بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

قلة المراجع العربية لتاريخ الدولة العثمانية


عند سماعي لسلسلة محاضرات في التاريخ للدكتور شوقي أبوخليل رحمة الله تعالى (مع الأسف تعد السلسلة الصوتية الوحيدة للدكتور على حد علمي وأنصحكم بسماعها :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=2162802 )
ذكر وهو يتحسر على قلة المراجع للتاريخ الدولة العثمانية وذكر انة لا يوجد الا كتاب الدولة العثمانية دولة مفترى عليها للدكتور عبدالعزيز الشناوي رحمة الله تعالى (وكما يذكر من سجل المحاضرات القيمة انها بتاريخ 2004:2005).

تعجبت عن قلة المصادر باللغة العربية لتاريخ هذة الدولة العريقة .
ولا شك أنة يوجد في السابق كثير, ولكن الفتنة التي حصلت بين العرب والاتراك جعلت العرب يعادون كل ماهو تركي حتى تاريخهم الاسلام العظيم (اقصد القوميين العرب الذين سيطروا على مقاليد الحكم في البلاد العربية ايام سقوط الخلافة العثمانية وتسلط حكم الاتحاد والترقي ومن بعدهم الطاغية تورك) ولاجل ذلك كانت هناك فجوة عميقة مع الاسف وثبت تاريخ الكماليين ونسف تاريخ الخلافاء المجاهدين الذي أستمر لست قرون .
ولكن ولله الحمد والفضل والمنه في السنوات الأخيرة هناك صحوة إسلامية نبذت القومية المفرقة وبدأت الأخوة الإسلامية وكتابت التاريخ المشرف للخلافة العثمانية وكشف حقيقة من إنقلب على الخليفة عبدالحميد الثاني رحمة الله تعالى ومن أتى بعدهم من أعداء الإسلام والمسلمين .

وأرجع لسلسلة الدكتور شوقي فقد ذكر في هذة السلسلة المباركة أمجاد الدولة العثمانية وكشف عن الوجه الحقيقي للصفوية القديمة وحذر من الصفوية الحديث (هذا قبل الاحداث التي نعيشها الآن وهذا يدل على نضرة الدكتور الثاقبة للدولة الصفوية الإيرانية الحديثة) والتي تعيث في وقتنا واحتلت اربع عواصم عربية !!!
وكذلك هاجم من يسمي إنضمام الدول العربية المسلمة تحت سلطان الخلافة العثمانية بإحتلال!! وذكر أنة هذة التسمية أتت من أعداء الإسلام اليهود والنصارى وتبعهم أتابعهم من بني جلدتنا مع الأسف.
وكذلك ذكر رقي الدولة العثمانية وإهتمامها بجميع رعاياها ممهما أختلفت أعراقهم وأديانهم.

والدكتور رحمة الله تعالى له سلسلة قيمة بعنوان " معارك الإسلام الكبرى " 20 كتاب.
من ضمنها " معركة تشالدرون " وبحسب رأي المتواضع أنة أفضل من تكلم عن المعركة الخالدة والتي أرغمت أنف الصفوي اللعين.




ولمن أراد المزيد عن الدكتور شوقي أبوخليل رحمة الله تعالى (كتب مقالات) :
http://alhmdani897.blogspot.com/2013/07/blog-post_25.html


وهنا المكتبة العثمانية PDF محدثة و مزيدة
 للأخ الفاضل أبوسليمان العسيلي جزاه الله خيرا على هذا الجمع القيم :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=330767


المراجع الرئيسية لتاريخ الدولة العثمانية للدكتور جمال هبدالهادي حفظه الله تعالى :
https://www.youtube.com/watch?v=JwF6tTLKLgY


الخميس، 17 سبتمبر 2015

من أمثال العرب : " كجار أبي دواد "



وأبو دواد هو أبو دواد الإيادي الشاعر المشهور.
وجاره: كعب بن مامة الإيادي الجواد المشهور.
وقيل بل هو الحارث بن همام بن مرة، وكان أسر أبا دوادٍ وناساً من قومه، فأطلقهم وأكرم أبا دواد وأجاره - فمدحه أبو دواد - وأعطاه وحلف أن لا يذهب له شيء إلا أخلفه له.



ويقال: إن ولد أبي دواد لعب مع صبيان في غدير فغمسوه فمات؛ فقال الحارث: لا يبقى صبيٌ في الحي إلا غرق، فودى ابنه بديات كثيرة.

___________________________________
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغداد (المتوفى: 1093هـ)

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

(وأبيك لا يخبر أمك عنك غيرك!!) بسطام بن قيس


قصة عجيبة تدل على مروءة العرب في الجاهلية , وهذا أمر غير مستغرب منهم
ولأجل ذلك شرف ربنا الحكيم العرب وجعل سيد البشر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وخاتم الأنبياء والمرسلين عليهم السلام من العرب.

أسر فارس بكر بن وائل في الجاهلية بسطام بن قيس رجل من يربوع وسمعة في الليل يقول :
فدى   بوالدة    علي   شفيقة    فكأنها  حرض على   الأسقام
لو أنها علمت فيسكن جأشها    أني سقطت على الفتى المنعام
إن الذي ترجين ثم إيابه سقط   العشاء   به    على     بسطام
سقط العشاء به على   متنعم    سمح  اليدين   معاود   الإقدام

فلما سمع بسطام ذلك منه قال له : وأبيك لا يخبر أمك عنك غيرك ! وأطلقه(1).


بسطام بن قيس
(000 - نحو 10 ق هـ = 000 - نحو 612 م)

بسطام بن قيس بن مسعود الشيبانيّ، أبو الصهباء: سيد شيبان، ومن أشهر فرسان العرب في الجاهلية.
يضرب المثل بفروسيته.
وكان يقال: (أغلى فداءا من بسطام بن قيس) أسره عيينة بن الحارث، فافتدي بأربع مئة ناقة وثلاثين فرسا.
أدرك الإسلام ولم يسلم.
وقتله عاصم بن خليفة الضبي يوم الشقيقة (بعد البعثة النبويّة)(2).

وعاصم فارس مشهور في الجاهلية.
قال المرزباني في معجم الشعراء مخضرم سكن البصرة.
وقال المبرد في "الكامل" هو قاتل بسطام بن قيس بن خالد سيد بني سفيان.
وكان فارس بكر بن وائل فأغارعلى بني ضبة فاكتسح إبلهم فتنادوا فاتبعوه .
فنظرت أم عاصم بن خليفة إلى عاصم وهو يسن حديدة له فقالت: ما تصنع بها ؟
قال: أقتل بها بسطام بن قيس, فنهرته فنظر إلى فرس لعمه موثقة في شجرة فركبها عريا.
فنظر بسطام إلى خيل بني ضبة وراءه فجعل يطعن الإبل في أعجازها وانحط عليه عاصم بن خليفة فطعنه فارداه على شجرة ليست بكبيرة يُقَالُ لَهُا الألآءة.
وكان قتل بسطام والنبي صَلى الله عَلَيه وسَلم بمكة، وكان نصرانيا وأراد اخوه ان يرجع إلى بني ضبة .
فقال له أبا حنيف إن رجعت ومات بسطام من تلك الطعنة وفي ذلك يقول بعض قومه مرثية له:
فخر على الألاءة لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل.
قال ولما قتل بسطام لم يبق في بني بكر بن وائل بيت إلا هدم.
وسكن عاصم بن خليفة البصرة، وكان يأتي باب عثمان فيستأذن فيقول عاصم بن خليفة قاتل بسطام بن قيس بالباب(3).
_________________________________________________________________

1- الكامل في التاريخ (1/537)  للإمام ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)
2- الأعلام (2/52) للزركلي (المتوفى: 1396هـ)
3- الإصابة في تمييزالصحابة (8/104) للإمام ابن حجر العسقلاني (المتوفى:852هـ)

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

فرية باطلة ... وبهتان عظيم.. (محمد الفاتح وتهمة قتل أخية الرضيع !)


 وأجدني هنا مضطراً للتوقف وقفة أردّ بها فرية خبيثة ألصقت بالسلطان محمد الفاتح، فقد درج بعض المؤرخين، وهم يؤرخون لحياته، على الزعم بأنه قام بقتل أخيه الرضيع أحمد جلبي بعد أيام قليلة من تسلمه مسؤولية السلطنة بعد وفاة أبيه السلطان مراد، خشية أن يزاحمه على السلطنة، ومن المؤسف أن هذا الزعم لم يقتصر على المؤرخين غير المسلمين، وإنما وقع في أحبولته عدد من المؤرخين المسلمين.
            ولئن كانت هذه الفرية التي ألصقت بالسلطان محمد الفاتح تكون أوهمن من بيت العنكبوت، إلا أنني أجد من الواجب التوقف عندما وتفنيدها، لكي لا يبقى بعد ذلك عذر لأي مؤرخ يحترم نفسه، ويحترم شرف الكلمة التي يؤرخ بها، أن يستمر في ترديد هذا البهتان العظيم ضد السلطان محمد الفاتح.
            هل يعقل أن سلطاناً ولي السلطنة في عهد أبيه، وتحت كنفه، ثم وليها من بعد وفاة أبيه، وقد اشتدّ ساعده، ونضجت خبرته، والتفت الأمة من حوله تحوطه بالحب والطاعة، هل يعقل أن هذا السلطان يغار من أخ له رضيع، فيخشى أن ينازعه على السلطة..؟ وكيف يتسنّى لطفل رضيع، وأنى له، أن ينازع على السلطنة، وهو الرضيع الذي إن تأخرت أمه عليه بالحليب يوماً مات جوعاً.
            ثم هل يصدق إنسان عاقل، أن محمداً الفاتح، الذي تربى على مائدة القرآن، على يد خيرة علماء عصره، أمثال الشيخ أحمد بن إسماعيل الكوراني الذي كان الفاتح يسميه «أبا حنيفة زمانه»، والشيخ تمجيد أوغلو، والشيخ محمد جلبي زاده، والشيخ مولا إياش، والشيخ الغوراني، والشيخ سراج الدين الحلبي، والشيخ آق شمس الدين، ويمكن أن يفكر بمثل هذا الأمر الفظيع..؟
            بل، لنفرض جدلاً أن محمداً الفاتح كان يوجس خيفة أن ينازعه أخوه الرضيع على السلطنة، أفما كان يستطيع أن يحتويه تحت كنفه، ويربيه على الإخلاص له، بدل أن يقتله؟
            ولماذ يستبق محمد الفاتح الأمور فيقتل أخاه الرضيع، وقد كان بإمكانه أن ينتظر وهو مطمئن البال بضعة عشر عاماً حتى يكبر أخوه، فيتحقق من نوازعه ونواياه؟
            من هنا نستطيع أن نتبين انتفاء المصلحة الشخصية للسلطان محمد الفاتح من قتل أخيه الرضيع.
            ولننتقل الآن إلى مناقشة الطريقة التي تمت بها عملية القتل المزعومة، فقد زعم مروّجو هذه الفرية أن السلطان محمداً الفاتح أرسل أحد قواده، واسمه علي بك، إلى جناح النساء لقتل أخيه الرضيع، فلما علم علي بك أن الطفل موجود في حمام النساء حيث تقوم مربيته بغسله، اقتحم الحمام وأمسك بالطفل الرضيع وغطسه تحت الماء حتى مات مختنقاً غرقاً..
            هل يصدق عاقل أن محمد الفاتح، وهو الذكي المحنك، يقدم على قتل أخيه الرضيع بهذه الصورة المكشوفة الساذجة؟ وهل كان عاجزاً عن تكليف إحدى النساء، كزوجته، أو إحدى خادماتها، بتنفيذ عملية القتل دون إثارة انتباه أحد، بدل من أن يرسل رجلاً إلى جناح النساء، وهو أمر غير مألوف، بله أن يسمح له بأن يقتحم هذا الرجل حمام النساء، حيث يكنّ فيه متحللات من حجابهن، ومتخففات من كثير من ملابسهن، وفي ذلك ما فيه من خروج مستهجن عن المألوف، من شأنه لو تحقق فعلاً أن يثير من هياج النساء، وضجيجهن، وصخبهن، ما يضطر ذلك الرجل إلى الفرار قبل أن ينفذ مأربه، مهما بلغت به الجرأة والنذالة؟
            إذن، ما هي حقيقة هذه الفرية؟
            الحقيقة أن المربية التي كان موكلاً إليها أمر العناية بالطفل الرضيع أحمد، انشغلت عنه لبعض شأنها بينما كانت تغسله، فوقع في حوض الماء، فمات مختنقاً غرقاً قبل أن تتداركه الأيدي التي امتدت لإنقاذه بعد فوات الأوان.
            وتصادف بعد غرق الطفل بأيام قليلة أن أحد ضباط الجيش، واسمه علي بك، ارتكب جريمة عقابها الإعدام، فلما أعدم، وجد الحاقدون مادة جديدة خيّل إليهم أنهاتدعم بهتانهم، فطفقوا يزعمون أن علي بك هو الذي أغرق الطفل الرضيع أحمد، وأن  السلطان محمد الفاتح خشي أن يفشي هذا الرجل سره فقتله، ومن هنا جاءت الفرية على النحو الذي أشرت إليه، وينبغي الإشارة إلى أن «إدوارد سي كريسي» يتبنى هذا الزعم في كتابه «تاريخ العثمانيين الأتراك» المطبوع بالإنجليزية في بيروت في عام 1961م، ويدّعي أن السطان الفاتح أقدم على قتل الضابط علي بك متهماً إياه بقتل أخيه الرضيع دون أن يكون للسلطان علم بذلك.
            ولو أنهم توقفوا عند هذه الفرية وحدها لهانَ الأمر، ولكنهم ما برحوا أن بدأوا ينسجون من حولها المزيد من الافتراءات، فزعموا أن محمداً الفاتح، لم يكتف بقتل أخيه، بل أصدر قانوناً أعطى للسلطان الحق في قتل من يشاء من إخوته وأبنائه وأبناء عمومته وخؤولته، لقطع الطريق على أي منهم أن ينافسه على السلطة.
            ولقد أوضح المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دنشمند في كتابه «موسوعة التاريخ العثماني» الدافع الذي جعل السلطان محمد الفاتح يصدر هذا القانون فقال:
«حين وجد السلطان محمد الفاتح أن أكبر خطر يهدد الدولة العثمانية في الفترة التي سبقت توليه مقاليد السلطنة، نجم عن تكرار حوادث الانشقاق التي كانت تقع بين الأمراء العثمانيين، والتي كانت تصل في أكثر الأحيان إلى درجة الاقتتال، وتؤدي إلى انقسام الدولة إلى فريقين أو أكثر، مما كان يؤثر على وحدة الدولة، ويغري خصوم الإسلام بها، فقد رأى السلطان محمد الفاتح أن يضع قانوناً أسماه «قانون حفظ النظام للرعية» أكد بموجبه أن الموت سيكون مصير كل من يعلن العصيان المسلح ضد السلطان، ويتعاون مع أعداء الإسلام ضد المسلمين.»
            ويردف إسماعيل حامي دنشمند أن هذا القانون كان سبباً في انحسار، أو على الأقل، في تقليص حوادث العصيان المسلح، التي كادت أن تصبح أمراً شائعاً في الدولة العثمانية قبل صدور هذا القانون.
            وإن المرء لتتملكه الدهشة، حين يرى أن كل دول الدنيا، قديمها وحديثها، لا تخلو قوانينها من مثل هذا القانون، ومع ذلك لا تجد أحداً يعترض عليها أو يشوه مقاصدها، كما كان يفعل المغرضون تجاه الدولة العثمانية!


بقلم: زياد محمود أبو غنيمة
مقالة : أيها المؤرخون: لا تظلموا العثمانيين المسلمين!
أنصحكم بقراءة المقالة السابقة كاملة 




روابط أخرى:


المقالة pdf: