بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

" إن شئتم أنتم الأتراك أن تكونوا متمدنين في نظر أوروبا، فاجتهدوا أنْ تكونوا أقوياء لا غير " وزير ياباني يحادث نظامي باشا سفير تركيا في روما


يقول أمير البيان شكيب أرسلان رحمه الله تعالى:

كان أحد كبار الوزراء اليابانيين يحادث علي نظامي باشا سفير تركيا في روما مؤخراً فقال له:

( إن شئتم أنتم الأتراك أن تكونوا متمدنين في نظر أوروبا، فاجتهدوا أنْ تكونوا أقوياء لا غير. 
فإننا نحن اليابانيين كنا بلغنا مبلغهم، وتجاوزنا أمدهم في العلم والصناعة، وصرنا نصنع من الأمتعة ما يضاهي الذي يصنعونه، ونبيعه بأثمان أرخص من أثمانهم، ولبثوا يعدوننا مع البرابرة. 
إلى أن هجمنا في يوم من الأيام على روسيا، ونسفنا لها بوارج بدون إعلان حرب منا مخالفين بذلك الحقوق الحربية الدولية، ثم تابعنا الحرب إلى أن انتصرنا على الروس نهائياً، وعرفوا أننا نعرف أن نقتل ونهلك وندمر مثلما يقتل الأوروبيون ويدمرون ، صرنا عندهم دولة عزيمة وصاروا يعدوننا متمدنين). 

هذا كلام وزير ياباني كان تولى الصدارة في اليابان، وإن شاء الشرقى أن يفهم جيداً ما هى أوروبا فلستظهر دائماً هذه الأمثولة. 
ويعلم الله أننا لم نكن لنوضح كل هذا من شأنهم في تقديس القوة المادية والتنمر على الضعيف والتبصبص للقوى، لو لم يكونوا دائماً يقذفوا بهذه التهمة عينها، فقد تكررت منهم هذه الكلمات بحق الشرقيين ألوفاً من المرار. 
وعند كل مناسبة، تجدهم يقولون: الشرقيون لا يعرفون إلا القوة...
الشرقيون لا يفهمون إلا بلغة السيف...
الشرقي لا يأتي إلا بالإرهاب...
لا تنسى أنك تخاطب أمة شرقية... 
أعلم أنك فى الشرق...
وما أشبه ذلك، والحق أن القوة المادية هي معبود الغربيين قبل الشرقيين.


حاضر العالم الإسلامي ١ / ٢٥٦
للأمريكي لوثروب ستودارد
وضعها الأمير شكيب أرسلان
ترجمة عجاج نويهض

المكتبة العصرية
الطبعة الأولى
١٤٣٢
٢٠١١

الخميس، 14 ديسمبر 2017

بين همدان القبيلة وهمذان المدينة


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على معلم الناس الخير أبو القاسم محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد...


هناك من يخلط بين همدان القبيلة وهمذان المدينة
ولذلك أوضح في هذة المقالة الفرق وذكر مشاهير القبيلة والمدينة

النسب: هو همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار ابن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
<جمهرة أنساب العرب للإمام ابن حزم رحمه الله تعالى>

ومن همدان: حاشداً الكبرى وبكيلاً أبناء جشم بن حبران بن نوف بن همدان وهما قبيلاً همدان العظيمان

<الأكليل للهمداني رحمه الله تعالى>


وهمذان مدينة عظيمة موغلة في القدم من بلاد فارس


ومن مشاهيرهم:
الهمداني، بالفتح والسكون والمهملة: أبو إسحاق السَّبيعي.
وأبو كريب محمد بن العلاء.
وجعفر بن علي؛ وخلق كثير.
وبفتح الميم والذال معجمة، نسبة إلى همذان: خَلْق؛ فالصحابة والتابعون وتابعوهم من القبيلة، وأكثر المتأخرين من المدينة؛ ولا يمكن استيعاب هؤلاء ولا هؤلاء.
قلت: ينبغي استيعاب الرُّواة من القبيلة من الطبقة الثالثة وهلم جرّا؛ فيخفّ اللبس، فمنهم:
يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي المقدم ذكره.
وابنه الوليد بن القاسم، من رجال الترمذي
وهارون بن إسحاق الهمداني، مشهور.
وعباس بن أصبغ الهمداني، عن محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعنه ابن عبد البر.
ومصنف كتاب الأنساب الذي أكثر الرشاطي النقل عنه، واسمه الحسن ابن أحمد بن يعقوب، واسم كتابه الإكليل.
وأبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، محدّث مُكثر مشهور، دمشقي.
والحسن بن أحمد السَّبيعي الحافظ الحلبي، معروف؛ تقدم في السين.
وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطّاف الهمداني، حافظ رحّال، مات سنة 534 هـ.
وابنه سعيد بن محمد بن محمد بن عطّاف، سمع منه الضياء والنجيب الحراني.
وعبد الحكيم بن حاتم بن حرب بن دخان الهمداني الإسكندراني، عن السلفي.
وعبد المعطي ومحمد ابنا فتوح بن خلف الهمداني، معروفان.
وأبو الحسن السخاوي المقرئ علي بن عبد الصمد الهمداني، مشهور.
والقاضي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الهمداني، قاضي حماة، يعرف بابن أبي الدم، حدّث عن أبي أحمد ابن سُكينة.
ومنصور بن سليم بن منصور الهمداني، صاحب الذيل علي ابن نقطة، أخذت بالإسكندرية عن أصحاب أصحابه.
وأخوه أبو القاسم عبد الرحمن، حدّث.
ومحمد بن عبد الحميد الهمداني المصري، حدثونا عنه.
وأبو طالب يحيى بن محمد بن زيد المشهدي الهمداني أخذ عنه أبو العلاء الفرضي، وأنشد عنه قصيدة يفتخر فيها بهمدان يقول فيها:
وإني من القوم الألى قال فيهم عليّ وحسبي مدح خير إمام يُشير إلى قول عليّ:
ولو كنت بواباً على باب جنَّةٍ ... لقلت لهمدان ادخلي بسلام
انتهى.
<تبصير المنتبه بتحرير المشتبه للإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى>


مدينة همذان:

بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون: مدينة من الجبال أعذبها ماء وأطيبها هواء، وهى أكبر مدينة بها.

قيل: كانت أربع فراسخ فى مثلها، وإنما خرّبها بخت نصّر، ولم تزل بعد ذلك خرابا إلى أن عمّرها بعد ذلك دارا بن دارا، وحصّنها، ونقل أمواله إليها.

وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل، إلا أنّ شتاءها مفرط البرد، حتى قد قيل فيه أشعار كثيرة، وأفردت فيه كتب، إلا أنّها مع ذلك كثيرة الزّهر والرياحين فى الربيع، وأرضهم منبت الزعفران، وعندهم أنواع من الألوان لا تكون فى بلاد غيرهم، ولها أربعة وعشرون رستاقا يطول تعديدها.

<مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع للإمام ابن عَبْد الْحَقّ البغدادي>
وهو مختصر لمعجم البلدان لياقوت الحموي رحمه الله تعالى