(نحو 85 - 62 ق ه = نحو 534 - 558 م) <1>
فاﺭﺱ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﻣﻜﺪﻡ .
ﻣﻦ بني ﻓﺮﺍﺱ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ , ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ. ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ .
ﻣﻦ بني ﻓﺮﺍﺱ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ , ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ. ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺑنو ﻓﺮﺍﺱ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ ﺑﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﺃﻧﺠﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﺪﻝ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ: ﻣﻦ ﻓﺎﺯ ﺑﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ ﺑﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺐ , ﺃﺑﺪﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻲ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻟﻜﻢ , ﻭﺃﺑﺪﻟﻨﻲ ﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻜﻢ . ﻭﺩﺩﺕ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻟﻲ ﺑﺠﻤﻴﻌﻜﻢ- ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ- ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ بني ﻓﺮﺍﺱ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ . (2)
ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ: ﻣﻦ ﻓﺎﺯ ﺑﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ ﺑﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺐ , ﺃﺑﺪﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻲ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻟﻜﻢ , ﻭﺃﺑﺪﻟﻨﻲ ﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻜﻢ . ﻭﺩﺩﺕ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻟﻲ ﺑﺠﻤﻴﻌﻜﻢ- ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ- ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ بني ﻓﺮﺍﺱ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ . (2)
وفي مجمع الأمثال :
أحمى من مجير الظعن .
هو ربيعة بن مكدم الكناني .
ومن حديثه - فيما ذكر أبو عبيدة - أن نبيشة بن حبيب السلمي خرج غازيا ، فلقي ظعنا من كنانة بالكديد فأراد أن يحتويها ، فمانعه ربيعة بن مكدم في فوارس، وكان غلاما له ذوابة ، فشد عليه نبيشة فطعنه في عضده، فأتى ربيعة أمه وقال :
شدي علي العصب أم سيار ... فقد رزئت فارسا كالدينار
فقالت أمه:
إنا بني ربيعة بن مالك ... نرزأ في خيارنا كذلك
من بين مقتول وبين هالك ...
ثم عصبته ، فاستقاها ماء .
فقالت : اذهب فقاتل القوم فإن الماء لا يفوتك .
فرجع وكر على القوم فكشفهم ورجع إلى الظعن .
وقال : إني لمائت ، وسأحميكن ميتا كما حميتكن حيا ، بأن أقف بفرسي على العقبة وأتكئ على رمحي ، فإن فاضت نفسي كان الرمح عمادي فالنجاء النجاء ، فإني أرد بذلك وجوه القوم ساعة من النهار .
فقطعن العقبة ، ووقف هو بإزاء القوم على فرسه متكئا على رمحه ، ونزفه الدم ففاظ والقوم بإزائه يحجمون عن الإقدام عليه .
فلما طال وقوفه في مكانه ورأوه لا يزول عنه رموا فرسه فقمص ، وخر ربيعة لوجهه ، فطلبوا الظعن فلم يلحقوهن . <3>
هو ربيعة بن مكدم الكناني .
ومن حديثه - فيما ذكر أبو عبيدة - أن نبيشة بن حبيب السلمي خرج غازيا ، فلقي ظعنا من كنانة بالكديد فأراد أن يحتويها ، فمانعه ربيعة بن مكدم في فوارس، وكان غلاما له ذوابة ، فشد عليه نبيشة فطعنه في عضده، فأتى ربيعة أمه وقال :
شدي علي العصب أم سيار ... فقد رزئت فارسا كالدينار
فقالت أمه:
إنا بني ربيعة بن مالك ... نرزأ في خيارنا كذلك
من بين مقتول وبين هالك ...
ثم عصبته ، فاستقاها ماء .
فقالت : اذهب فقاتل القوم فإن الماء لا يفوتك .
فرجع وكر على القوم فكشفهم ورجع إلى الظعن .
وقال : إني لمائت ، وسأحميكن ميتا كما حميتكن حيا ، بأن أقف بفرسي على العقبة وأتكئ على رمحي ، فإن فاضت نفسي كان الرمح عمادي فالنجاء النجاء ، فإني أرد بذلك وجوه القوم ساعة من النهار .
فقطعن العقبة ، ووقف هو بإزاء القوم على فرسه متكئا على رمحه ، ونزفه الدم ففاظ والقوم بإزائه يحجمون عن الإقدام عليه .
فلما طال وقوفه في مكانه ورأوه لا يزول عنه رموا فرسه فقمص ، وخر ربيعة لوجهه ، فطلبوا الظعن فلم يلحقوهن . <3>
___________________
1- الأعلام للزركلي 1/17
2-العقد الفريد لابن عبد ربة الأندلسي 1/105
3- مجمع الأمثال الميداني 1/22