يقول أمير البيان شكيب أرسلان رحمه الله تعالى:
كان أحد كبار الوزراء اليابانيين يحادث علي نظامي باشا سفير تركيا في روما مؤخراً فقال له:
( إن شئتم أنتم الأتراك أن تكونوا متمدنين في نظر أوروبا، فاجتهدوا أنْ تكونوا أقوياء لا غير.
فإننا نحن اليابانيين كنا بلغنا مبلغهم، وتجاوزنا أمدهم في العلم والصناعة، وصرنا نصنع من الأمتعة ما يضاهي الذي يصنعونه، ونبيعه بأثمان أرخص من أثمانهم، ولبثوا يعدوننا مع البرابرة.
إلى أن هجمنا في يوم من الأيام على روسيا، ونسفنا لها بوارج بدون إعلان حرب منا مخالفين بذلك الحقوق الحربية الدولية، ثم تابعنا الحرب إلى أن انتصرنا على الروس نهائياً، وعرفوا أننا نعرف أن نقتل ونهلك وندمر مثلما يقتل الأوروبيون ويدمرون ، صرنا عندهم دولة عزيمة وصاروا يعدوننا متمدنين).
هذا كلام وزير ياباني كان تولى الصدارة في اليابان، وإن شاء الشرقى أن يفهم جيداً ما هى أوروبا فلستظهر دائماً هذه الأمثولة.
هذا كلام وزير ياباني كان تولى الصدارة في اليابان، وإن شاء الشرقى أن يفهم جيداً ما هى أوروبا فلستظهر دائماً هذه الأمثولة.
ويعلم الله أننا لم نكن لنوضح كل هذا من شأنهم في تقديس القوة المادية والتنمر على الضعيف والتبصبص للقوى، لو لم يكونوا دائماً يقذفوا بهذه التهمة عينها، فقد تكررت منهم هذه الكلمات بحق الشرقيين ألوفاً من المرار.
وعند كل مناسبة، تجدهم يقولون: الشرقيون لا يعرفون إلا القوة...
الشرقيون لا يفهمون إلا بلغة السيف...
الشرقي لا يأتي إلا بالإرهاب...
لا تنسى أنك تخاطب أمة شرقية...
أعلم أنك فى الشرق...
وما أشبه ذلك، والحق أن القوة المادية هي معبود الغربيين قبل الشرقيين.
حاضر العالم الإسلامي ١ / ٢٥٦
للأمريكي لوثروب ستودارد
وضعها الأمير شكيب أرسلان
ترجمة عجاج نويهض
المكتبة العصرية
الطبعة الأولى
١٤٣٢
٢٠١١
وما أشبه ذلك، والحق أن القوة المادية هي معبود الغربيين قبل الشرقيين.
حاضر العالم الإسلامي ١ / ٢٥٦
للأمريكي لوثروب ستودارد
وضعها الأمير شكيب أرسلان
ترجمة عجاج نويهض
المكتبة العصرية
الطبعة الأولى
١٤٣٢
٢٠١١