بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 31 مارس 2016

أَدْهَى مِنْ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرٍ


هو سيد عَبْس، وذكر من دَهَائه أشياء كثيرة:
منها أنه مَرَّ ببلاد غَطَفان فرأى ثروة وعديداً، فكره ذلك، فقال له الربيع ابن زياد العبسي: إنه يَسُوءك ما يسرُّ الناس فقال له: يا ابن أخي إنك لا تَدْرِي أن مع الثروة والنعمة التحاسد والتباغض والتخاذل، وأن مع القلة التعاضد والتوازر والتناصر. 

ومنها قوله لقومه: إياكم وصَرَعَاتِ البغي، وفضحات الغدر، وفَلَتَات المزح.
وقوله: أربعة لا يُطَاقون: عبد مَلَكَ، ونذل شبع، وأمة ورثت، وقبيحة تزوجَتْ.
وقوله: المنطق مَشْهرة، والصمت مَسْتترة.
وقوله: ثمرة اللَّجَاجة الحيرة، وثمرة العجلة الندامة، وثمرة العُجْب البغضة، وثمرة التواني الذلة.


(000 - 10 هـ = 000 - 631 م)

قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسيّ: أمير عبس، وداهيتها، وأحد السادة القادة في عرب العراق، كان يلقب بقيس الرأي، لجودة رأيه. ويكنى أبا هند. وهو معدود في الأمراء والدهاة والشجعان والخطباء والشعراء. ورث الإمارة عن أبيه. واشتهرت وقائعه في حروبه مع بني فزارة وذبيان. وحكمته في مأثور كلامه مستفيضة، وخطبه غير قليلة، وشعره جيد فحل.
زهد في أواخر عمره، فرحل إلى عمان. وعف عن المآكل حتى أكل الحنظل. وما زال في عمان إلى أن مات. ويضرب بدهائه المثل.
____________________________________________

 الميداني (المتوفى: 518هـ):  مجمع الأمثال 1/ 274
الزمخشري (المتوفى: 538هـ):  المستقصى في أمثال العرب 1/ 121
 الزركلي (المتوفى: 1396هـ) الأعلام 5/ 206

الثلاثاء، 29 مارس 2016

إذا كان تاريخ اليمن القديم جدا على هذا المستوى من العظمة والوضوح والقدم والوثوق فلماذا قزم؟



طرح الدكتور الكميم عددا من الأسئلة قائلا : إذا كان تاريخ اليمن القديم جدا على هذا المستوى من العظمة والوضوح والقدم والوثوق فلماذا قزم؟
و لماذا حشر في زوايا الإهمال والنسيان؟
وهل هنالك تأمر على هذا التاريخ ومن هم هؤلاء المتآمرون؟
أم أن هنالك تقصير ومن المقصرون إذن؟
وهل هنالك إمكانيات لنبش هذا التاريخ وإعادة كتابته ورد اعتباره وتقديمه للناس في حجمه وشكله وصورته الحقيقية؟
ومن هم الأولى بهذه المهمة النبيلة؟

مستدلا بأقوال العديد من العلماء والباحثين حيث أطلق المؤرخون اليونانيون والرومان على منطقة نشؤ الحضارات الفرعية اسم منطقة – الشرق الأدنى. وكان يفترض أن تكون اليمن على رأس هذه المناطق التي بعثها الخارجة وهي مصر والشام والعراق وبلاد فارس إلا أنهم حينما زحفوا على المنطقة لم يستطيعوا الوصول إلى اليمن لأسباب منها البعد الجغرافي وكثرة الثعابين التي تحرس غابات اللبان والموز والبخور وغيرها من أشجار الأقاوية .

وأضاف : يرى العلماء ومنهم الدكتور الدوليبي أن الحضارة الإنسانية الأم نشأت في جزيرة العرب وفي جنوبها و هجرات عربية أخرى امتدت منذ ما قبل التاريخ على كل من أفريقيا الشمالية والبلقان وإيطاليا وأسبانيا كما وصلت أيضاً إلى كل من قفاسية بحر الجزر من جهة وإلى نرسلفانيا وسلوفاكيا وأعالي بوهيميه في ألمانيا).

معددا إشكاليات كتابة تاريخ اليمن القديم ومنها : اعتماد الكثير من المؤرخين القدامى والمحدثين على ما ورد في التوراة ضآلة وضعف واضطراب كتابات اليونانيين والرومانيين عن تاريخ اليمن رغم مبالغات من نقل عنهم.
وعدم الاعتماد أو الرجوع إلى القرآن الكريم بما يكفي باعتباره أهم مرجع عن تاريخ اليمن وتاريخ عاد بالذات و تأثر وخضوع الكثير من المؤرخين في بداية عصر التدوين لآراء الفقهاء والمحدثين الذين يرون في ذلك تمجيداً للمشركين.

مستغربا: من الاستخفاف بالمصادر اليمنية القديمة المكتوبة وإهمالها والركون إلى ما كتب المكتشفون والمستشرقون وما قدموا من معلومات واعتبارها مسلمات علمية واعتبار عاداً وثموداً من الأمم البائدة في حين أنها أمتان باقيتان بنص القرآن.

أيضا عدم الركون والاعتماد على الكادر اليمني في عمليات الإدارة والبحث والتنقيب .
والاستمرار في إتباع الطرق والمناهج والمفاهيم الخاطئة التي أتبعت في كتابة ما هو موجود من تاريخ اليمن المشوه، والعمل على نشرها عبر أجهزة الإعلام والثقافة والتربية المختلفة حتى صارت جزءاً من وعي المجتمع العام والتنافس والنفاسة!! والكتابة بدون علم أو شعور بالمسئولية والصراعات غير

لذلك فإنهم قد حذفوها من الخارطة وكتبوا عن تاريخ وحضارات اليمن العظيمة من بعيد مستفيدين من أحاديث الرواة ومن مكتبة الاسكندرية حينها!!

ولهذا فقد جاء تاريخ اليمن غامضاً ومضطرباً وسقيماً مههلاً وهو ما يؤسف له حقاً ويتطلب الانتباه له وإعادة كتابته كما هو في الواقع وفي أصدق المراجع (القرآن الكريم).

ودعا الدكتور الكميم إلى الاهتمام بكتابة التاريخ من مصادره الصحيحة والرجوع إلى القرآن الكريم حيث وفيه كل الأدلة التي تدحض مزاعم الذين شوهوا ا عن قصد أو بدون قصد التاريخ اليمني.


المصدر:
موقع اخبار السعيدة

الاثنين، 21 مارس 2016

وسأفيدك فائدة _ يا أخي _ يجل نفعها؛ ويعظم عائدتُها، وما أقولها إلا عن ودٍّ لك، وشفقة عليك؛ فإن البلوى في معاشرة أهل زمانك عظيمة؛ فاستعن بها على ما يلقاك من أذاهم:



قال أبو سليمان: وسأفيدك فائدة _ يا أخي _ يجل نفعها؛ ويعظم عائدتُها، وما أقولها إلا عن ودٍّ لك، وشفقة عليك؛ فإن البلوى في معاشرة أهل زمانك عظيمة؛ فاستعن بها على ما يلقاك من أذاهم؛ فإنك لا تخلو من قليله وإن سلمت من كثيره، وذلك أنك قد ترى الواحد بعد الواحد منهم يتكالب على الناس، ويتسفَّه على أعراضهم، وينبح فيها نباح الكلب، فيهمك من شأنه ما يهمك، ويسوؤك منه ما يسوؤك أن لا يكون رجلاً فاضلاً يرجى خيره ويؤمن شره؛ فيطول في أمره فكرك، ويدوم به شغل قلبك؛ فأزح هذا العارض عن نفسك؛ بأن تعده على الحقيقة كلباً خِلْقَةً، وزد به في عدد الكلاب واحداً، ولعلك قد مررت مرة من المرار بكلب من الكلاب ينبح ويعوي، وربما كان _أيضاً_ قد يساور ويعض فلم تحدث نفسك في أمره بأن يعود إنساناً ينطق ويسبح؛ فلا تتأسف له ألا يكون دابة تركب، أو شاة تحلب، فاجعل أيضاً هذا المتكلب كلباً مثله واسترح من شغله، واربح مؤونة الفكر فيه، وكذلك فليكن عندك منزلة من جهل حقك وكفر معروفك؛ فاحسبه حماراً، أو زد به في عدد العانة (يقصد بالعانة: الحمير) واحداً، فبمثل هذا تخلص من آفة هذا الباب وغائلته، والله المستعان.

__________________________________________

نقولات مختارة من كتاب العزلة للامام الخطابي رحمه الله تعالى
من كتاب المنتقى من بطون الكتب للشيخ محمد بن ابراهيم الحمد

الأربعاء، 16 مارس 2016

أشرس حاكم صليبي حارب أهل الأندلس؟



تم فتح الأندلس في سنة 92هـ  الموافق 711م.
وسقطت سنة 897هـ الموافق 1492م.

نبذة مختصرة عن أشهر وأشد قادة الصليبيون في الأندلس:-

الأول: الكونت بيلايو:
والذي يعد مؤسس الأسر الحاكمة النصرانية في الاندلس.
وعند الفتح وهزيمة لذريق تداعت مدن الاندلس وأغلبها فتح صلحا.
إلا جهه واحدة صمدت بقيادة بيلايو.
وحصارهم المسلمون.
ومات أغلب الجند وبقي قريب من الثلاثين.
وعندها ضجر المسلمون من محاصرتهم.وقالوا المقولة الشهيرة:
" ثلاثون علجاً ما عسى أن يجيء منهم "
ومن هذا النواة قامت الممالك النصرانية في الاندلس والتي بدأت الحروب باسم حروب الاسترداد.
مات بيلايو سنة (119هـ :  737م).



الثاني: ألفونسو السادس:
والذي سام ملوك الطوائف الويلات، وفي عهده سقطت طليطلة أول وأكبر معاقل الإسلام في الأندلس سنة (478هـ :1085م) وبدأ يفتك بالمسلمين إلى أن قدم أمير المسلمين يوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى وكسر غرورة وهزم في معركة الزلاقة الخالدة سنة (479هـ :1086م).
مات سنة (502هـ : 1109م) حزن على ابنه الوحيد سانشو والذي قتلة اسود المرابطون في إحدى المعارك.



الثالث: ألفونسو الثامن:
من أشد ملوك النصارى ذو بأس وعزم وإن أعطى الأمان لا يخون وهذا نادر  من ملوك النصارى إذ أغلبهم ينكثون عهودهم مع المسلمين إلى يومنا!!
هزم في معركة الارك سنة (591هـ : 1195م)  ولكنه لم تنكسر عزيمته واستعد لسنوات وانتصر في معركة العقاب سنة ( 609هـ : 1212م).
وكان قبل معركة العقاب حاصر قلعة رباح وأعطى المسلمون فيها الأمان إذا سلموا الحصن.
وسلموا الحصن وأوفى بعهدة.
ولكنة خسر خمسين ألف مقاتل صليبي اوروبي لانهم رفضوا وفائه لأهل الحصن وأردوا أن يفتكوا بالمسلمين.
ومع ذلك لم يفت ذلك في عضده وإتجه للمعركة.
مات سنة ( 611هـ : 1214م)


الرابع: فرنالدو الثاني وزوجة إيزابيلا الأولى:
في عهدهم أحتلت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس.
ماتت إيزابيلا سنة ( 909هـ : 1504م)
ومات فرنالدو سنة ( 922هـ : 1516م)

الاثنين، 14 مارس 2016

" فيا بعد ما بينهما!" قال الرحالة ابن بطوطة بعدما قابل أخوين احدهما في الصين والآخر في السودان.


يقول الرحالة ابن بطوطة: وبينما أنا يوما في دار ظهير الدين القرلاني إذا بمركب قوام الدين السّبتي، فعجبت من اسمه! ودخل إليّ، فلما حصلت المؤانسة بعد السلام سنح لي أني أعرفه، فأطلت النظر إليه.
فقال: أراك تنظر إلي نظر من يعرفني؟
فقلت له: من أيّ البلاد أنت؟
فقال: من سبتة! 

فقلت له: وأنا من طنجة!
فجدد السّلام عليّ وبكى حتى بكيت لبكائه!!
فقلت له: هل دخلت بلاد الهند؟
فقال لي: نعم دخلت حضرة دهلي، فلما قال لي ذلك تذكّرت له.
وقلت: أأنت البشري؟
قال: نعم!
وكان وصل إلى دهلي مع خاله أبي القاسم المرسى وهو يومئذ شاب لا نبات بعارضيه، من حداق الطلبة، يحفظ الموطأ وكنت أعلمت سلطان الهند بأمره فأعطاه ثلاث آلاف دينار وطلب منه الإقامة عنده فأبى، وكان قصده بلاد الصين فعظم شأنه بها واكتسب الأموال الطائلة.
أخبرني أن له نحو خمسين غلاما، ومثلهم من الجواري وأهدى إلي منهم غلامين وجاريتين وتحفا كثيرة، ولقيت أخاه بعد ذلك ببلاد السودان، فيا بعد ما بينهما! 



رحلة ابن بطوطة 4/ 143-144