعته جامعة الملك سعود 2009)
(4) في جزء واحد: السيمياء والكمياء النبات والفلاحة (طبعته جامعة الملك سعود 1986)
(5) في جزء واحد: الرياضيات (طبعته جامعة الملك سعود 2002)
(6) في جزئين: الفلك (طبعته جامعة الملك سعود 2008)
(7) في جزء واحد: أحكام النجوم والآثار العلوية وما شابهها (طبعته جامعة الملك سعود 1990)
(8) في جزئين: علم اللغة (طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1988)
(9) النحو
(10، 11، 12) في الجغرافيا والخرائط (مجلدان للنصوص، والثالث للخرائط)
(13) الرياضيات الجغرافية والخرائطية في التراث الإسلامي وتواجدها المستمر في الغرب
• كان الدكتور أكرم العمري (أستاذ التاريخ بجامعة بغداد) أوَّل من قدم دراسة نقدية لكتاب «تاريخ التراث العربي»، ونشرها في مجلة المورد العراقية في فبراير 1973 م. وقد ركز فيها على الجزء الأول الذي تناول التفسير وعلم الحديث، وذكر 23 ملاحظة وصحّح 56 خطأ مطبعيًّا وعلميًّا، واعترف بالقيمة العلميَّة لِلكتاب ونوّه بالجهود الكبيرة التي بذلها المُؤلِّف في إعداده هذه الموسوعة. كما نقد آراؤه حول منهج البخاري والنسائي وغيرها، وقد أكد الدكتور أكرم بعد نقد هذه الآراء، أن سزكين قد تراجع عن تلك الآراء بعد مراجعتها، فيقول: «من الجدير التنبيه عليه أن سزكين قد حذف هذه الآراء في الطبعة التي أصدرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإنَّما أوردته في البحث لتنبيه من يُراجع الطبعة الأولى ولا سيَّما أنَّ الحذف جرى دون توضيح أو تنبيه» (يعني بالطبعة الأولى: التي ترجمها إلى العربية فهمي أبو الفضل، ونشرتها دار الكتاب العربي (جزئين فقط منه)).
• كما نشر الدكتور حكمت بشير بحثا في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عنوانه «استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في كتب التفسير». وأصدر الدكتور نجم عبد الرحمن خلف كتابًا عنوانه «استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في علم الحديث»، ونشره في دار البشائر الإسلامية. كما نشرت بعد ذلك دراسات وتقاريظ عديدة حول هذا الكتاب
• من مؤلفاته أيضًا: «تاريخ البلاغة العربية»، وحقَّق «مجاز القرآن» لأبي عبيدة معمر بن المثنَّى.
• في سنة 1978 كان أول شخص يحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية، وفي سنة 1979 حصل على ميدالية گوته من مدينة فرانكفورت. وفي عام 1982 منحه رئيس دولة ألمانيا وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى
• كما حصل على جوائز وأوسمة دولية عديدة طيلة حياته، من مؤسسات مختلفة مثل مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية في بغداد، وأكاديمية العلوم في تركيا، ودكتوراة فخرية من عدد من جامعات العالم
• ويذكر هو أنه كان منهمكاً يوما بالبحث في مكتبة الجامعة فجاء أستاذه المستشرق كارل بروكلمان وسأله قائلاً: كم ساعة يا فؤاد تقضي في المكتبة؟ فأجاب فؤاد: أقضي من 10 - 12 ساعة في اليوم يا أستاذ. فتعجب بروكلمان قائلاً: أني أقضي يومياً (16) ساعة في البحث والدراسة ولا أستطيع أن أنجز كل ما أريده فكيف يتسنى لك أنجاز أعمالك في وقت كهذا
• وقبل وفاته -رحمه الله-، كان يواصل كتابة المجلد الـ 18 من «تاريخ التراث العربي»
المصدر: